Atwasat

قطار الحوار الليبي ينتظر محطته الثالثة

القاهرة - بوابة الوسط: محمود غريب الأربعاء 04 فبراير 2015, 09:20 صباحا
WTV_Frequency

يعود قطار الحوار الليبي إلى محطته المحلية، حين يجتمع ممثلو القوى الوطنية، برعاية أممية في إحدى المدن الليبية التي لم يُحدد موعد جولتها الثالثة أو مكانها، بعد انقضاء جولتين في مدينة جنيف السويسرية بانفراجة موقتة للأزمة التي تُؤرق البلد.

اتساع نطاق التوافق
اتسعت رقعت المشاركة في الحوار الوطني تدريجيًا خلال الجولات التي شهدتها المحطتين السابقتين، حيث شارك في أول جلسة يومي 14 و15 يناير الجاري بمقر الأمم المتحدة في جنيف، 23 شخصية ليبية ممثلة لكافة الأطراف، انضم إليها عدد من النشطاء السياسيين، فضلاً عن مجموعة «94» الممثلة عن المؤتمر الوطني المنتهية ولايته، التي تراجعت ووافقت على المشاركة من خلال ممثليْها شريف الوافي وتوفيق الشهيبي.

المجتمعون في الجولتين السابقتين بمقر الأمم المتحدة، التزموا بتحقيق وحدة ليبيا وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان، كخطوة للاتفاق على جدول أعمال يتضمن الوصول إلى اتفاق سياسي بتشكيل حكومة وحدة وطنية توافقية، والترتيبات الأمنية اللازمة لإنهاء القتال، وتأمين الانسحاب المرحلي للمجموعات المسلحة من كافة المدن الليبية، فضلاً عن معالجة أوضاع المخطوفين والمفقودين.

فيما بحث المشاركون خلال الجولة الثانية توفير وتمكين وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة بالتعاون مع المنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني، والدعوة إلى وقف الحملات التحريضية التي تثير الفتنة، وتوظيف الخطاب السياسي والإعلامي والديني تجاه المصالحة والتسامح والوحدة الوطنية، فتح المطارات وتأمين المالحة الجوية والبحرية والنقل البري.

طاولة الحوار تعود إلى الوطن
النتائج الإيجابية التي حققها ممثلو القوى الوطنية في جنيف، حسب تصريحات متواترة بشأن «وديّة» الجلسات وتوافق المشاركين، دفع بالمبعوث الأممي برناردينو ليون إلى قبول مقترح العودة بطاولة الحوار إلى الداخل الليبي، فيما وافق الجميع على المقترح شريطة توافر مكان آمن لعقده، وجاءت مدن «غات والواحات ومصراتة» على رأس المناطق المقترحة لاستضافة الجولة الثالثة.

لكن الهجوم الذي شهدته العاصمة طرابلس مؤخرًا على فندق كورنثيا، وتبناه تنظيم «داعش»، قد يُصعّب المهمة إزاء عقد جلسات حوار وطنية في الداخل الذي أرهقه القتال المسلح.

حكومة توافقية
أهم النتائج الإيجابية التي توصلت إليها جولتا الحوار السابقتين تمثلت في التطرق إلى تشكيل حكومة توافق وطني بمهام وصلاحيات واضحة، ترأسها شخصية مستقلة وبعيدة عن التجاذبات والانتماءات الحزبية والجهوية تضطلع بمهام سياسية، وأخرى اقتصادية واجتماعية تركز على قضايا المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية.

كما توافق المشاركون على سمات تلك الحكومة، فرئيس الحكومة صاحب خبرة عملية وتنفيذية، وتكون مدة الوزراء مرتبطة بالمرحلة الانتقالية، وأن تتضمن مهامها التخطيط والتنفيذ والمتابعة، فيما لم يتطرق أحد إلى مفهوم «تقاسم السلطة أو المحاصصة»، نظرًا لحاجة ليبيا إلى توافق وطني أكثر منه إلى تقاسم المهام.

ملف بناء الثقة
واتفق المشاركون على تشكيل لجنتين تتوليان ملف بناء الثقة بين الليبيين، سيكون في مقدمة مهامها معالجة قضايا النازحين والمهجرين والمختطفين والمحبسين في سجون خارجة عن الشرعية.

