اهتم عددٌ كبيرٌ من الصحف البريطانية والأميركية بالانتخابات التونسية، المقرر أجراؤها الأحد 26 أكتوبر، وأهميتها بالنسبة لمستقبل تونس.

ذا غارديان: تفاؤل حذر

تناولت صحيفة «ذا غارديان» البريطانية الانتخابات التونسية بنوع من التفاؤل الحذر، إذ أوضحت أنَّ الشعب التونسي والمجتمع الدولي بحاجة إلى انتخابات برلمانية حقيقية وأنْ تُقبَل النتائج من جميع الفصائل في تونس.

وأضافت أنَّ الثورة التونسية هي التجربة الوحيدة التي نجحت من ثورات الربيع العربي، وعلى الشعب التونسي الآن استكمال انتقال السلطة عن طريق صناديق الاقتراع.

وتتوقع الصحيفة أنْ تتم العملية الانتخابات في حرية وشفافية تامة.

ومع ذلك تحذِّر الصحيفة من وقوع هجمات إرهابية تؤثر في العملية الديمقراطية التي وصفتها الصحيفة بـ«الهشة»، في ظل وقوع عدد من الهجمات الإرهابية في الفترة الأخيرة هدفها تعطيل العملية الانتخابية.

وأفادت بأنَّ السباق الانتخابي محصور بين حزب «نداء تونس» بقيادة السبسي وحزب «النهضة» الإسلامي، مضيفة أنَّه من المتوقع أن يخوض السبسي سباق الانتخابات الرئاسية المقبلة بقوة.

بلومبرغ: احتمالات النتيجة

أما شبكة بلومبرغ الأميركية فاهتمت في مقال للكاتب نوا فيلدمان بنتائج الانتخابات وعرضت عدة توقعات لما يمكن أن يحدث في حال فوز أحد الطرفين (النهضة ونداء تونس).

في ما يخص حزب «النهضة الاسلامي»، يرى الكاتب أنَّ أفضل نتيجة ستكون فوز الحزب بأغلبية الأصوات، لكنه لن يكون فوزًا ساحقًا على حد قوله، ثم تكوين ائتلاف حاكم مع «نداء تونس» والأحزاب المدنية الأخرى، وفي هذه الحالة يتوقع المقال أنْ لا يخوض الحزب الانتخابات الرئاسية المقبلة، لأنَّه يعلم جيدًا أنَّ سيطرته على البرلمان والرئاسة في وقت واحد قد تثير عددًا من التحفظات، وفقًا للكاتب.

أما فوز «نداء تونس» بأغلبية الأصوات سيجعل الأمور أكثر تعقيدًا لأن الحزب في هذه الحالة سيرغب في تكوين ائتلاف حاكم دون التعاون مع حزب النهضة، وفي حال فوز رئيس الحزب السبسي بالانتخابات الرئاسية، سيرغب حزب «نداء تونس» في التخلص من حزب النهضة كمعارض سياسي وهذا سيكون بمثابة كارثة للشعب والعملية الديمقراطية في تونس، فضلاً عن أنَّ فوز «نداء تونس» سيدفع حزب النهضة لدخول سباق الانتخابات الرئاسية، لأنَّ وجود رئيس ينتمي للتيار الإسلامي بجانب رئيس وزراء ينتمي لـ«نداء تونس» سيكون أقل تهديدًا بالنسبة لحزب النهضة، حسبما ذكر الكاتب.

أيكونومست: أجواء من الهدوء تسود الانتخابات

أما صحيفة «أيكونومست» البريطانية فأشادت بحالة الهدوء التي تسود الأجواء الانتخابية في تونس بفضل القوانين الصارمة التي فرضتها اللجنة العليا للانتخابات رغم الانقسامات التي تشهدها الساحة السياسية، والاشتباكات التي وقعت مع جهاديين، والتنافس الشديد بين أكثر من مئة حزب للفوز بالمقاعد الانتخابية.

وأرجع المقال هذا الهدوء إلى سببين، أولهما أنَّه يعكس حالة الضجر التي أصابت الشعب من العملية السياسية والسياسيين بشكل عام.

ثانيًّا، هو أنَّ النتيجة متوقَّعة إلى حد ما وهي عدم فوز أي حزب على الآخر بنتيجة ساحقة، ولهذا يتوقع المقال أنْ تكون الحكومة التونسية القادمة عبارة عن ائتلاف حاكم يعتمد على سياسات إصلاحية وتوافق وطني، مضيفًا أنَّه في حال سيطر فصيلٌ معينٌ على البرلمان سيكون من الأفضل وجود رئيس من التيار المضاد.

وحذَّرت الصحيفة من شبكات المهربين وتجار الأسلحة والجماعات الجهادية التي توجد على حدود تونس مع ليبيا والجزائر، مشيرة إلى أنَّ وجود مؤسسات قوية تحكم تونس ووعي الشعب التونسي سيحدان من انتشار الجهاديين والمتطرفين، لكنَّها لا تستبعد وقوع هجمات إرهابية.