Atwasat

بالصور: نينوي عاصمة الأقليات والأسرار في العراق

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 23 يوليو 2014, 04:29 مساء
WTV_Frequency

الصراع الدائر في العراق، منذ سقوط صدام حسين ودخول القوات الأميركية، دائماً ما يؤخذ على أنه صراعٌ بين طائفتين (السنية والشيعية أو العرب والأكراد)، لكن هذا البلد يضم عددًا من الأقليات التي تجد نفسها محاصرة وسط أعمال العنف وفي المساومات السياسية الخارجة عن إرادتها.

ومن هذه الطوائف المسيحيون والتركمان والأيزيديون والشبك والصابئة المندائيون والبهائيون والكاكاي والأكراد الفيليون الذين يعيشون في العراق منذ قرون، ويعيش كثيرٌ من هؤلاء في محافظة نينوى الغنية بالتنوع الثقافي، التي تبعد 400 كيلومتر شمال غرب بغداد.

صراعات نينوي

ذكر موقع «BBC» أنه منذ الغزو الأميركي للعراق العام 2003، تشهد نينوى صراعين متوازيين، بين الحكومة المركزية وجماعات إسلامية متشددة من جهة، وبين الحكومة المركزية وإقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي من جهة أخرى.

وفي ظل معاناتهم من الاضطهاد أيام الامبراطورية العثمانية وتحت حكم حزب «البعث» الذي كان يقوده صدام حسين، وحاليًّا تحت سيطرة الإسلاميين المتشددين في بعض المناطق، ومواجهة التحيز والتعصب، فإن بعض جماعات الأقليات الأصغر مثل الشبك والأيزيديين والبهائيين كانوا يمارسون طقوسهم سرًا.

وأثار هذا في المقابل مفاهيم خاطئة وشكوكًا حولهم، ما أدى إلى ممارسة المزيد من الاضطهاد بحقهم.

احتلال «داعش» الموصل

بعد أن زحفت قوات «داعش» أو تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة الموصل، التي هي مركز محافظة نينوي في 10يونيو، فرت أعداد غفيرة من الأقليات إلى قرى سهل نينوى أو مناطق أبعد في الشمال إلى المدن الكردية.

ومنذ ذلك الحين، تواردت تقاريرٌ مستمرة حول شن مسلحين إسلاميين هجمات ضد جماعات الأقليات وتدمير أماكن عبادتهم.

ونشرت الدولة الإسلامية صورًا لعشرات المواقع التاريخية والدينية في نينوى بعد أن دمرتها بدعوى أن تقديس مثل هذه المواقع هو بدعة وضد الشريعة الإسلامية.

أما غالبية المسيحيين من الكلدانيين والآشوريين، فقد انخفض عددهم من نحو 1.5 مليون نسمة في العام 2003 إلى ما بين 250 ألفًا و450 ألف نسمة.

 جماعة الأيزيديون

يحيط سياجٌ من السرية جماعة الأيزيديين، ويصاحب أصولهم وعرقيتهم جدلٌ متواصلٌ، إذ تضم ديانتهم عناصر مختلفة من معتقدات عدة، بما في ذلك الزرادشتية.

ونتيجة لبعض ما يؤمنون به من معتقدات وأفكار غامضة تحيط بديانتهم، ينظر كثيرٌ من المسلمين وغير المسلمين إلى الأيزيديين على أنهم عبدة الشيطان.

وأدى هذا إلى هجمات عنيفة ضدهم شنتها جماعات إسلامية اعتبرت الأيزيديين كفارًا.

وفي أغسطس 2007، شنَّ متطرفون هجومًا عنيفًا على قرى الأيزيديين في نينوى وقتلوا ما بين 400 و700 شخص.

وأشارت «BBC» إلى أن الإحصائات الأخيرة تقول إن عدد الأيزيديين قد يصل إلى نحو 500 ألف نسمة، يعيش معظمهم في سهول محافظة نينوى في مناطق متنازع عليها بين العرب والأكراد.

الشبك

لدى جماعة الشبك لغة وعادات خاصة بهم، وتنتمي غالبيتهم إلى الطائفة الشيعية في حين تعود أقلية إلى الطائفة السنية.

ويعتقد بأن ما بين 250 ألفًا و400 ألف من الشبك في العراق يعيش معظمهم في محافظة نينوى.

ويعتبرهم المتشددون جماعة مرتدة عن الإسلام، وهو ما يفتح المجال لشن هجمات عنيفة ضدهم.

