رصدت «بوابة الوسط»، في جولة اليوم الأربعاء، الوضع الإنساني في مدينة سرت التي تقع تحت سيطرة تنظيم «داعش»، والتقت عددًا من المواطنين الذين تحدثوا عن الأسعار والخدمات الطبية والوضع الأمني في المدينة.

مصدر طبي بسرت تحدث لـ«بوابة الوسط»، قائلاً: «إن المدينة تعاني نقصًا شديدًا في المستلزمات الطبية والأدوية، بسبب قيام مجموعة مسلحة بمنع دخولها».

وضرب مثلاً بمستشفى ابن سينا الذي يتردد عليه أغلب المواطنين، إذ يعاني من نقص الأدوية خصوصًا أدوية السكري وضغط الدم و«مواد غسيل الكلى».

وأوضح المصدر الطبي، الذي فضل عدم نشر اسمه لدواعٍ أمنية، أن بعض المصحات والعيادات الخاصة تتوفر فيها بعض الأدوية والمستزمات الطبية، كما تتوفر بكميات بسيطة في عدد من الصيدليات التجارية، التي باتت مهددة بنفاد ما لديها.

وعن الأوضاع الإنسانية قال أحد المواطنين لـ«بوابة الوسط» إنه يخرج يوميًا لشراء لوازم احتياجات أسرته من خضار ومواد غذائية وخبز، مؤكدًا أن المحال التجارية تفتح أبوابها أمام المواطنين منذ ساعات الصباح وحتى المساء، لكنه أشار إلى وجود مخاوف عند الخروج في ساعة متأخرة من الليل.

وحول مستويات الأسعار بالمدينة، قال إنها تتفاوت من منطقة إلى أخرى خصوصًا في المواد الغذائية والخضار والسلع التموينية، مؤكدًا أنها مع ذلك مازالت في متناول الجميع.

وبالنسبة للمحروقات والكهرباء والمياه، تحدث مواطن آخر إلى «بوابة الوسط»، مؤكدًا عودة مياه الشرب التي انقطعت فترة عن سرت، وأضاف: «إن التيار الكهربائي لم ينقطع أيضًا عن المدينة، غير أن ما يثقل كاهل المواطن هو أسعار المحروقات بسبب غلاء أسعارها وبيعها على أرصفة الشوارع».

وقال إن البنزين وغاز الطهي مازالت أسعارهما مرتفعة، حيث يصل سعر «20 لتر» من البنزين إلى 50 دينارًا، بينما يصل سعر أنبوبة غاز الطهي أحيانًا إلى 40 دينارًا.

ولاحظت «بوابة الوسط» استمرار عمال شركة الخدمات العامة في القيام بمهامهم في الحفاظ على نظافة شوارع المدينة، ورصدت ورصدت عمال الشركة وهم يقومون بأعمال النظافة في الشارع المحاذي لفرع مصرف ليبيا المركزي بسرت.

وعن أداء فروع المصارف أكد أحد العاملين تواصل العمل في كافة الفروع يوميًا من الساعة الساعة التاسعة صباحًا وحتى الساعة الواحدة ظهرًا، وفي بعض الأحيان حين تنقص السيولة يكتفي بالدوام حتى الساعة 12:30 ظهرًا.

وأوضح المصدر نفسه أن المصارف تصرف للعميل الواحد حتى مبلغ «500 دينار، دون زيادة عن هذا المبلغ حتى لا يحدث عجز في السيولة، ولكي يتمكن بقية العملاء سحب المبلغ نفسه من حساباتهم المصرفية».

ورصدت «بوابة الوسط» ثلاثة حواجز أمنية ثابتة لتنظيم «داعش»، الأول في سوق الخضار، والحاجز الثاني أمام مستشفى ابن سينا، وآخر أمام مقر «كتيبة الجالط» التي سيطر عليه التنظيم في وقت سابق، فضلاً عن مداخل ومخارج المدينة.

ومع ذلك ذكر عدد من سكان المدينة أن مدينة سرت تخلو من الحواجز الأمنية في أماكن مختلفة ومن وقت إلى آخر حسب رغبة عناصر داعش.