أكد تقريرٌ نشره موقع جريدة «واشنطن تايمز» الأميركية أمس الاثنين، أنَّ المعارك بين التشكيلات المسلحة في ليبيا ترفع من ترتيب البلد في قائمة «الدول الفاشلة التي توفِّر ملاذًا آمنًا للجماعات الإرهابية».

وأشار التقرير إلى أنَّ هذه الحالة تتزايد مع سيطرة اضطرابات اليمن على الإعلام في الأيام الأخيرة، ونقل التقرير وصف محللين ليبيا بكونها النموذج الآخر لسورية، و«المثال على كل الأخطاء التي حدثت في الدول التي أثَّر فيها الربيع العربي».

وأكد التقرير الأميركي أنَّ سبب عدم الاستقرار في ليبيا هو عدم تمكُّن أي حكومة من السلطة لفترة كافية، تمكِّنها من تشكيل حكومة مستدامة منذ سقوط معمر القذافي في العام 2011.

وصرَّح مصدرٌ من المخابرات الأميركية للجريدة بأنَّ ليبيا تضم معسكرات تدريب وأسلحة بوفرة، كما توفِّر سهولة حركة عبر البلد لجبهات جهادية أخرى، وأكد أنَّ بيئة انعدام القانون وشبكة المتطرفين تمثل تهديدًا للغرب.

ونقل التقرير عن مصدر دبلوماسي، تحدَّث بشرط السرية، تأكيده أنَّ الوضع على الأرض في ليبيا تغيَّر بشدة على مدار العامين الماضيين لدرجة أثبتت عدم فاعلية استراتيجية الرئيس الأميركي، باراك أوباما لمكافحة الإرهاب في ليبيا.

وقال المحلل، آرون زلين: «إنَّ عدم وجود أثر فوري على الغرب لا يعني أنَّ الأزمة في ليبيا غير مهمة، أو ليست ذات صلة»، مؤكدًا أنَّ تزايد عدد الجهاديين سيخلق نطاقًا واسعًا من عدم الاستقرار يهدد، مع الوقت، الغرب بشكل مباشر في المستقبل.

واتهم الباحث بجامعة «كامبريدج» ورئيس موقع «Libya-Analysis.com»، جيسون باك، كثيرًا في الغرب بالتبسيط الشديد للأزمة الليبية بمحاولة تقديمها كمعركة واضحة بين حكومتي طبرق وطرابلس.

ووصف باك ليبيا بـ«حطام قطار يسير بسرعة كبيرة شوهد يزداد سوءًا على مدار عامين»، وأكد ضرورة الإصرار على المضي في العملية الدستورية، مشيرًا إلى أنَّ الوسيلة لذلك هي إعلان ألا أحد يمتلك السيادة.