Atwasat

جلسة عاصفة لمجلس الأمن تنتهي بطلب هدنة «من أجل حلب»

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 26 سبتمبر 2016, 09:41 صباحا
WTV_Frequency

بعد اجتماع عاصف عقده مجلس الأمن، مساء أمس الأحد، لمناقشة الوضع المتدهور في سورية، تعهد المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا بمواصلة دوره، مطالبًا بوقف الأعمال العدائية في البلد المضطرب منذ ست سنوات.

وانسحب سفراء كل من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة من الاجتماع قبل أن ينهي المندوب السوري بشار الجعفري كلمته بشأن الهجمات السورية المتزايدة على مَن سماهم «الإرهابيين» في حلب، مشددًا على: «إن الحكومة السورية سوف تستعيد المدينة بالكامل».

وقال ستيفان دي ميستورا: «هذه أيام قاسية حقًّا بالنسبة لسورية وأهالي حلب على الأخص. الأسبوع الماضي كان الأسوأ في سورية خلال قرابة ست سنوات من هذا النزاع المدمر».

وطالب دي ميستورا المجلس بأن يضغط من أجل وقف العنف وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية والتوصل إلى هدنة لمدة 48 ساعة أسبوعيًّا لإيصال المساعدات الإنسانية «دون شروط مسبقة سواء من الحكومة أو المعارضة» و «الضغط من أجل إجلاء طبي من شرق حلب».

وقال دي ميستورا: «إن الغارات الجوية المكثفة التي شهدتها المدينة يوم الجمعة بعد إعلان الحكومة الهجوم أدت إلى مقتل وإصابة العشرات من المدنيين بما في ذلك العديد من الأطفال».
وأضاف: «رأينا الوضع في شرق حلب يتدهور إلى مستويات مرعبة غير مسبوقة».

وذكر دي ميستورا بأنه سئل عدة مرات: لماذا لا تستقيل عند هذه النقطة؟ قائلًا: «إن هذا لن يقود إلى شيء وستكون استقالتي إشارة إلى أن المجتمع الدولي يتخلى عن السوريين، ونحن لن نتخلى عن السوريين ولن تفعلوا أنتم ذلك أيضًا».

وحسب تقرير لوكالة «شينخوا» الصينية، تحدث جميع أعضاء مجلس الأمن الـ15 خلال الجلسة، وانحاز العديد إلى بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة- الداعين للاجتماع- فيما انحاز قليل إلى روسيا في جعل الحرب الأهلية في سورية تتحول إلى حرب بالوكالة تذكِّر، كما يقول الكثيرون، بالحرب الباردة، في حين تخلى قليل عن الدبلوماسية واتهم دولاً محددة بشكل مباشر.

وقالت روسيا إنها دُعيت إلى سورية لمحاربة الإرهابيين والغرب يقول إنه يؤيد فقط المعارضة «المعتدلة» وليس الإرهابيين.

وأصر ممثل سورية على أن الحكومة السورية تدافع عن نفسها فقط من الإرهابيين، وأنها ستجلس فقط مع ممثلي الجماعات المعارضة غير الإرهابية.

وقال: «إن بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة تبكي وتذرف دموع التماسيح» من أجل حلب، وسأل إذا ما كان يمكن لبريطانيا أن تتخلى عن اسكتلندا، وفرنسا عن كورسيكا، والولايات المتحدة عن تكساس.

وتابع :«الحكومة السورية لن تتخلى عن بوصة واحدة من أراضينا»، متهمًا الدول الغربية الثلاث بتسمية جماعات المعارضة المسلحة في سورية خطأ بـ «المعتدلة».

وانسحب السفير البريطاني ماثيو ريكروفت، والسفير الفرنسي فرانسوا ديلاتر، من القاعة أثناء إلقاء السفير السوري كلمته.

وكتب ريكروفت عن حصار حلب على «تويتر»: «إننا بحاجة إلى تحديد كيفية وقف ذلك الآن»، مضيفًا: «إن السفير السوري لدى الأمم المتحدة غير مهتم بذلك القرار. ولهذا انسحبت من جلسة مجلس الأمن».

وقال ديلاتر للصحفيين بعد انسحابه: «إن فرنسا، مع الولايات المتحدة وبريطانيا، دعت إلى هذا الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن لأننا روعنا ببساطة بسبب ما رأيناه في حلب»، مضيفًا: «إن حلب بالنسبة لسورية مثل سراييفو بالنسبة للبوسنة، أو جورنيكا بالنسبة للحرب الإسبانية».

و اضاف : «هذه المدينة تلخص المأساة السورية أكثر من أي مكان آخر»، مشيرًا إلى أن تلك المدينة الرمزية التي يعود تاريخها إلى أكثر من ألفية، ملتقى الحضارات القديمة، وموقع التراث العالمي، تشهد نوعًا من حصار العصور الوسطى، متسائلاً: «ما هذا العار؟!».

وقال: «إن النظام السوري وحلفاءه يبعثون برسالة أعلى صوتًا وأكثر وضوحًا للعالم بأنهم عازمون على محاصرة وتجويع وقصف حلب حتى يصلوا إلى هدفهم العسكري بالقضاء على المعارضة. هذه هي كل القصة من وراء الحصار. من الواضح أن المفاوضات المختلفة لا تعني أي شيء في عقول النظام في دمشق أكثر من مجرد ستار من الدخان».

وأتم بقوله: «لهذا السبب تدعو فرنسا إلى تنفيذ فوري لاتفاق وقف العداءات الأميركي - الروسي، بداية بحلب. حلب أولاً سواء من حيث وقف العداءات أو وصول المساعدات الإنسانية».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
مجموعة السبع تعلن معارضتها لعملية عسكرية إسرائيلية «واسعة النطاق في رفح»
مجموعة السبع تعلن معارضتها لعملية عسكرية إسرائيلية «واسعة النطاق ...
طوق أمني حول قنصلية إيران في باريس بعد دخول رجل بحزام ناسف إليها
طوق أمني حول قنصلية إيران في باريس بعد دخول رجل بحزام ناسف إليها
غوتيريس «يدين كل عمل انتقامي» في الشرق الأوسط
غوتيريس «يدين كل عمل انتقامي» في الشرق الأوسط
توقيف رجل بعد تطويق قنصلية إيران في باريس
توقيف رجل بعد تطويق قنصلية إيران في باريس
الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على أربعة مستوطنين صهاينة متطرفين
الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على أربعة مستوطنين صهاينة متطرفين
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم