خصصت جريدة «ذا غارديان» افتتاحيتها، الجمعة للإثناء على التجربة الديمقراطية التونسية واصفة انتقالها الديمقراطي بـ«قصة النجاح»، إذ خاضت تونس الانتخابات الرئاسية التي انتهت بفوز الرئيس المنتخب باجي قايد السبسي بنسبة 55.68% على منافسه الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي.
رأت الافتتاحية أن نجاح تونس يثبت عدم تعارض الديمقراطية والإسلام، مؤكدة أن تونس، بعد وقت، يجب أن تكون مثالاً يلهم بلادًا أخرى في المنطقة. وأكدت الجريدة استحقاق تونس الدعم المادي من دول الغرب التي تدعي تفضيلها الديمقراطية.
وربما كان من أسباب نجاح تونس، وفقًا للجريدة، حجمها الأصغر وموقعها الأقل استراتيجية من مصر وهو ما حماها من تدخل القوى الخارجية، على الرغم من عدم إنكار وجود بعض الغيوم في الأفق، ورأت الجريدة أنه بغض النظر عن الأخطاء السابقة، فقد قبل حزب «النهضة» الهزيمة في صندوق الانتخابات، سامحين بتغير سياسي حقيقي.
ورصدت الافتتاحية أسباب استثنائية الديمقراطية في تونس، إذ ينبع بعضها من عمق تاريخ الأمة: فقد أسهمت إصلاحات القرن الـ19 في إرساء نظام دستوري وفكرة الفصل بين الدين والدولة، كما ترك حبيب بورقيبة في فترة رئاسته بعد الاستقلال من العام 1959إلى 1987 إرثًا مهمًا من التعليم العام، والإصلاح الاجتماعي وتحرير المرأة، وبطرق كثيرة حملت ثورة 2011 في تونس بذور نجاحها، ولم يقم الإسلاميون بأي دور، وانحاز الجيش لجانب التغيير السلمي، ووُجد مجتمع مدني قوي وطبقة وسطى للبناء عليها.
وعلى الرغم من وجود كثير من التحديات أمام تونس، إلا أنها تظل أمل وجود الديمقراطية المستقرة في العالم العربي الإسلامي ويمثل تحولها الديمقراطي استثناء مقارنة بدول مجاورة عصفها العنف وسط عملية الانتقال الديمقراطي.
وأشارت الافتتاحية لاحتياج السبسي لحكومة قادرة على حل المشكلات الاقتصادية العميقة والانقسام الشمالي الجنوبي، كما أنه سيكون على السبسي إدارة العلاقات مع دول الجوار حيث ينبع قلق من الجهاديين في سورية وليبيا.
تعليقات