قال باحثون الاثنين الماضي: «إنَّ العلماء استعانوا بالتحليل الجينومي للتعرُّف على التغيرات التي طرأت على المادة الوراثية، التي ساعدت في تحوُّل أنواع الخيول التي عاشت في حقبة ما قبل التاريخ -مثل تلك المنقوشة على جدران الكهوف البدائية - إلى السلالات الحديثة المستأنسة»، حسبما ذكرت وكالة «رويترز».
وطالما ظلَّ اللغز الخاص بفهم التغيرات الوراثية المقترنة بترويض الخيول -التي أرجعتها بحوثٌ سابقة إلى سهول الاستبس التي اكتسحتها الرياح بمنطقة أوراسيا منذ 5500 عام- في صدارة اهتمامات علماء وراثة النشوء والارتقاء نظرًا للدور المهم الذي لعبته جهود ترويض الخيول البرية في نشوء الحضارات.
وذكرت الدراسة التي أوردتها دورية الأكاديمية القومية للعلوم أنَّه أمكن تحقيق ذلك من خلال 125 جينًا في الخيول.
وجرت أيضًا عمليات انتخاب للجينات النشطة بالمخ فيما توافرت في الخيول المستأنسة متغيرات جينية مرتبطة بالسلوك الاجتماعي للحيوان والقدرة على التعلم والاستجابة لعوامل الخوف والملاءمة الوظيفية.
اكتشاف مُنتظَر
وقد طال انتظار اكتشاف الأساس الجيني لاستئناس الخيول لأنَّ الأسلاف البرية للسلالات العتيقة منها ما لم يكتب لها البقاء. ومن خلال مضاهاة الأنواع المستأنسة بأقاربها التي تعيش في البرية تمكَّن العلماء من استنتاج كيف تسنى استئناس واستزراع كائنات حية أخرى مختلفة تمامًا عن الخيول مثل الأرز والبندورة «الطماطم» وأيضًا الكلاب.
ومع عدم توافر سلالات حقيقية من الخيول البرية فحص فريق أورلاندو الحمض النووي الريبوزي «دي إن إيه» المستخلص من عظام 29 من الخيول التي اكتشفت في مناطق جليدية في سيبيريا يرجع عهدها إلى فترة تتراوح بين 16 ألف عام و43 ألفًا وقارنوها بالحمض النووي الخاص بخمس سلالات من الخيول المستأنسة الحديثة.
وبالمقارنة بالسلالات العتيقة غابت تمامًا بعض الجينات من خلايا بعض الخيول الحديثة مما يوضِّح أنَّها نشأت من طفرات مستحدثة. ومن بين هذه الجينات ذاك المسؤول عن السرعة في المسافات القصيرة.
تعليقات