اهتمت الصحافة العربية الصادرة اليوم الخميس، بهجوم «داعش» على فندق «كورنثيا» في طرابلس، الذي راح ضحيته عددٌ من القتلى والجرحى، تزامنًا مع تقرير مُنظَّمة العفو الدولية عن جرائم الحرب في ليبيا، وحديث وزير الخارجية الليبي عن الحرب ضد الإرهاب.

استهداف المصالح الأميركية
عن استهداف المصالح الأميركية في العاصمة الليبية (طرابلس)، علَّقت صحيفة الشرق الأوسط، خاصة بعدما ألقى شخصٌ مجهولٌ قنبلة يدوية على المدخل الرئيسي للمدرسة الأميركية بحي الأندلس في طرابلس، أمس الأربعاء من دون أية خسائر مادية، معتبرةً أنَّ المصالح الأميركية «عرضة للخطر».

وقال مسؤول أمني: «جرى على الفور إخلاء المدرسة كإجراء احترازي»، مستبعدًا وجود أية دوافع سياسية خلف الحادث، حيث لفت إلى وقوع مشاجرة بين شخصين، أدت إلى إلقاء القنبلة أمام المدرسة.

لكن مسؤولين آخرين نقلت عنهم «الشرق الأوسط»، ما وصفوه بمحاولة بعض المتطرفين استهداف المصالح الغربية والأميركية على وجه الخصوص خلال الفترة المقبلة.

وفي ما يخص الأميركي الذي لقي حتفه أول من أمس ضمن عشرة أشخاص معظمهم من الأجانب قُتلوا في الهجوم الذي شنه تنظيم «داعش» على فندق «كورينثيا» في العاصمة طرابلس، قالت الصحيفة إنَّ الأميركي يتولى منصب مسؤول الأمن بشركة «جيكول»، وهي شركة خدمات كهرباء يرمز لها بـ«Apr»، مشيرة إلى أنَّ الشركة كانت لديها مشكلة بشأن عدم إتمام تعاقدات مولدات ضخمة.

وقال مسؤول أمني شارك في التحقيقات مع الرهائن الـ12 الناجين من الحادث إنَّ مسؤول هذه الشركة كان سيعقد اجتماعًا موسعًا في الدور الـ25 بالفندق قبل الحادث، مضيفًا: «الأميركي عندما اتصلت به فليبينية تشتغل بشركة الكهرباء، قالت له إنَّ صديقتها فرايون أُصيبت في الطابق الثامن، وتريد مَن يسعفها، فأغلق الباب على أعضاء الشركة في الدور الخامس والعشرين ونزل، فتصادف مع المهاجمين في الطابق التاسع فقتلوه».

وتابع: «هذا الكلام أخذته من فم الرهائن، وهم لم يعرفوا بموت الأميركي إلا بعدما جرى نقلهم إلى قاعدة معيتيقة، حيث عرض عليهم الأخوة الصور فتعرَّفوا عليه وأجهشوا بالبكاء لأنَّه هو مَن أنقذهم وحماهم، وقال لهم لا تفتحوا لأي شخص».

جرائم حرب
فيما تناولت جريدة «الخليج» الإماراتية ما دعت إليه مُنظَّمة العفو الدولية من فرض عقوبات انتقائية من جانب الأمم المتحدة وفتح تحقيقات في ارتكاب جرائم حرب محتملة في ليبيا، لوقف عمليات الخطف والقتل العشوائي من جانب التشكيلات المسلحة.

وأشارت الجريدة إلى تعليق لجنة الاتصال الدولية بشأن ليبيا اجتماعها المنعقد في العاصمة الإثيوبية (أديس أبابا) أمس لمدة ساعة لمحاولة إقناع المقاطعين بالمشاركة في الاجتماع، مسلطة الضوء على مقاطعة مصر الجلسة الافتتاحية لاجتماعات اللجنة، استنكارًا لمشاركة قطر وتركيا.

وفي ما يخص معارك بنغازي قالت: «إنَّ القتال في بنغازي شمل هجمات متبادلة وعمليات خطف وقتل عشوائي وتعذيب من جانب كل طرف».

ونقلت «الخليج» ما قالته نائبة المدير الإقليمي للمُنظَّمة، حسيبة حاج صحراوي: «تنزل بنغازي باطراد إلى الفوضى وغياب القانون. المدينة يمزِّقها العنف الواسع النطاق الذي تشنه جماعات متنافسة وأنصارها الذين يسعون للثأر».

ودعا البيان لإظهار «إرادة دولية للتحقيق في جرائم حرب ومحاسبة مرتكبيها كسبيل لإنهاء حالة الإفلات من العقاب».
ودعت المُنظَّمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لفرض عقوبات انتقائية مثل حظر السفر وتجميد أرصدة المسؤولين عن الانتهاكات، وقالت إنَّ على المحكمة الجنائية الدولة توسيع نطاق تحقيقاتها لتشمل جرائم حرب.

تخاذل المجتمع الدولي
في حين سلطت جريدة «العرب» اللندنية الضوء على كلمة وزير الخارجية الليبي، محمد الدايري، الذي قال: «إنَّ الحكومة الموقتة الليبية طلبت دعمًا دوليًّا لتعزيز دور الجيش الوطني لمحاربة المجموعات الإرهابية، لكنها لم تتلق الدعم المطلوب سوى من بعض الدول العربية».

واعتبرت الجريدة أنَّ تصريحات الدايري تكشف تخاذل المجتمع الدولي عن دعم حكومة عبدالله الثني ضدّ تنامي التنظيمات الجهادية المتشددة وتصاعد الفوضى وأعمال العنف.

وأشارت إلى أنَّ الدايري في مؤتمره الصحفي الذي عقده بمقر مفوضية الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، شدد على أهمية تحسين الوضع الأمني في ليبيا وتثبيت مؤسسات الدولة، منوهًا إلى أنَّ الحكومة الشرعية ملتزمة بإيجاد حل سياسي في ليبيا، وهو ما سيكون خطوة في الاتجاه الصحيح لمحاربة الإرهاب والتطرف.

ونقلت «العرب» استنكار الدايري الذي عبَّر عنه بقوله: «من غير المعقول أنْ ننتظر تشكيل حكومة في ليبيا لنبدأ الحرب ضدّ الإرهاب، نتطلع إلى مزيد من القدرات العسكرية لمحاربة هذه الظاهرة في كامل أنحاء البلاد».