رَسَمَ الصحفي الفرنسي روميو لانغلوا العائد من ليبيا أخيرًا صورة متشائمة عن الوضع فيها.وقال لانغلوا وهو أحد كبار مراسلي قناة «فرانس 24» في حوار مع فريق تحرير موقع القناة على شبكة الإنترنت إنَّ ليبيا باتت فريسة للفوضى وإنَّ تنظيم «داعش» يسعى لدفع الدول الغربية للتدخل فيها.وتناول مراسل «فرانس 24» التوترات السائدة في البلاد، التي تهدِّد بإغراقها تحت سيطرة المتطرِّفين.

وأشار لانغلوا إلى أن «المجموعات المسلحة المنتشرة على الأرض مثل ميليشيات مصراتة والزنتان، تتوصل في بعض الأحيان إلى اتفاقات وقف إطلاق النار».
وأضاف: «خلال إقامتي في ليبيا، لم يكن هناك معارك إلا نادرًا وتلك الهدنات صمدت حتى الآن لكنها غير ثابتة ويكفي أن تنفجر مفرقعة على خط النار، كي تندلع مجدَّدًا حرب بلا هوادة».

زرع خلايا داعش في أماكن متفرِّقة
وقال لانغلوا: «إنَّ عناصر تنظيم داعش قاموا بزرع الخلايا في أماكن متفرِّقة على مجمل الأراضي الليبية، فقد بدأت استعداداتهم منذ عام لكن معقلهم موجودٌ في مدينة سرت على البحر المتوسط ، تلك المنطقة تهم التنظيم لأنَّها قبل أي شيء منطقة غنية بالنفط وأيضًا لأنَّ فيها عددٌ من الذين خاب أملهم بالثورة وعددٌ من الموالين للقذافي المستعدين للانضمام الى صفوف داعش، ومن الأسباب التي دعت أيضًا التنظيم للتمدد في هذه المنطقة، خلوها من المجموعات المتطرفة الاخرى».

وتساءل لانغلوا قائلاً: «هل باستطاعة (ما اسماه بـ)سلطات طرابلس محاربة التنظيم، فهو لديه أعدادٌ كبيرة من المقاتلين والأسلحة لكنه يفتقر إلى ما يكفي من الإسناد اللوجيستي كي يستطيع مقاتلوه القيام بهجوم واسع ولكن بحسب بعض المراقبين، فإنَّ المسألة قد تكون مسألة أيام وربما أسابيع فميلشيات مصراتة، مستعدة للحرب لأنَّها لا تريد أن يكبر نفوذ تنظيم داعش في المنطقة».

فخ داعش للمجتمع الدولي
وأكد الصحفي الفرنسي الكبير أن تنظيم: «داعش لا يزال يفكر بالاستراتيجية التي يجب اتباعها في ليبيا فهو مؤلفٌ من بعض الليبيين ومن بعض المقاتلين الأجانب الآتين من دول الجوار (تونس والسودان) ومن دول أخرى مثل مالي والعراق وسورية».

كما أكد أنَّ التنظيم يحاول «أن يوسِّع رقعة انتشاره في البلاد من خلال محاولة إقناع السكان المحليين بالالتحاق بالجهاد العالمي ولكنه فشل بذلك لأنَّ الليبيين كما تقول (ما اسماه بـ) حكومة طرابلس ليسوا أصلاً متطرِّفين ولأنَّ قراءتهم التقليدية للقرآن تختلف عن القراءة التي يسوقها المتطرِّفون».

وقال لانغلوا إن تنظيم «داعش» يسعى إلى «استقطاب أكبر عدد من الميليشيات المتطرفة ولكن ما يهمه بشكل خاص هو استعجال تدخل البلدان الغربية كي يجعل من ليبيا أرض جهاد في قلب المغرب على بعد بضع مئات الكيلومترات من ضفاف أوروبا».

واختتم لانغلوا كلامه متسائلاً: «يبقى أن نعرف ما إذا كان المجتمع الدولي، والاتحاد الأوروبي والأميركيون سيقعون بالفخ؟».