Atwasat

جنازات العسكريين في حالة الحرب بين الفوضى والوقار

بنغازي - بوابة الوسط: ابتسام اغفير الأحد 01 مارس 2015, 12:54 مساء
WTV_Frequency

أصبحت الجنائز العسكرية ميدانًا لإطلاق الأعيرة النارية من أقارب وأصدقاء الفقيد، تقديرًا لصموده، في محاربة المتطرفين في مدينة بنغازي، ما يساهم في ازدياد حالة الذعر لدى المدنيين، في حين يرى عسكريون أنَّ مراسم الجنازة والرماية يجب أنْ تكون بشكل منظَّم، يتمسَّك البعض بأنَّ حالة الحرب في البلاد لا تسمح إلا باقتصار الجنازة على الدفن والتعازي.

قال بشيء من الخوف والحزن: «تعرَّضت لموقف صعب اليوم أنا وأحد الإخوة المصريين، بينما كنت أشتري بعض مستلزمات البيت، وإذ سمعت أصوات قذائف ورصاص، ظننت في البداية أنَّها اشتباكات قريبة، وبينما أنا أنظر نحو مصدر الصوت، جذبني أحد الإخوة المصريين لنختبئ تحت إحدى طاولات محلات البقالة، واتضح في ما بعد أنَّ كل هذا جنازة أحد شهداء الجيش».

في معرض حديثي مع هذا المواطن سألته لماذا كل هذا؟ولماذا لا تقام جنائز شهداء الجيش بعقلانية وبوقار وهدوء أكثر؟ مثلما يحدث في باقي الدول العربية؟

وهنا توجَّهت بالسؤال إلى العقيد إبراهيم الشرع المتحدث باسم الغرفة الأمنية ببنغازي حول كيفية إقامة جنائز الجيش العسكرية حيث قال: «تقام مراسم الجنازة للعسكريين جميعًا سواء شهداء في عمليات عسكرية أم وفاة طبيعية، حيث تكلف حظيرة رماية بإمرة ضابط، ويحضرها زملاؤه وآمر وحدته إنْ أمكن، ومن حق العسكري أنْ تقام له مثل هذه المراسم، وهناك أوامر مستديمة ونصوص قانونية تنص على ذلك».

وعن كيفية قيام هذه الجنائز في حالة الحرب التي تعيشها بنغازي وباقي مدن ليبيا، يقول مدير قسم الإعلام والتوثيق بقاعدة بنينا الجوية ناصر الحاسي: «أثناء الحرب تقام جنائز مختصرة في المراسم لظروف الحرب، على الرغم من أحقية قيام جنائز لهم، ويحضرها أي شخص يكلف من إدارة الحرب، وبما أننا في حالة حرب، وظروف البلاد صعبة فإنها تقتصر على الدفن والتعازي من قبل المكلف من إدارة الحرب، ولكن دون مراسم منظَّمة مثلما يحدث في الدول العربية الأخرى، وكذلك دون موسيقى، ودون طابور الشرف طبعًا لظروف الحرب والبلاد».

ويقول شقيق أحد شهداء الجيش: «لم يُسمَح لأصدقائه الجنود بهدر ذخيرة الأسلحة خاصة المتوسطة وإطلاقها في الهواء دون فائدة، وإنما طُلِب منهم الاكتفاء بالرصاصات التي يتم إطلاقها في جنازة كل جندي شهيد، نحن فخورون باستشهاد أخي دفاعًا عن وطنه ودينه، ولا نريد أنْ نرتكب أخطاء مثل إهدار الذخيرة وإرعاب الناس، فمعظمهم لا يعرفون أنَّ هناك شهيدًا يتم إطلاق القذائف لأجله. نريد الذخيرة لهزيمة الخوارج والدواعش، وطبعًا هذا ما يريده أخي الشهيد».

فيما تقول أم شهيد: «أنا فخورة جدًّا بابني، لقد تحقَّق ما كان يتمناه، كان يقول لي حين يخرج ادعي لي يا أمي كي أموت شهيدًا، طبعًا حزنت لفقده ولكن الله صبَّرني لأنَّه كان يدافع عن الحق وعن وطنه، وكانت جنازته كجنازة غيره من رفاقه فلم تكن هناك مراسم كثيرة مثلما نرى في التلفزيون، وأنا أعذرهم لأنَّ الوقت وقت حرب، وهناك كثيرٌ من الشباب اُستُشهدوا، اللهم تقبلهم شهداء عندك».
وتضيف أم الشهيد أنَّها حين تسمع بعض أصوات الرصاص قرب بيتها، تعرف أنَّ هناك شهيدًا وتظل تدعو له بالرحمة والمغفرة.

جنازات العسكريين في حالة الحرب بين الفوضى والوقار
جنازات العسكريين في حالة الحرب بين الفوضى والوقار
جنازات العسكريين في حالة الحرب بين الفوضى والوقار
جنازات العسكريين في حالة الحرب بين الفوضى والوقار

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«وسط الخبر» يستكشف مستقبل الأزمة بعد استقالة باتيلي
«وسط الخبر» يستكشف مستقبل الأزمة بعد استقالة باتيلي
نورلاند يثمن جهود باتيلي ويؤكد ضرورة الانتخابات في ليبيا
نورلاند يثمن جهود باتيلي ويؤكد ضرورة الانتخابات في ليبيا
داخل العدد 439: الحالة الليبية «تستنسخ نفسها».. وأزمة سيولة خانقة
داخل العدد 439: الحالة الليبية «تستنسخ نفسها».. وأزمة سيولة خانقة
«حكومات وولايات وتداعيات».. قناة «الوسط» تبث الحلقة الـ19 من «مئوية ليبيا» الجمعة
«حكومات وولايات وتداعيات».. قناة «الوسط» تبث الحلقة الـ19 من ...
السني: فلسطين استوفت شروط العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.. وليبيا لا تسمح بإدانة المقاومة
السني: فلسطين استوفت شروط العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.. ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم