شهدت العاصمة الليبية (طرابلس) أمس حادثًا إرهابيًّا هو الأعنف داخل المدينة التي يسيطر عليها ما يُعرف بقوات عملية «فجر ليبيا» تحت إدارة «حكومة الحاسي». الصحافة العربية أبرزت في تناولها، اليوم الثلاثاء، هذا الحادث الذي لا تزال الروايات متضاربة بشأن حصيلة الضحايا التي خلَّفها.

الحاسي كان في «كورنثيا»
«الحياة» أوردت على لسان الناطق باسم «الغرفة الأمنية» في طرابلس، عصام النعاس، أنَّ عمر الحاسي، رئيس الحكومة التي شكَّلها الإسلاميون (غير معترف بها دوليًّا)، كان في الفندق لدى وقوع الهجوم مجتمعًا مع عدد من الاستشاريين الأميركيين. وأضاف النعاس: «إنَّ الحاسي أُخرج من الفندق سالمًا قبل تأزم الوضع»، لكن الناطق لم يتمكن من تحديد مصير الأميركيين ولا عددهم.ونفى مدير الإدارة العامة لحماية البعثات الدبلوماسية في ليبيا، العقيد خالد أبو ظهير، لـ «بوابة الوسط» الثلاثاء، وجود دبلوماسيين في فندق «كورنثيا» ساعة الهجوم. فيما نقلت «بوابة الوسط» عن مصدر أمني قوله: «إنَّ 12 من النزلاء الأجانب كانوا مُحاصَرين في الدور 26 تم إخراجهم، بينهم أميركي وبولندي وإريتري وتونسي وجنسيات أوروبية أخرى».

المسلحون طلبوا ممرًّا آمنًا
ونقلاً عن شهود أوردت «الحياة» أنَّ المسلحين بدأوا الهجوم بتفجير سيارة مفخخة أمام الفندق ثم اقتحموه، مطلقين النار على الحراس، ما أسفر عن مقتل ثلاثة رجال أمن على الأقل. وعمد المسلحون بعد ذلك إلى اقتياد رهائن إلى الطابق الـ21 من المبنى.

وأفادت مصادر بأنَّ المسلحين طلبوا ممرًا آمنًّا مع رهائنهم، لكن قوات الأمن التابعة لتحالف «فجر ليبيا» الإسلامي المسيطر على طرابلس، رفضت الطلب وباشرت عملية تحرير الرهائن، ما أدى إلى تفجير الإرهابيين أحزمتهم بعد تبادل لإطلاق النار.تفاصيل هجوم «كورنثيا»
أما «الشرق الأوسط» فنقلت عن مسؤول أمني في طرابلس قوله: «إنَّ العملية الإرهابية بدأت في الساعة 8:30 من صباح أمس بالتوقيت المحلي، حيث دخلت سيارة )هيونداي توسان) وترجّل منها أشخاصٌ باتجاه بوابة فندق (كورينثيا)، ثم دخلوا الفندق وأطلقوا النار في كل صوب. فانشغل بهم فريق التأمين، الذي قُتل اثنان من أعضائه، ثم صعد المسلحون إلى الأدوار العليا».

وأضاف المصدر: «في هذه الأثناء، اشتبه الحراس في الخارج بالسيارة واستدعوا فريق تفكيك المتفجرات، فوجدها مملوءة بالمتفجرات، ولم يستطيعوا تفكيك شيء، لأنَّ المجموعة كانت مطلعة على السيارة من فوق، فقاموا بتفجيرها. السيارة تلاشت قطعًا صغيرة وأحرقت مجموعة من السيارات حولها».

وقال المسؤول الأمني لـ«الشرق الأوسط»: «إنَّ المجموعة كانت تريد الصعود للدور الـ26، ولكن القوة الخاصة سبقت إليه عن طريق سلم الخدمات والطوارئ، فبقيت المجموعة المهاجمة في الدور 21 مُحاصَرة بين الأمن المركزي والقوة الخاصة الأولى، وبين قوة الردع الخاصة التي كانت في الدور الـ19».ردود فعل دولية
وأوردت جريدة «الخبر»، أنَّ الجزائر دانت «بشدة» الهجوم، ونقلت عن الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية عبد العزيز بن علي شريف، في تصريح إلى «وكالة الأنباء الجزائرية» قوله: «ندين بشدة الهجوم الإرهابي الذي استهدف اليوم فندقًا في العاصمة الليبية (طرابلس) وتسبب في سقوط ضحايا أبرياء»، فيما أكد شريف أنَّ هذا العمل الإجرامي محاولة أخرى من سلسلة المحاولات اليائسة لزعزعة استقرار ليبيا والتشكيك في مستقبلها وتقويض مساعي المجتمع الدولي ودول الجوار لإيجاد حل سلمي وحضاري للأزمة الليبية.

ومن جانبه، شدد مجلس الأمن، في بيان بموقع «الأمم المتحدة» على أنَّ الهجوم يسلط الضوء على الحاجة إلى إحضار مرتكبي ومُنظِّمي وممولي ورعاة تلك الأعمال الإرهابية الشائنة، مبديًا تعاطفه مع أهالي الضحايا.

ووصف وزير الخارجية الإيطالي، باولو جينتيلوني، الهجوم بـ «محاولة لترهيب الحوار» في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة، الذي «لم ولن يعرقله الإرهاب»، كما نقلت عنه وكالة «آكي» الإيطاليّة للأنباء، مؤكدًا أنَّ بلاده «تراقب عن كثب» الأحداث الراهنة في ليبيا.