Atwasat

دراسة: التكيف مع المشاعر يقود لكذبات كبرى

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 26 أكتوبر 2016, 08:53 صباحا
WTV_Frequency

قد تجد الكذب أمرًا مزعجًا في بادئ الأمر، لكن إن كذبت مرة فأخرى فإنك ستعتاد الأمر، وسيتبدد هذا الشعور، حسب دراسة حديثة.

وجاء في دراسة نشرتها جريدة «نيتشر» العلمية أن هذه المشاعر بالانزعاج يولدها جزء من الدماغ حين يقول المرء ما هو خلاف للحقيقة، إلا أنه يكف عن توليدها حين يعتاد على هذا الموقف، وعندها تكبر الأكاذيب أكثر فأكثر إذ تختفي رقابة النفس عليها، حسب وكالة الأنباء الفرنسية، الأربعاء.

وقال نيل غاريت الباحث في قسم الطب النفسي التجريبي في جامعة لندن: «إنها المرة الأولى التي يثبت فيها أن التصرفات غير النزيهة تتعاظم حين تتكرر».

وبحسب تالي شاروت من جامعة لندن، «سواء في ما يتعلق بالخيانة، أو بالغش في المسابقات الرياضية، أو بتزوير الحقائق العلمية أو البيانات المالية، يقول الكاذبون إنهم بدؤوا بكذبات صغيرة ثم انزلق بهم الأمر إلى ما هو أعظم».

وشملت هذه الدراسة 80 شخصًا تراوح أعمارهم بين الـ18 والـ55 عامًا، عرضت أمامهم صورة عالية الدقة تظهر وعاء مملوءًا بقطع نقدية.

وتعَين على المشاركين أن يساعدوا شريكًا لهم على تقدير قيمة هذه القطع النقدية، ولم يكن في حوزة الشريك هذا سوى صورة باهتة للوعاء وما فيه من مال.

في مرحلة أولى من التجربة، طلب من المشاركين أن يجتهدوا في معرفة قيمة القطع النقدية، وقيل لهم إنهم إن فازوا بالاختبار سيجنون المال هم وشركاؤهم. لذا يعتقد الباحثون أن إجاباتهم هنا كانت صادقة.

استخدمت نتائج المرحلة الأولى كمعطيات أساسية لتقييم المرحلتين الثانية والثالثة، حين كان التقليل من قيمة القطع النقدية، أو تكبير قيمتها، ينطوي على مصلحة للمشاركين على حساب شركائهم.

وتقول تالي شاروت: «الناس يكثرون من الكذب حين يكون في ذلك مصلحة لهم وللشخص الآخر، ربما لأن ذلك لا يولد شعورًا بالانزعاج من أنفسهم».

أما حين يكون في الأمر مصلحة لهم على حساب مصلحة شركائهم، فهم يكذبون أقل. لكن معظمهم صاروا يكذبون أكثر مع الوقت.

رنين مغناطيسي
ولفهم ما جرى في أدمغتهم، خضع ربع المشاركين لتصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي أثناء الاختبار. ولاحظ الباحثون أن الجزء من الدماغ المسؤول عن إصدار المشاعر، كان أكثر نشاطًا حين كان المشاركون يكذبون لتحقيق مصلحتهم على حساب مصلحة الآخر، وكان يصدر مشاعر سلبية تحد من نطاق الكذب، بحسب شاروت.

لكن مع كل كذبة جديدة، كان أداء هذا الجزء من الدماغ يتراجع، ونطاق الكذب يتسع. وتقول تالي شاروت: «هناك نوع من التكيف في المشاعر، من شأنه أن يؤدي إلى انزلاق المرء إلى كذبات كبرى».

ويرى نيل غاريت أن هذه النتائج تؤيد فكرة أن هذا الجزء من الدماغ «ينشط حين نتصرف بشكل نراه سيئًا أو غير أخلاقي». وأضاف: «لقد درسنا في هذا الاختبار التصرفات غير النزيهة، لكن المبدأ نفسه قد ينطبق على مجالات أخرى مثل التصرفات الخطرة أو العنيفة».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
إدراك البشر للوقت يتأثر بخصائص الصورة
إدراك البشر للوقت يتأثر بخصائص الصورة
المسبار الياباني «سليم» يتخطى بنجاح ثالث ليلة جليدية قمرية
المسبار الياباني «سليم» يتخطى بنجاح ثالث ليلة جليدية قمرية
ظاهرة نادرة: رصد انفجار شمسي رباعي (فيديو)
ظاهرة نادرة: رصد انفجار شمسي رباعي (فيديو)
تيك توك تعلّق ميزة المكافآت في تطبيقها الجديد «تيك توك لايت»
تيك توك تعلّق ميزة المكافآت في تطبيقها الجديد «تيك توك لايت»
انطلاق مهمة «شنتشو-18» الفضائية من مركز جيوتشيوان الصيني
انطلاق مهمة «شنتشو-18» الفضائية من مركز جيوتشيوان الصيني
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم