ذكر الباحث السياسي بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط اندرو إنجل، أنَّ تنظيم «داعش» نجح في التوسع إعلاميًّا وماديًّا بقوة في ليبيا، لإخافة أعدائه والانضمام للجماعات الجهادية الأخرى ولتجنيد أكبر عدد من المقاتلين.

وقال في مقاله المنشور بموقع المعهد، أمس الأربعاء: «نجح التنظيم بالفعل في زيادة وجوده المادي والإعلامي داخل ليبيا منذ إعلان تنظيم (مجلس شورى الإسلام) الانضمام له في أكتوبر الماضي»، مشيرًا إلى نشاط داعمي التنظيم على مواقع الإنترنت المختلفة وقيامهم بتجنيد المقاتلين من خلال الدعوة للتوسع في ليبيا، والإعلان عن استراتيجية جديدة للتنظيم في شمال أفريقيا.

ويعتقد الكاتب أنَّه كلما زاد اقتناع القوى الخارجية بتهديد وجود «داعش» داخل ليبيا، زادت احتمالات تدخلهم بالنيابة عن الأطراف التي تقاتل «المتشددين». وحتى الآن، اشتبكت قوات «عملية الكرامة» في حرب، وصفها المقال بـ«حرب مدن»، مع أكثر العناصر تطرفا والتابعة لتحالف «فجر ليبيا» مثل تنظيم «أنصار الشريعة»، وفق ما ذكره الكاتب.

وتطرَّق المقال إلى الوجود الإعلامي للتنظيم داخل ليبيا، مشيرًا إلى أنَّه يستخدم وسائل الإعلام الخاصة به في مدن فزان وبرقة وطرابلس لبثِّ أخبار أنشطته التي يقوم بها في مختلف المدن مثل الدعوة والحسبة والأنشطة الأمنية. وركَز إعلام التنظيم على استهداف قوات اللواء حفتر وشباب المناطق «الصحوات»، التي تقاتل مع عملية «الكرامة».

استراتيجية طويلة المدى في ليبيا

وتشير بعض الآراء السياسية إلى أنَّ التنظيم يعمل بقوة على جذب مقاتلي تنظيم «أنصار الشريعة»، خاصة بعد نجاحه في سورية والعراق وانتشاره السريع داخل ليبيا، ويوجه أنصار «داعش»، دعوات لمقاتلي «أنصار الشريعة» على مواقع الإنترنت للانضمام إلى دولة خلافة «داعش».

ويرى الكاتب أنَّ وجود «داعش» في ليبيا قد يقلل الضغط عليه في سورية والعراق، ويعوِّض خسارة اليمن التي سيطر عليها الحوثيون الشيعة.

وأشار إلى أنَّ التنظيم استغل الهدوء النسبي في العاصمة (طرابلس) لزيادة أنشطته الدعوية. واعتبر أنَّ وجود «داعش» داخل العاصمة هو التهديد المباشر لهذا الهدوء، إذ شنَّ التنظيم عددًا من الهجمات ضد مصالح أجنبية مثل السفارة الجزائرية وفندق «كورنثيا».

وفي نهاية مقاله يحذِّر الكاتب من أنَّ انشغال الدول في تحديد مدى قوة «داعش» في ليبيا، يعطي التنظيم فرصة للتوسع وزيادة أنشطته وعدد مقاتليه، إذ يُعدُّ مقاتلوه استراتيجية طويلة المدى داخل ليبيا وشمال أفريقيا. وأشار إلى أنَّ أكبر تحدٍ يمنع القضاء على «داعش» في ليبيا هو إيجاد المصادر الكافية لخلق استراتيجية للقضاء على التنظيم، خاصة مع تركيز أميركا والدول الأخرى على محاربة التنظيم في سورية والعراق.