سنة وستة أشهر على «معركة الكرامة» لماذا تأخر الحسم؟ الجهات الأمنية تشكو قلة الدعم وأجهزة القضاء متوقفة. مدينة بنغازي تعيش اليوم انقسامًا لم تشهده ثورة 17 فبراير، وفوضى كبيرة تعم المدينة التي تشهد حربًا بين الجيش ومسانديهم من شباب الأحياء من جهة وتنظيم أنصار الشريعة، وما يسمي بـ«مجلس شوري ثوار بنغازي» من جهة أخري، فيما أطلق عليها قبل عام «عملية الكرامة»، دفع شبابها الثمن وخسرت عائلات منازلها وممتلكاتها وكثيرون فقدوا الأمل في العودة إلى بيوتهم التي هجروها قسرًا بسبب تلك الحرب.

فريق من أهل المدينة يتحسر على الدمار وتأخر الحسم وفريق آخر يؤيد الجيش في حربه على «الإرهاب» ويتهم «متآمرين» على الجيش والمدينة بعرقلة حسم هذه الحرب.

انتقاد الفرقة
انتقدت الناشطة في مؤسسات المجتمع المدني، وداد سالم ما اعتبرته «سلبية» من سكان مدينة بنغازي، وقالت: «عجزت بنغازي عن تحرير نفسها لأنها تعرضت لأكبر فخ في التاريخ وسقطت في تشتيت النسيج الاجتماعي والقبلي ونجحت بامتياز في السلبية ولن تستطيع بنغازي أن تحرر نفسها إلا إذا اتحدت وتخلصت من كل الظواهر السلبية».

ويرى أحمد الورفلي، موظف في المؤسسة الوطنية للصحافة «إن ليبيا كلها في فوضى لن تخرج منها إلا بمعجزة، هذا لو فيه حدثت تلك المعجزة».

وتقول المدونة أماني الشيخي: «الجهاد فرض عين على كل مسلم إذا التزمت به بدل التذمر والتشكيك والاتكالية على غيركم في استرداد كرامتكم لكانت حسمت المعركة».

«ليبيا كلها في فوضى لن تخرج منها إلا بمعجزة»

ويتساءل الدكتور عادل الذيب: «كم نحتاج من وقت لتحرير ليبيا وما الذي يجري، هناك غموض أكثر من سنة وبنغازي لم تتحرر بعد».

وتؤكد نائب رئيس مؤسسة الفوز العظيم لكفالة اليتيم، سمر محمد أنه لا يوجد حراك لهذه المدينة التي ظلمها نظام فاسد متعفن لمدة 42 سنة ليأتي بعدها أبناؤها ليسلبوها حقوقها بسلبيتهم يتفرجون عليها وهي تغتال أمام أعينهم كأنها مشهد قديم متكرر من مسرحية ولا يملكون إلا التصفيق لها، على حد قوله.

ويقول المعلم عادل مصطفى: «في رأيي الشخصي حسم هذه المعارك لن يتأتى إلا بتكاثف كل الجهود عسكريًا وشعبيًا، وأن نبتعد عن الجهوية والمناطقية أما الآن فنحن فريقين عنيدين فبذلك تأخر الحسم».

انتقاد الحكومة
«الحكومة ميتة والبرلمان مشلول».. هكذا اختصر الناشط الاجتماعي رياض الهوني واقع الحال، ويضيف الهوني «من وجهة نظري الحسم مازال بعيدًا لست متشائمًا ولكن كل المؤشرات تدل على ذلك وكل تأخير سيجعل المدينة من الصعب بناؤها لأن الفساد انتشر والعدوى سريعة الانتشار والفقر في ازدياد والمعاناة تزداد لدى العائلات النازحة ومن يمتلك قوة السلاح هو المسيطر مهما حاولنا اقناع أنفسنا بأن الخير قادم».

بنغازي فريسة
ويرى الصحفي عبدالعزيز الروّاف أن السؤال «هل وضع مدينة بنغازي الآن مثل وضعها قبل الكرامة»، ويضيف: «على الأقل صار ناشطوا بنغازي وصحفييها وأهلها في مأمن، وبالنسبة للإرهاب صعب التخلص منه دفعة واحدة ولا ننسى أن بنغازي فيها جزء كبير يدعم هؤلاء ويخفيهم عنده».

ويقول الناشط السياسي، نبيل عمر إن مدينة بنغازي تحارب ضد أكثر من 15.000 من الخوارج الوافدين من كل فج ومن جنسيات مختلفة.

ورأت الدكتورة رفيعة مفتاح أن ما يجري هو مخطط خبراء للانتقام من مدينة بنغازي ولم تستطع تحرير نفسها لأنها محاربة من عدة جبهات في الداخل والخارج ومدعومة دعماً جيداً باللمليارات التي استطاعوا بها شراء ضعاف النفوس، وتضيف: «لن تتحرر بنغازي إلا بكثرة الدعاء وصفاء النية والابتعاد عن الحرام والاستغلال».