تناولت جرائد أميركية وبريطانية بالتحليل جريمة تنظيم «داعش» بذبح 21 عاملاً مصريًّا مسيحيًّا في ليبيا، خطفهم التنظيم في وقت سابق في مدينة سرت الليبية، وكذلك الرد المصري بشن ضربة جوية ضد أهداف تابعة لتنظيم «داعش» في ليبيا صباح الاثنين.

وكان «داعش» بثَ مقطعًا مُصوَّرًا أمس الأحد يظهر ذبح 21 مصريًّا في فعل دانته دولٌ عربية وغربية.

«ذا غارديان»

أشارت جريدة «ذا غارديان» البريطانية إلى أنَّ عملية الذبح الأخيرة تؤكد «الانتشار المثير للقلق» للتنظيم خارج سورية والعراق، وأنَّ التنظيم استخدم عمليته الأخيرة لإعلان نطاق قوته الذي وصل إليها في ليبيا. وطابقت الجريدة «النبرة الطائفية الكارهة للمسيحيين» مع تلك الموجَّهة لضحايا التنظيم السابقين من صحفيين وعمال إغاثة غربيين.

وأكدت أنَّ عملية الذبح ستفزع العرب والمصريين مثلما فعل قتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقًا على يد «داعش». وسيدفع ذبح المصريين دولتي مصر والإمارات إلى التدخل بصورة أكثر قوة، وفقًا للجريدة.

أبرزت الجريدة البريطانية تنفيذ غارات الجيش المصري بنجاح ضد أهداف «داعش»، بعد وقت قصير من تعهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالثأر والانتقام، وذلك عقب بث التنظيم فيديو لعملية ذبح المصريين، والذي أظهر «معاملة مشينة» من عناصر التنظيم للأسرى، وأوضحت الجريدة البريطانية أن تلك هي المرة الأولى التي تقر فيها القاهرة علنًا بالقيام بعمل عسكري في ليبيا.

كما سلطت الجريدة البريطانية الضوء على الإدانة الشديدة التي أعرب عنها وزير خارجية بريطانيا فيليب هاموند بشأن مقتل 21 مصريا على يد تنظيم «داعش» فى ليبيا، وتأكيده على تأييد بلاده التام لجهود الأمم المتحدة لبناء حكومة وحدة وطنية ليبية، والتوصل إلى حل سياسى للأزمة الأمنية المستمرة فى البلاد.

«بي بي سي»

وسلطت شبكة «بي بي سي» البريطانية الضوء على قرار الضرب الجوي المصري لمواقع التنظيم، مؤكدة أنَّ ذبح المصريين وضع مزيدًا من الضغط على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

ورأى التقرير أنَّ كلمات المقطع المصوَّر أكدت استهداف المصريين بسبب ديانتهم المسيحية، إذ أشار التنظيم إليهم بـ«أتباع الصليب». كما أشار التقرير لإدانة الأزهر لعملية الذبح ووصفها بـ«البربرية» وبعدها عن أي دين.

ذبح المصريين المخطوفين في ليبيا له مغزى، ووحشية العملية أصبحت «علامة مسجَّلة» لـ داعش

«ذي إندبندنت»
أما جريدة «ذي إندبندنت» البريطانية، فركزت في تغطيتها الإخبارية على أن العملية المصرية كانت ثأرًا وانتقامًا لدم المصريين الذين قتلوا على يد التنظيم «الإرهابي»، إذ تلت الضربة الجوية نشر الفيديو و تعهد الرئيس المصري بالانتقام.

«سي إن إن»
واهتم موقع «سي إن إن» الأميركي بيان نجاح الضربات الجوية المصرية وإصابتها للأهداف قبل عودة الطائرات إلى قواعدها بسلام. وأعلنت مصر فجر اليوم الاثنين شنها غارات على أهداف للتنظيم في ليبيا.كما استعرض الموقع الأميركي اتصال هاتفى من وزير الخارجية الأميركي جون كيرى لنظيره المصرى سامح شكرى، والذي أعرب فيه كيرى عن تعازيه، نيابة عن الشعب الأميركي، للمصريين.

وركزّ الموقع على إدانة البيت الأبيض، للجريمة التي وصفها بالـ «بشعة» التى ارتكبها تنظيم «داعش» الإرهابى فى ليبيا ناعتًا إياها أيضًا بـ «الخسيسة والجبانة».

«نيويورك تايمز»
رصد تقرير الجريدة الأميركية وحشية عملية الذبح التي أصبحت «علامة مسجَّلة» للتنظيم، وكذلك تشابُه جودة المقطع مع تلك التي اعتاد التنظيم إنتاجها في سورية والعراق، واختلافها عن طريقة التصوير الرديئة المعتادة في ليبيا.

وأشارت الجريدة إلى تنفيذ التنظيم عمليته، وإنتاج المقطع المصوَّر بجودة عالية في ليبيا قرب أوروبا وليس في سورية أو العراق. وأكدت أنَّ وقوع عملية الذبح في ليبيا يؤكد التواصُل والتعاون بين فروع التنظيم في الدول المختلفة.

ولاحظت الجريدة ما قالت إنَّه «الجودة العالية في المقطع المصور»، الذي يختلف عن المقاطع المصوَّرة بالهواتف المحمولة بواسطة مجموعات مختلفة في ليبيا.

«فرانس 24»
وأوضح الموقع الفرنسي أنَّ الصراع في ليبيا ولَّد مخاوف لدى الحكومة المصرية من أنْ تتسع رقعة الإرهاب والتطرُّف، وهو ما دفع مصر لشراء 24 طائرة حربية فرنسية من طراز «رافال»، في صفقة قيمتها خمسة مليارات يورو (بما يُعادل 5.7 مليارات دولار).

وذكرت وكالة «رويترز» أنَّ الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، دان بأشدِّ العبارات، القتل الوحشي للمصريين في ليبيا. ففي بيان صادر عن «الإليزيه» مساء أمس الأحد، أكد الرئيس الفرنسي أنَّ بلاده وحلفاءها عازمون على مكافحة الإرهاب، معربًا عن خالص تعازيه للشعب المصري، ومشاركته حالة الحداد التي أعلنها الرئيس المصري.