اهتمت الصحافة العربية الصادرة، اليوم الجمعة، بما يشهده الداخل الليبي من صراعات سياسية وعسكرية لا تزال في انتظار الاتفاق بين الأطراف السياسية في البلاد.

إعدام سيف الإسلام
وجاء في جريدة «الشرق الأوسط» السعودية، أنه بينما قال مجلس النواب إنه يرفض الاعتراف رسميًا بالأحكام الصادرة أخيرًا من محكمة استئناف طرابلس في حق 37 شخصًا من رموز وقيادات نظام معمر القذافي، أعلنت التشكيلات المسلحة، التي تحتجز نجله سيف الإسلام في مدينة الزنتان الجبلية، أنها لن تسلمه إلى السلطات غير المعترف بها دوليًا في العاصمة الليبية طرابلس.وحذر مجلس النواب المعترف به دوليًا «فجر ليبيا» المسيطرة على العاصمة طرابلس، من مغبة تنفيذ هذه الأحكام، ولفت إلى أنها صدرت تحت الضغوط وبالإكراه، شأنها شأن حكم الدائرة الدستورية الذي صدر بإعلان بطلان عقد مجلس النواب جلساته في مقره المؤقت في مدينة طبرق، وذلك بعد انتقاله من العاصمة طرابلس.

وتعهد البرلمان بمحاسبة كل من تسول له نفسه المساس بأرواح وأملاك وحريات المواطنين، دون ضمان محاكمة عادلة، داعيًا الأمم المتحدة وبعثتها في ليبيا إلى الاضطلاع بدورها الإنساني لوقف هذه الأحكام، حتى تفعيل القضاء، وتوفر مقتضيات المحاكمة العادلة النزيهة.

من جهته، أعلن العجمي العتيري، آمر كتيبة أبو بكر الصديق المكلفة حماية السجن الذي يقبع فيه نجل القذافي منذ سقوط نظام والده عام 2011، أنه لا يعترف بالحكم الذي أصدرته محكمة استئناف طرابلس، مشيرًا إلى قرار وزير العدل الليبي السابق القاضي بوقف كل المحاكمات حتى تستقر البلاد.

واعتبر العجمي، في تصريحات له، أن محكمة طرابلس مسيطر عليها بقوة السلاح، وشدد على أن تشكيلات الزنتان لن تسلم نجل القذافي إلى ما يسمى حكومة الإنقاذ الوطني غير المعترف بها دوليًا في طرابلس، والتي تدعمها «فجر ليبيا».

ديبورا جونز
أما جريدة «الحياة» اللندنية، فنقلت عن السفيرة الأميركية لدى ليبيا ديبورا جونز، أن «تعاضد الميليشيات» يشكل تحديًا بارزًا أمام أي حكومة مقبلة، وأبدت أسفها لحكم الإعدام الصادر بحق سيف الإسلام القذافي.وعبّرت جونز عن قلق من النبرة الخطابية للفريق خليفة حفتر، وقالت: «كنا واضحين جدًا أن خطابه مثير للقلق، لجهة قوله إن الجيش لن يخضع للقوانين المدنية، وهذا أمر نعارضه بالكامل».

وأشارت جونز التي عملت سفيرة لبلادها في ليبيا منذ 2013 إلى أن تشكيل مجلس الدولة وتوزيع صلاحياته ودوره «من بين النقاط العالقة في اتفاق الصخيرات. إلا ان الحوار هيأ لمجموعة مبادئ، لبناء دولة مدنية. وهذه المرة الأولى التي تتوصل ليبيا الى هكذا وثيقة» المنبثقة عن الحوار.

وزادت أن هذه الوثيقة «ليست كتابًا أخضر ولا وثيقة دولية، بل ليبية كتبها ليبيون وتناقشوا حولها، وفيها خريطة طريق لحكومة توافق، لبناء الدولة». ورأت أن «الديمقراطية ليست هدفًا نهائيًا بل مسار، ونعلم من تاريخنا أنها صعبة وعلى الليبيين أن يبنوا بيتًا لهم جميعًا».

وعن مسار المفاوضات، قالت هناك اليوم «مسودة رابعة وملحقات ونقاط صعبة ليس من المستحيل تخطيها مثل تشكيل مجلس الدولة، وكيفية اختيار أعضائه وماهية صلاحياتهم، وهل سيكون له فيتو أم لا؟». ورفضت الجزم أن المسودة الرابعة ستكون الأخيرة.

اشتباكات الجيش
وركزت جريدة «الخليج» الإماراتية، على الاشتباكات بين قوات الجيش، أمس الخميس، وعناصر مسلحة حاولت التسلل من أعلى الجبل، لمهاجمة إحدى النقاط في بوابة رأس الهلال.وأكد مصدر عسكري إصابة جنديين بجروح طفيفة خلال الاشتباكات، ونُقلا إلى منطقة سوسة لتلقي العلاج.

وقال المصدر إنَّ الاشتباكات التي شهدتها المنطقة أسفرت عن دحر هجوم المسلحين، الذين يرجح أنَّهم ينتمون لتنظيم «داعش» في مدينة درنة.

كما أوضح أنَّ الغرض من الهجوم هو إيجاد ممر عبر الطريق الرابط بين درنة وسوسة، لفتح مخرج لهروب العناصر المتطرِّفة.

ويجري الجيش عدة عمليات عسكرية شملت مناطق وجود تنظيم «داعش» في مناطق الفتائح ورأس الهلال وبوابة الحيلة بمساعدة المتطوِّعين والجنود الاحتياط في المناطق المحيطة في درنة.

في غضون ذلك، تواصلت المعارك العنيفة بين الجيش والوحدات المسانِدة له من شباب المناطق من جهة وقوات «التشكيلات المتطرفة» من جهة أخرى في مدينة بنغازي.