Atwasat

صدمة في صفوف عائلات «اسلاميين تونسيين» يقاتلون في سوريا

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 02 أكتوبر 2014, 01:25 صباحا
WTV_Frequency

لم تتخيل لطيفة ان يلتحق شقيقها الذي قالت انه كان ملتزما لكنه «معتدل»، بصفوف المقاتلين الاسلاميين في سوريا على غرار المئات من التونسيين الآخرين في ظاهرة تثير القلق لما قد يشكله هؤلاء من خطر لدى عودتهم.

وقالت لطيفة قاسمي شقية سليم الذي قضى في ابريل أثناء القتال في صفوف جبهة النصرة الفرع السوري لتنظيم القاعدة، لفرانس برس «اصبنا بصدمة لدى ابلاغنا برحيل أخي الى سوريا لانه كان معتدلا ويحب الحياة».

جبهة النصرة
وأضافت وهي ما تزال غير مصدقة ما حدث، ان سليم (29 عاما) الذي كان يعمل لدى تاجر في ليبيا التحق بصفوف «تنظيم داعش» في دير الزور (450 كلم شمال شرق دمشق).

وأوضحت لطيفة انه «من خلال اتصالاتنا علمنا ان مقاتلي جبهة النصرة اعتقلوه في ديسمبر 2013، ثم جندوه».

وتابعت «أثناء مكالمة معه عبر سكايب ظهر سليم شاحبا جدا وقد فقدت عيناه بريقهما حتى أصبح من الصعب التعرف عليه، كان يبكي قائلا انه لن يتمكن من العودة الى البلاد»، وبعد قليل تبلغت العائلة مقتله في معركة.

ظاهرة قديمة
ومصير سليم ليس استثنائيا، كما يرى الخبراء إذ ان تونس مصدر أكبر عدد من المقاتلين الأجانب في الحرب الدائرة في سوريا ويتراوح عددهم بين 2400 إلى ثلاثة آلاف، في حين تؤكد السلطات انها حالت دون رحيل تسعة آلاف آخرين لكن يصعب التأكد منها.

وليست الظاهرة بجديدة اذ توجهت اعداد كبيرة من التونسيين الى افغانستان ثم العراق منذ بداية القرن الحادي والعشرين.

ومن عملياتهم البارزة اقدام مجموعة منهم على قتل القائد الافغاني الطاجيكي شاه مسعود المعارض لحركة طالبان قبل يومين من 11 سبتمبر 2001.

لكن منذ ثورة يناير 2011، تعاظمت الظاهرة وفق المحللين لان الحركات الاسلامية التي تعرضت لقمع شديد ابان عهد الرئيس بن علي، اغتنمت الوضع السياسي المتداعي وهيمنة حركة النهضة الاسلامية من اجل ممارسة معتقداتها بكل حرية.

وتمكنت تلك المجموعات من تجنيد الشبان «الذين فقدوا الثقة في النخب السياسية» واصبحوا «لا يثقون في مرحلة انتقالية ديمقراطية» وفق المحلل صلاح الدين جورشي.

وأضاف ان «تلك المجموعات السلفية الجهادية اتخذت خيارا استراتيجيا بارسال الشبان الى سوريا لتدريبهم وبذلك تأهيل كوادر يكونوا جاهزين لمعركة محتملة في تونس».

مثيرة للقلق
من جهته، قال محمد اقبال بن رجب رئيس «جمعية انقاذ التونسيين العالقين في الخارج» إن الظاهرة مثيرة للقلق لا سيما ان المقاتلين المجندين ليسو فقط من العاطلين عن العمل.

وأوضح بن رجب الذي انضم شقيقه المعاق (24 سنة) إلى المقاتلين الاسلاميين في سوريا لفترة قصيرة خلال 2013، ان «اعمار المقاتلين التونسيين في سوريا تتراوح بين 18 و27 عاما ومعظمهم من التلاميذ او الطلاب لكن بينهم ايضا موظفون، كما انهم ينتمون الى كل فئات المجتمع».

ولا تحبذ السلطات الحديث عن هذه المسألة غير ان الناطق باسم الحكومة التونسية نضال الورفلي اعتبر ان عودة هؤلاء المقاتلين تشكل اليوم ثان أكبر خطر بعد الوضع غير المستقر في ليبيا المجاورة.

وردا على «فرانس برس»، لم تشأ وزارة الداخلية توضيح استراتيجيتها في هذا المجال في حين اكتفى الناطق باسمها محمد العروي بالقول «ليس هناك سوى العصا لهؤلاء الناس، لا نريد عودتهم إلى تونس».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الاحتلال يعدم مدنيين فلسطينيين خلال محاولتهم العودة لشمال غزة (فيديو)
الاحتلال يعدم مدنيين فلسطينيين خلال محاولتهم العودة لشمال غزة ...
3 شهداء و20 مصابا جراء قصف منزل في حي الشجاعية بغزة
3 شهداء و20 مصابا جراء قصف منزل في حي الشجاعية بغزة
الاحتلال يعتقل 7845 فلسطينيا من الضفة منذ 7 أكتوبر
الاحتلال يعتقل 7845 فلسطينيا من الضفة منذ 7 أكتوبر
ارتفاع حصيلة حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة إلى 32 ألفا و552 شهيدا
ارتفاع حصيلة حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة إلى 32 ألفا و552 ...
الجمعية الوطنية الفرنسية تتبني قرارا يندد بمجزرة بحق الجزائريين قبل 63 عاما
الجمعية الوطنية الفرنسية تتبني قرارا يندد بمجزرة بحق الجزائريين ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم