اهتمت الصحف العالمية خلال الأسبوع الماضي بمتابعة تطورات الأحداث داخل ليبيا خاصة مناقشة احتمالات التدخل الدولي العسكري ضد تنظيم «داعش»، مع تعثر العملية السياسية وتأخر الإعلان عن حكومة وفاق وطني.

ليبيا تتصدر الاهتمام مجددًا
نبدأ من جريدة «فورين بوليسي» الأميركية التي قالت إن ليبيا عادت لتتصدر الاهتمام الدولي مرة أخرى مع تقدم تنظيم «داعش» واهتمام الدول الأوروبية وواشنطن لمناقشة الخيارات العسكرية لوقف تقدم التنظيم بليبيا.

وعزت الجريدة في تقرير لها سبب الاهتمام الدولي المفاجئ بما يدور داخل ليبيا إلى تواجد «داعش»، والذي استطاع خلال أشهر قليلة التقدم بخطى منتظمة مما ينذر بتهديد شمال أفريقيا وأوروبا.

ورغم تواجد التنظيم في دول أخرى، إلا أن فرع «داعش» بليبيا يعد الأخطر بسبب موقع الدولة الاستراتيجي وثروتها النفطية والموانئ، والذي يساعد التنظيم في التوسع وتنفيذ هجمات خارج حدود ليبيا.

ووفقًا للجريدة، استمرار الحرب والفوضى بليبيا وتوسع «داعش» يثير مخاوف لدى الدول الإقليمية، خاصة مصر والجزائر وتونس والسودان، والتي تخشى من وصول التنظيم إليها.

وتخشى الدول الأوروبية والولايات المتحدة أن تتحول ليبيا إلى «مغناطيس» لجذب المقاتلين الأجانب، إذ عمل التنظيم على توجيه مقاتليه إلى ليبيا بدلاً عن سورية والعراق، والذي قد ينذر بتفاقم أزمة المهاجرين.

ولفتت الجريدة أيضًا إلى الكم الهائل من الأسلحة المنتشرة بالدولة، محذرة خاصة من مخزون ليبيا من الأسلحة الكيماوية.
«داعش» ينتقل للجنوب
نشرت مؤسسة «تومسون رويترز» تقريرًا عن وجود «داعش» بليبيا محذرة من أنه يشكل تهديدًا على دول الساحل بجنوب ليبيا، والتي تشهد بدورها موجات من التمرد المسلح.

وذكر التقرير أن مقاتلي تنظيم «داعش» يتوجهون لجنوب ليبيا ترقبًا لأي عمليات عسكرية ضد مواقعهم في سرت ودرنة، في تهديد جديد لدول مثل نيجر وتشاد.

وتخشى مصادر استخباراتية، وفقًا للتقرير، من أن تصبح دول جنوب ليبيا الهدف القادم للتنظيم، مع انتشار الفوضى وانعدام القانون بتلك الدول.

ونقل التقرير عن مدير التوثيق والاستخبارات العسكرية للقوات المسلحة في نيجيريا، ماهامان ساني، «(داعش) يتحرك نحو جنوب ليبيا لتفادي الغارات الجوية التي من المحتمل أن تشنها قوى غربية».

وقال رئيس قوات مكافحة الإرهاب التشادية قاسم موسى: «نتواصل مع القبائل شمال تشاد للاستعداد لمنع (داعش) من دخول حدودنا».
وساطة مغربية
ونقلت جريدة «هافينغتون بوست» الأميركية عن الوزيرة المنتدبة للشؤون الخارجية المغربي، مباركة بوعيدة، إن «المغرب تحاول بقدر ما تستطيع أن تتوسط بين الفصائل الليبية ودفعهم لتحقيق اتفاق، وربما نشاهد مع نهاية الأسبوع الجاري أو بداية الأسبوع المقبل اتفاقًا نهائيًا».

وفي حال توصلت الفصائل الليبية إلى اتفاق نهائي، توقعت بوعيدة أن تطلب الأطراف مساعدة واشنطن في محاربة تنظيم «داعش».

وأعربت الإدارة الأميركية أكثر من مرة عن قلقها من توسع «داعش» داخل ليبيا، وقال مبعوث الإدارة الأميركية للتحالف الدولي، بريت ماكجورك، إن «فرع (داعش) بليبيا هو أكثر أذرع التنظيم إثارة للقلق».

وعزت بوعيدة تأخر التحرك الدولي ضد «داعش» إلى غياب شريط شرعي داخل ليبيا للتنسيق معه، وأكدت أن «محاربة التنظيم من الأولويات، ولهذا على جميع الأطراف الانتهاء من اتفاق نهائي».
قائد «داعشي» يصل سرت
وأبرزت جريدة «إكسبرس» البريطانية وصول قيادي شيشاني بتنظيم «داعش»، معروف باسم أبو عمر الشيشاني إلى مدينة سرت في قافلة من 14 عربة مدرعة، إلى جانب مقاتلين بريطانيين آخرين.

وكانت أنباء سابقة تحدثت عن مقتل الشيشاني العام 2014. ويُعرف الشيشاني بوحشيته وقدرته على استقطاب أشرس المقاتلين من جنسيات مختلفة، كان من أبرزهم البريطاني المعروف باسم «الذباح جون» الذي قُتل العام الماضي في غارة جوية.

وأضافت أن «التنظيم نشر بعد وصول الشيشاني بساعات أسماء العشرات من الذين حُكم عليهم بالإعدام من قِبل جهاز القضاء الخاص بالتنظيم، بينما تم تنفيذ عمليات بتر أيادي بعض المخالفين الشرع وفق تصور التنظيم».