تابعت الصحافة العالمية الانتخابات البرلمانية التونسية باهتمام بالغ، خاصة النتائج الأولية التي تُظهر فوز حزب «نداء تونس» العلماني وتقدُّمه على حزب النهضة الإسلامي بواقع 80 مقعدًا لـ«نداء تونس» مقابل 67 مقعدًا لحزب النهضة وبذلك يكون «نداء تونس» صاحب أكبر عدد من المقاعد في البرلمان، ومن المقرر إعلان النتيجة النهائية اليوم الثلاثاء.

بلومبرغ: فوز «نداء تونس» فوز لـ«النهضة»
في مقال بالموقع الإلكتروني لشبكة بلومبرغ الأميركية يرى الكاتب نوا فيلدمان أن فوز حزب «نداء تونس» في الانتخابات بمثابة فوز للديمقراطية ولحزب النهضة في نفس الوقت، فقبول حزب النهضة بهذه النتائج يعني استمرار مشاركته في العملية السياسية سواء كمعارِض أو كجزء من الائتلاف الذي سيكونه السبسي، رئيس حزب «نداء تونس»، وفي كلتا الحالتين ستسمر المؤسسات الديمقراطية في العمل. وفي الوقت نفسه، قبول الانتخابات من قبل النهضة سيمنع حزب «نداء تونس» من الاستئثار بالحكم أو محاولة قمع حزب النهضة، وهذا يزيد من فرص نجاح الحكم الديمقراطي في تونس.

ويرى الكاتب أنَّه من المحتمل أن يقدِّم حزب النهضة مرشحًا رئاسيًّا نتيجة عدم فوزه في الانتخابات البرلمانية أو يقوم بدعم أحد المرشحين الموجودين، مضيفًا أنَّ السبسي يمكنه تفادي هذا الاحتمال ودفع حزب النهضة لدعمه في الانتخابات الرئاسية بالموافقة على حكومة وحدة وطنية وبهذا سيكون نجاحة أكيدًا في الانتخابات الرئاسية.

وحذَّر الكاتب من التهديدات التي تواجهها تونس من ازدياد عدد المتشددين التونسيين الذين ينضمون لتنظيم «داعش» في العراق وسورية، لافتًا إلى إمكانية عودتهم مرة أخرى إلى تونس وزعزعة استقرار وأمن الدولة. ولهذا على السبسي الإبقاء على حزب النهضة داخل حكومة وحدة وطنية لتفادي خطر المتشددين لأنَّ الإسلاميين المعتدلين أفضل في التعامل مع الأفكار المتشددة من العلمانيين، على حد قول الكاتب، مما يفيد العملية الديمقراطية في تونس.

نيويورك تايمز: فوز «نداء تونس» مفاجأة
واعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية فوز حزب «نداء تونس» على حزب النهضة بالمفاجأة، وذلك نظرًا لصغر عمر ائتلاف «نداء تونس» إذ ظهر الحزب العام 2012 وكان يفتقر للتنظيم ويعاني الانقسام الداخلي، بينما كان حزب النهضة اكثر تنظيمًا وشهرة.

وأكدت الصحيفة رفض الشعب التونسي التطرف والعنف واحترامهم الجيش والشرطة التونسية في حربهم المتطرفين الإسلاميين داخل تونس.

ووصفت الصحيفة السبسي، قائد حزب «نداء تونس»، بأنَّه رجل دولة متمرس خدم في عدة حكومات سابقة كوزير وسفير ورئيس للبرلمان قام بإنشاء «نداء تونس» المعارض للتطرف والتشدد.

وأوضحت الصحيفة أنَّ كثيرًا من المحللين والمتابعين للعملية الانتخابية في تونس لاحظوا وجود حالة من الغضب الشعبي من التشدد والإرهاب، وأنَّ نتيجة الانتخابات هي احتجاجٌ صريحٌ على حزب النهضة.