ويواجه الشبك، الذين يعيشون في مناطق متنازع عليها بين حكومة الإقليم الكردي المحلية والحكومة العراقية المركزية، اضطهاد العرب والأكراد على حد سواء.

 التركمان

يعتبر التركمان ثالث أكبر مجموعة عرقية في العراق بعد العرب والأكراد، إذ يقدر عددهم بين نصف مليون و 2.5 مليون نسمة.

وهم في الغالب مسلمون، وينقسمون بين سنة وشيعة، كما هناك أقلية مسيحية كاثوليكية.

وللتركمان لغة خاصة وتقاليد وعادات مختلقة عن باقي الأقليات العراقية الأخرى، كما يعيشون بشكل رئيسي على طول الخط الفاصل بين المناطق العربية والكردية - في محافظات نينوى (أكثرهم في تلعفر) وكركوك وديالى، كما يعيشون في مناطق أخرى بالبلاد.

وكان التركمان هدفًا لهجمات المتشددين التي اشتعلت في كثير من الأحيان من أجل الصراع على السلطة بين المنطقة الكردية والحكومة المركزية.

وفي أعقاب سيطرة تنظيم «داعش» على تلعفر، هرب ما يزيد على250 ألف نسمة من سكان البلدة إلى المنطقة الكردية.

الصابئة

هي من أوائل الشعوب الموجودة في بلاد الرافدين، وتعود جذورهم إلى الآراميين، واليوم يواجه مجتمعهم وثقافتهم ولغتهم خطر الانقراض.وهي تعتبر من أحدي الديانات الإبراهيمية، وهم يتبعون انبياء الله آدم، شيث، ادريس، نوح، سام بن ونوح، يحي إبن زكريا وقد كانوا منتشرين في بلاد الرافدين وفلسطين، ويوجد منهم في إقليم الأحواز في إيران إلى الآن ويطلق عليهم في اللهجة العراقية « الصبّة» كما يسمون، وكلمة الصابئة إنما مشتقة من الجذر (صبا) والذي يعني باللغة المندائية اصطبغ، غط أو غطس في الماء وهي من أهم شعائرهم الدينية وبذلك يكون معنى الصابئة أي المصطبغين بنور الحق والتوحيد والإيمان

وكان المندائيون يتمتعون ببعض الحرية والحماية في العهود السابقة، مثلهم مثل الطوائف المسيحية، لكن منذ غزو العراق العام 2003، غادر نحو 90 %منهم البلاد.

وتتطلب الديانة المندائية أن يكونوا قريبين من مصدر للمياه النظيفة الطبيعية لإجراء طقوس التعميد. نتيجة لذلك، ومن الناحية التاريخية، فقد استقروا على مقربة من الأهوار والأنهار في جنوب العراق وأيضًا في بغداد.

ولأنهم مسالمون وليس لديهم عشائر أو ميليشيات لحمايتهم، فقد هاجر كثيرٌ من المندائيين إلى شمال العراق، بما في ذلك نينوى وإقليم كردستان، بحثًا عن الأمان.

لكن بسبب وضعهم «مثار الخلاف» ووصفهم ضمن أهل الكتاب، فما زالوا هدفًا للتهديدات من قبل المتطرفين دينيًّا.

بالصور: نينوي عاصمة الأقليات والأسرار في العراق
بالصور: نينوي عاصمة الأقليات والأسرار في العراق
بالصور: نينوي عاصمة الأقليات والأسرار في العراق
بالصور: نينوي عاصمة الأقليات والأسرار في العراق
بالصور: نينوي عاصمة الأقليات والأسرار في العراق

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
155 قتيلا في تنزانيا جراء أمطار غزيرة مرتبطة بظاهرة «إل نينيو»
155 قتيلا في تنزانيا جراء أمطار غزيرة مرتبطة بظاهرة «إل نينيو»
باريس تعلق على حكم الإعدام بحق مغني راب في إيران
باريس تعلق على حكم الإعدام بحق مغني راب في إيران
بوتين يزور الصين مايو المقبل
بوتين يزور الصين مايو المقبل
البحرية البريطانية تعلن إسقاط صاروخ أطلقه الحوثيون على سفينة تجارية
البحرية البريطانية تعلن إسقاط صاروخ أطلقه الحوثيون على سفينة ...
البنتاغون: الولايات المتحدة بدأت بناء رصيف بحري للمساعدات في غزة
البنتاغون: الولايات المتحدة بدأت بناء رصيف بحري للمساعدات في غزة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم