رصدت الصحافة العربية، اليوم الثلاثاء، في تناولها الشأن الليبي، مفاوضات السلام في الصخيرات المغربية، والتحديات التي تواجهها، تزامنًا مع التحرك العسكري في العاصمة طرابلس، وأسباب توقف السفيرة الأميركية عن التغريد عبر موقع «تويتر».

تحديات الحوار
اهتمت جريدة «العرب» اللندنية بتعثر الحوار الليبي بما أرجعه دبلوماسيون غربيون إلى تعنت قادة «فجر ليبيا» ورغبتهم المشاركة في الحكم بالقوة.

ونقلت ما اعتبره السفير البريطاني السابق في طرابلس، دومينيك أسكويث، فشل الفرقاء الليبيين في التوصل إلى اتفاق شراكة، بسبب وقوف أحد الجانبين دائمًا في طريق الوصول إلى التوافق.

وبحسب «العرب» فإن أسكويث يشير إلى جماعة الإخوان المسلمين وحلفائها من التنظيمات المتطرفة الأخرى التي تصر على استخدام قوة السلاح للسيطرة على مدينة مصراتة والعاصمة طرابلس وفرض أمر واقع في ليبيا يقبله المجتمع الدولي.

وقال أسكويث: على ما يبدو فإن الغرب يريد من الحكومات في منطقة الشرق الأوسط أن تشمل كل الفصائل حتى تمنحها صفة الشرعية.

وتواجه المفاوضات، التي تحتضنها المغرب وتضم ممثلين عن مجلس النواب وعن المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته، عوائق كثيرة.

ويرى أسكويث أن ذلك من الممكن أن يضع الإخوان في مأزق يصعب الخروج منه.

رئاسة حكومة الوحدة
ونشرت جريدة «الخليج» الإماراتية في عددها اليوم ما أشار إليه رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، برناردينو ليون، بقوله: «إن الأطراف المتحاربة في ليبيا قد تتفق هذا الأسبوع على قيادات حكومة وحدة وطنية لإنهاء الصراع»، مؤكدًا في الوقت نفسه أن هذا الاتفاق لن يكون سهلاً.

وعن فرص التقدم قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص، برناردينو ليون، في بروكسل أمام 34 شخصية ليبية من رؤساء البلديات: هناك فرصة يمكن من خلالها تحقيق تقدم مع بروز أول الأسماء لتشكيل حكومة وطنية الأسبوع الجاري.

وأضاف ليون: «ستكون المحادثات صعبة ولا أريد أن تكون التوقعات كبيرة نظرًا للوضع الميداني، في إشارة إلى مواجهات طرابلس الأخيرة.

ورغم ذلك، أعرب عن الأمل في الحصول على نتيجة قبل نهاية الأسبوع الجاري، مؤكدًا أن الشق السياسي يحرز تقدمًا.

وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديركا موغيريني، التي وجهت الدعوة لرؤساء البلديات للاجتماع في بروكسل: «يجب التوقف عن كل نشاط عسكري إذا أردنا أن يكون هناك مستقبل لليبيا».

وأضافت: يحب أن يكون هناك مسار يقوده الليبيون الذين يتعين عليهم التوحد والكف عن القتال فيما بينهم لكي يحاربوا «داعش» معًا، وتابعت: إنها مسألة مهمة جدًا بالنسبة لنا كأوروبيين.

وختمت موغيريني قائلة: يجب أن تحظى المفاوضات بالنجاح فليس هناك خيار آخر لتحقيق السلام والأمن.

جونز تنسحب من «تويتر»
أما جريدة «الحياة» اللندنية فتناولت قرار السفيرة الأميركية لدى ليبيا، ديبورا جونز، بوقف حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بعد نشرها سلسلة تغريدات، عصر أمس الاثنين، تحاول فيها تبرير التغريدة التي استنكرتها رئاسة الأركان العامة للجيش واعتبرتها «دعمًا دوليًا للإرهابيين».

وخلصت جونز في تغريدة: «إلى أنه من الأفضل وضع حد لجهود التواصل عبر تويتر (...) كون هذا الأمر يصرف النظر عن هدفنا في تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا، وبررت قرارها هذا بالقول إنها تعرضت إلى «هجمات شخصية ومبتذلة» طالت عائلتها، مصدرها ما وصفتها بـ«ميليشيات تويتر».

وكانت السفيرة الأميركية دانت صباح أمس غارة لسلاح الجو الليبي، استهدفت موقعًا في ترهونة على بعد نحو 80 كلم جنوب شرق طرابلس، قالت إنها قتلت ثمانية لاجئين أبرياء، وانهالت الردود المنددة بالتغريدة فور نشرها.

وكتب أحد المغردين: «لا بد من أنك مجنونة»، بينما قال لها مغرد ثانٍ: «أنت تكذبين»، فيما شن آخرون هجمات شخصية عليها واستخدموا عبارات مبتذلة، وطالبها البعض الآخر بالاعتذار عن «المعلومات الخاطئة».

وردت جونز على هؤلاء قبيل أن تعلن قرارها وقف التواصل عبر حسابها، وكتبت: «خالفوني في آرائي، لكن افعلوا ذلك بكرامة».

وكتبت في آخر تغريداتها: «مع السلامة».

وقالت الحكومة الموقتة إن الغارة استهدفت مخزنًا للسلاح، غير أن مصدرًا أمنيًا تابع لقوات «فجر ليبيا»، ذكر أنها أصابت مخيمًا للاجئين، وقُتل فيها ثمانية مدنيين.

وقالت «الحياة» إن مراسل وكالة «فرانس برس» شاهد آثار ضربة جوية في موقع الغارة في ترهونة، وقد أصابت منطقة ترابية مفتوحة.