وتوقعت الصحيفة أن يقوم «نداء تونس» بتكوين حكومة وحدة وطنية مع الأحزاب الصغيرة دون حزب النهضة رغم دعم المجتمع الغربي لتكوين حكومة وحدة تجمع «نداء تونس» والنهضة، مشيرة إلى أنَّه من غير المرجح أن يتم تكوين حكومة في الوقت القريب، إذ اتفق الطرفان على انتظار نتيجة الانتخابات الرئاسية.

فاينانشيال تايمز: اقتصاد تونس عقب الانتخابات
أما صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية فأوضحت أنَّ فوز حزب «نداء تونس» في الانتخابات البرلمانية يعني دفعة كبيرة للاقتصاد التونسي.

واهتمت الصحيفة بالاقتصاد التونسي ودوره في تونس بعد الانتخابات، موضحة أنَّ الاقتصاد يجب أن يكون على قمة أولويات الحكومة الجديدة للتخلص من السياسات القديمة التي تسببت في إعاقة النمو الاقتصادي وإعاقة فرص الاستثمار وخلق فرص عمل جديدة، وفقًا لتقرير نشره صندوق البنك الدولي.

وأضافت الصحيفة أنَّ الدول الاقتصادية الكبيرة ترى في نتيجة الانتخابات التونسية خطوة مهمة في طريق الدولة نحو الديمقراطية، لافتة إلى وجود نتيجتين مهمتين لفوز حزب «نداء تونس».

أولاً الأجواء السلمية التي سادت تدل على عودة الاستقرار السياسي للمنطقة، وبالتالي زيادة الاستثمارات الأجنبية والسياحة وفرص العمل وبالتالي نمو إجمالي الناتج القومي في السنوات المقبلة.

ثانيًا، نتيجة الانتخابات تدل على الأجندة السياسية التي سيتم اتباعها خلال السنوات المقبلة. إذ اعلن حزب «نداء تونس» برامجه لخفض الدعم وزيادة الاستثمارات الأجنبية وزيادة التعاون مع صندوق النقد الدولي، مما يساعد في تقليل العجز في الميزانية.

بي بي سي: الانتخابات نجاح للديمقراطية
أما شبكة «بي بي سي» البريطانية فأكدت في تقرير لها أنَّ الانتخابات الحالية تدل على نجاح عملية التحول الديمقراطي التي أعقبت ثورة 2011. فالثورة التونسية أنجح الثورات في الوطن العربي وأقلها عنفًا.

وتوقع التقرير أن تبدأ محادثات على تقاسم السلطة بين حزبي «نداء تونس» والنهضة هذا الأسبوع، مضيفة أنَّ الإسلاميين والعلمانيين في تونس نجحوا في إدارة الفترة الانتقالية وتحقيق الديمقراطية بأقل الخسائر ودون اللجوء للعنف والصراعات التي اجتاحت الدول المجاورة.

يُذكر أنَّ حزب «نداء تونس» يتضمن عددًا من السياسيين المستقلين والعلمانيين وعددًا من مسؤولي النظام السابق، وفقًا لما ذكره التقرير.

إيه بي سي الأميركية
وأشاد تقريرٌ نشرته شبكة «إيه بي سي» الأميركية بالعملية الانتخابية قائلاً إن أكثر ما يميزها هو الهدوء والشفافية وهو ما أشادت به دول التحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة.

وأضاف التقرير أنَّه رغم الصعوبات والتهديدات التي واجهتها تونس عقب الثورة إلا إنَّها استطاعت استكمال العملية الديمقراطية بإجراء هذه الانتخابات وابتعدت عن المسار غير الديمقراطي وسيطرة الجماعات المسلحة الذي اجتاح عدة دول مجاورة.

وأفاد التقرير بأنَّ فوز حزب «نداء تونس» بنسبة 37% من المقاعد مقابل 26 % للنهضة سيكون تراجعًا كبيرًا للإسلاميين في الحياة السياسية في تونس.

وأضاف التقرير أنَّ حزب «نداء تونس» سيطبق سياسيات تركز على التعليم والمدنية والابتعاد عن الحكم السلطوي أو حكم طرف واحد.