تواصلت ردود الفعل في روما حول مقتل رهينتين إيطاليين في صبراتة، خاصة من جانب معسكر المعارضة التي وظَّفت الواقعة للنيل من الحكومة، وحملت التحليلات السياسية المختلفة مسؤولية ما حدث لجهاز المخابرات تحديدًا، بسبب ما اعتبر فشلاً في إدارة الأزمة، والتفاوض مع الجهات الليبية من أجل إطلاق الرهائن الإيطاليين الأربعة في الوقت المناسب.
فرغم عودة اثنين من الأربعة الذين احتجزتهم جهة مجهولة في مدينة صبراتة لأكثر من ستة أشهر، فإن مقتل اثنين من الرهائن على أيدي ما وصف بـ«نيران صديقة»، (في إشارة إلى الغارة الأميركية على موقع تنظيم «داعش» في صبراتة)، أثار عاصفة من الجدل وردود الأفعال.
وكشفت زوجة أحد الرهائن ويدعى سالفاتوري خلال مؤتمر صحفي عقد في روما، أنها تلقت آخر اتصال من زوجها قبل شهرين، وكان يتوسل فيه بألم أن تتم نجدته، قبل أن يمرر الهاتف إلى أحد خاطفيه الذي تحدث معها باللغة الإيطالية، بينما قالت ابنتها إيريكا (23) عامًا: «كنت أتمنى أن تساعدنا الحكومة في العودة به إلى الوطن، ولكن طلب منا التزام الصمت، وعدم إثارة أي ضجة حول الأمر، وهو ما فعلناه، لكنهم خذلونا وتسببوا في مقتل والدي».
وأضافت: «لم نحظ حتى الآن بأية إجابة عن حقيقة ما حدث، أو مَن كان وراء خطف والدي؟ وإلى هذا الحين نحن نتساءل أين الدولة؟ ولماذا لم تنجد والدي؟ لقد التزمنا الهدوء كما طلبوا منا، لكنهم لم يفعلوا من طرفهم ما وعدوا به».
وكانت أسرتا الضحيتين قد اعترضتا على تشريح الجثمانيين، لكن السلطات الليبية اشترطت ذلك لتسليمها للجهات الإيطالية، باعتبار ذلك أمرًا أساسيًّا لمعرفة أسباب الوفاة وطبيعة الإصابات التي أودت بحياة الضحيتين.
ورغم أن حقيقة عملية خطف الرهائن الأربعة ومقتل اثنين منهم لازالت غامضة، فإن تحليلات إيطالية رأت «إن مَن يعرف ليبيا يدرك أن الأمر يتعلق بمسألة وقت، وسيظهر عاجلاً أم آجلاً مَن يوضح للجميع إن كان مقتل الضحيتين الإيطاليين مجرد حادثة وقعت بالصدفة أم أنه كان عملاً مدبرًا».
تعليقات