وفضلاً عن المسار السياسي، فإن الحوار الوطني اتخذ عدة مسارات أخرى هي: المجالس البلدية المُنتخبة، والتشكيلات المسلّحة، والتيارات والأحزاب السياسيّة، والنسيح الاجتماعي (مشايخ وأعيان القبائل والمناطق)، حيث شارك حوالي 12 مجلسًا بلديًا في جلسات الحوار، اتفقوا خلالها على ضرورة تأمين العاصمة طرابلس بجملة من الإجراءات من بينها انسحاب المجموعات المسلحة لتمكين الحكومة من أداء مهامها.

المجالس البلدية
ممثلو المجالس البلدية اتفقوا خلال اجتماعهم على سحب التشكيلات المسلّحة إلى خارج المدن، ومنح فرصة للبلديات لتقديم الخدمات والحاجات الأساسية للمواطنين، خصوصًا الفئات المتضرّرة مثل الجرحى والنازحين والمهجرين، وتشكيل لجان لمُعالجة العديد من المسائل الهامة مثل السجناء، خارج نطاق الدولة والمهجّرين في الخارج، والنازحين في الداخل منذ عام 2011، وتتكوّن هذه اللجان من ممثّلين من بين عمداء المجالس البلدية إلى جانب ممثّلين عن المهجّرين.

وأثمر اجتماع البلديات في جنيف عن اتفاق بين تاورغاء ومصراتة، يقضي بحق أهالي تاورغاء في العودة إلى مدينتهم، والسماح لممثليهم بزيارة السجون في مصراتة للاطمئنان على حالة أبنائهم، والعمل على إطلاق سراح من لم تثبت إدانته، وتشكيل لجنة مشتركة بين الجانبين لتنفيذ الاتفاق. ووافق المبعوث الدولي ليون على مقترح عقد اجتماع البلديات المقبل في مدينة أجدابيا.

العمليات العسكرية
نقطة الرهان التي تبرهن على نجاح الحوار الوطني تبقى متمثلة في مدى نجاح المشاركين في التواصل لاتفاق يقضى بوقف العمليات العسكرية، وبدء إجراءات جمع السلاح وحقن دماء الليبيين، كخطوة رئيسة في طريق احترام القانون وحقوق الإنسان.

الوصول إلى النقطة السابقة يحتاج عدة تدابير واقعية تضمن امتداد مهلة التهدئة لحين تشكيل مؤسسات الدولة بشكل توافقي وديمقراطي، وهو ما بدا مُبشرًا حين أجمع المشاركون على ضرورة المضي قدمًا في تنفيذ نتائج الجولتين السابقتين وتحديد الأطراف التي قد تعرقل ما تم تنفيذه واتخاذ إجراءات محليًا ودوليًا في حقهم، فضلاً عن التوافق على تشكيل مجلس للأمن القومي.

وأخيرًا، فإن القوى الوطنية التي توافقت على نقل جلسات الحوار إلى الداخل، فوّضت المبعوث الأممي الأسبوع الماضي بمهمة التفاوض حول المدينة التي ستستضيف الحوار وتوقيت الجولة الثالثة، وعلى الفور وصل ليون إلى مدينة طرابلس وعقد اجتماعًا برئيس المؤتمر الوطني العام السابق نوري أبوسهمين وفريق الحوار المكلف من المؤتمر، وتم الاتفاق على مكان انعقاد جلسات الحوار في إحدى المدن الليبية، التي سيتم الإعلان عنها لاحقًا.

فيما أعلن النائب الثاني لرئيس المؤتمر الوطني صالح المخزوم، أمس الثلاثاء، الانسحاب من عضوية ورئاسة فريق الحوار المكلف من المؤتمر.

قطار الحوار الليبي ينتظر محطته الثالثة
قطار الحوار الليبي ينتظر محطته الثالثة

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز تعاون النقل الجوي بين ليبيا وتركيا
توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز تعاون النقل الجوي بين ليبيا وتركيا
الخطوط التركية: رحلات جوية قريبًا إلى مصراتة وبنغازي
الخطوط التركية: رحلات جوية قريبًا إلى مصراتة وبنغازي
في العدد 436: هدوء سياسي واشتعال صراع النفط
في العدد 436: هدوء سياسي واشتعال صراع النفط
«تنسيقية الأحزاب» تحذر وتحدد 3 اعتبارات «مهمة» بأحداث رأس اجدير
«تنسيقية الأحزاب» تحذر وتحدد 3 اعتبارات «مهمة» بأحداث رأس اجدير
«مرواط - ليبيا» منصة جيومكانية لدعم استدامة الأراضي الزراعية
«مرواط - ليبيا» منصة جيومكانية لدعم استدامة الأراضي الزراعية
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم