أوضحت نتائج بحث نشرت أمس الخميس أن المجس الفضائي (فيله) لم يكن أمامه متسع من الوقت لإنجاز مهامه بعد هبوطه بصعوبة على سطح مذنب إلا أن المعلومات التي جمعها جعلت العلماء يعيدون التفكير في نظرتهم لهذه المذنبات.

ويشارك المجس الفضائي (فيله) المسبار (روزيتا) في مهمة مضى عليها عشر سنوات لاستكشاف المذنب 67 بى/تشوريموف-غيراسيمينكو فيما يعمل المسبار (روزيتا) -وهو المركبة الفضائية الأم في هذه المهمة- كمحطة تقوية للاتصالات، حسب وكالة «رويترز».

وهبط المجس (فيله) -وهو معمل فضائي يعادل في حجمه البراد على سطح المذنب- فى 12 نوفمبر الماضى متوجًا أول إنجاز تاريخي من نوعه.

وقال مدير مشروع المجس (فيله) في المركز الألماني للفضاء ستيفن أولماك في رسالة بالبريد الالكتروني لـ«رويترز» أن المحاولات التي بذلها المجس حتى الآن للتواصل لاسلكيًا مع المسبار (روزيتا) باءت بالفشل.

وأضاف «في الوقت الحالي يستكشف المسبار (روزيتا) النصف الجنوبي من المذنب ما يحد من فرص اتصاله بالمجس (فيله) وربما تحسنت فرص الاتصال في الثامن من أغسطس».

وأوضحت سبعة أبحاث وردت في دورية (ساينس) هذا الاسبوع كيفية استغلال المجس (فيله) للوقت المخصص له لأداء مهامه.

وأشارت إحدى هذه الدراسات إلى أن المجس أرسل اشارات لاسلكية من خلال رأس المذنب الشبيه بشكل البطة والتقطها المسبار (روزيتا) على الجانب الآخر كشفت عن أسرار مثيرة للمكونات الداخلية للمذنب.

وأوضح بحث آخر إن الصور التي التقطها المجس خلال اقترابه من المذنب أوضحت أن له تكوينًا غير متصل وصخورًا تعكس الضوء بدرجة عالية وان عوامل النحت والتعرية لعبت دورا في تشكيل مظهر المذنب.

وفيما عجز (فيله) عن انتزاع عينات من سطح المذنب لتحليلها أثار اقترابه موجة من الأتربة التي استقرت في نهاية المطاف على أجهزة لرصد المركبات العضوية فيما قال العلماء أنهم رصدوا 16 نوعًا من المواد العضوية منها أربعة لم يكن معروفا من قبل انها ضمن مكونات المذنبات.

وأوضحت معلومات (فيله) اكتشافات مذهلة عن تنوع سطح المذنب ويبدو أن الموقع المخصص لهبوط المجس مغطى بطبقة سمكها 25 سنتيمترا من المواد ذات الحبيبات مع وجود طبقة أكثر صلابة في الأسفل.

ويأمل العلماء بأن تساعد العينات التى سيجمعها المجس (فيله) من المذنب البالغ طوله خمسة كيلومترات وعرضه ثلاثة كيلومترات فى الإفصاح عن تفاصيل كيفية نشوء الكواكب وربما الحياة نفسها.