اعتذر الرئيس النمساوي عن وصف بلاده الفارين من جيش هتلر بـ«الخونة»، خلال مراسم إزاحة الستار عن النصب التذكاري لتكريم الفارين من الخدمة العسكرية بدلا من الخدمة في ظل النظام النازي.
حضر الاحتفال الذي أقيم في فيينا، اليوم الجمعة، وحضرته وكالة «الأسوشيتد برس» شخصيات رفيعة المستوى وكذلك بعض الذين فروا من الجيش الألماني - وعانوا من الإهانات لعقود من الزمن. وكانوا جميعا في أواخر الثمانينات من العمر أو أكثر، بما في ذلك ريتشارد فاداني، الذي مارس ضغوطا لأكثر من عشر سنوات لإقامة النصب التذكاري.
ووصف فاداني إزاحة الستار عن النصب التذكاري بـ«المناسبة السعيدة».
كما انتقد الرئيس هاينز فيشر، في وقت سابق، الإهانات التي وجهت للفارين الذين لا يزالون على قيد الحياة والتي واجهوها على مدى العقود الماضية. وقال فيشر إن وصفهم بالخونة «شيء يتعين على المرء الاعتذار عنه والخجل منه».
يعد النصب الحجري، الذي يقع على بعد خطوات من مكاتب فيشر، الأول من نوعه في العاصمة النمساوية، وهو عبارة عن بعض درجات سلم تؤدي إلى حرف «إكس» ضخم يمثل عشرات الآلاف من الفارين الذين أعدموا خلال حكم هتلر.
وسبقت ألمانيا النمسا في إعادة الاعتبار للفارين، عندما أعلنت أن الفارين من الجيش هتلر الألماني جديرون بالثناء. لكن النمسا لم تمرر القانون إلا قبل نحو خمس سنوات في محاولة لإزالة المعتقدات العالقة في الجيل الأكبر سنا بأنهم خونة.
وتعد هذه الخطوة، إلى جانب عدد من الخطوات الأخرى، اعترافا رسميا بأن النمسا شريك في ارتكاب الفظائع النازية لا ضحية لها.
وكان غالبية النمساويين قد صوتوا لضم بلادهم إلى ألمانيا النازية عام 1938، كما كان العديد من أتباع الفوهرر نمساويين. ولكن فيينا دأبت على مدى عقود، تصوير نفسها في الداخل والخارج كضحية للعدوان النازي.
تعليقات