يصادف، اليوم الأحد، ذكرى اغتيال النائب العام الأسبق، المستشار عبد العزيز الحصادي، في الثامن من فبراير 2014، حين هاجمه مسلحون مجهولون مساء ذلك اليوم بإطلاق عدة أعيرة نارية، فارق على إثرها الحياة فورًا، بينما كان يسير مترجلاً في شارع عمر فائق شنيب بمدينة درنة.

واختير المستشار عبد العزيز الحصادي بعد ثورة فبراير من جانب المجلس الوطني الانتقالي ليشغل منصب النائب العام، لكنه استقال من منصبه في مارس 2013 لأسباب صحية، وعاد إلى منصة القضاء بالمحكمة العليا.

الاغتيال تحول إلى ظاهرة
ولم تكن حادثة اغتيال المستشار الحصادي حالة فردية، بل اتضح أنها عمل منظم ضد رجال القضاء في درنة كما أكدته الوقائع، فخلال العامين الماضيين شهدت المدينة عمليات اغتيال مماثلة بإطلاق الرصاص أو بتفجير السيارات.ففي صباح يوم الأحد 16-06-2013 اغتال مسلحون مجهولون رئيس دائرة الجنايات بمحكمة استئناف الجبل الأخضر بدرنة، المستشار محمد نجيب إبراهيم هويدي، أثناء خروجه من مقر محكمة الاستئناف، وقال شهود عيان إن المسلحين كانوا يستقلون سيارة من نوع شيفروليه سوداء اللون أوبترا، أطلقوا النار على المستشار هويدي أثناء خروجه من المحكمة ولاذوا بالفرار.وفي التاسع من نوفمبر 2013 اغتيل المحامي العام بمحكمة استئناف الجبل الأخضر بمدينة درنه، المستشار محمد النعاس، بتفجير سيارته بعبوة ناسفة، وضعت بالقرب من بيته بمنطقة المغار بدرنه، مما تسبب في بتر قدمه، قبل أن ينقل إلى المستشفى حيث فارق الحياة.

وكان المستشار النعاس سبق أن تعرض للتهديد عندما سُرقت سيارته بالإكراه أمام بيته، وأنزله منها مسلحون ملثمون وحذروه من الاستمرار في العمل القضائي، وقال أحد المقربين من عائلة النعاس لـ«بوابة الوسط» إنه رغم إجراء التحقيقات الأولية منذ أكثر من العام، إلا أنه لم يظهر أي جديد في القضية، ولم يوجه الاتهام إلى أحد.كما اغتال مسلحون مجهولون القاضي بمحكمة مدينة درنة، المستشار يوسف الكريمي، في 25-11-2013، بإطلاق النار عليه بينما كان في طريقه لتأدية صلاة الفجر، وتوفي بعد أسبوع من الحادثة في تونس التي نقل إليها للعلاج.

وأطلق مسلحون الرصاص على رئيس محكمة استئناف الجبل الأخضر، المستشار عبدالعزيز الطرابلسي، في 11 مايو 2014 في منطقة باب شيحة الغربي بمدينة درنة، وأبلغ مصطفى نجل المستشار عبد العزيز الطرابلسي «بوابة الوسط» أن والده تعرض لوابل من الرصاص وهو في طريقه لأداء صلاة المغرب في مسجد عبداللّه ابن مسعود المجاور لمنزله، حيث تم استهدافه في العشرة أمتار الفاصلة بين منزله والمسجد، وأصيب بخمس رصاصات استقرت أربع منها في رجله، بينما اخترقت الأخرى جسده من منطقة البطن، ونقل إلى مستشفى الهريش بدرنة قبل أن ينقل للعلاج في تركيا.

نزوح رجال القضاء
ونتيجة لهذه العمليات وإعلان تنظيم «داعش» عن نفسه في مدينة درنة منذ الصيف الماضي، شهدت درنة نزوح كثير من رجال القضاء من مستشارين وقضاة ووكلاء نيابة إلى خارج المدينة، بعد أن وضح أن اغتيال رجال القضاء في درنة لم يتعلق بحالة فردية، وإنما هو عمل منظم كما أكدته الوقائع.

يذكر أن مدنًا ليبية أخرى سجلت فيها حالات اغتيال مماثلة، من بينها اغتيال المستشار مراد الرعوبي في العاصمة طرابلس، والمستشار جمعة الجازوي في بنغازي، والمستشار توفيق الحاسي في إجدابيا، إضافة إلى الاعتداءات الأخرى التي شملت ضباط أمن، ومهاجمة مقار مديريات الأمن والمحاكم بشكل مستمر، مما يبدو أن هذه الاعتداءات تأتي في سياق عمل ممنهج ومخطط له.