انتقد باحث أميركي رؤية الغرب للصراع في ليبيا، وقال في مقال بجريدة «نيويورك تايمز» الأميركية: إنَّ هذه الرؤية تؤدي به لاتباع سياسات خاطئة قد تضيع آخر فرصة للحل غير العسكري.

وأضاف الباحث في شؤون الشرق الأوسط، جيسون باك في مقال له بالجريدة أن «الغرب اعتمد على رواية مفرطة في التبسيط وتضلل الحقيقة في تعامله مع ليبيا، وهي رواية تحصر الصراع في حكومة شرعية في مواجهة «إدارة إسلامية» في طرابلس، في حين يسيطر على السلطة في ليبيا قادة محليون ورؤساء تشكيلات مسلحة وليس ساسة من الفريقين».

الطريق الصحيح
واقترح جيسون باك «ضم القادة المحليين المدنيين والعسكريين من القبائل والمناطق المختلفة، ممن يسعون إلى حماية مستقبل ليبيا من الدمار، إلى جانب أعضاء مجلس النواب والمؤتمر الوطني العام في المفاوضات التالية، مع تقوية وضعهم في تسوية ما بعد الصراع».

وعن هوية الصراع في ليبيا قال باك: إن «الصراع ليس حول الدين أو الأيديولوجية ولكنه حول الطمع»، واعتبر المحادثات «آخر فرصة للوصول إلى حل غير عسكري وإلا سيسير البلد في طريق التقسيم وتشتد الحرب حول الموارد».

وأكد باك أنه «إذا أراد الغرب الوصول لطريق للحل وتحفيز كلا الجانبين للوصول لاتفاق دائم فعليه أن يعيد التفكير في المنطق الذي يحرك سياساته، وسحب دعمه لأي من الطرفين أو اعتباره سلطة شرعية، والتهديد بعدم الاعتراف بشرعية أي سلطة إذا فشلت المفاوضات في تكوين حكومة وحدة وطنية تلتزم باستكمال العملية الدستورية».

منع الدعم الخارجي
كما يجب على الغرب أخذ «خطوات حاسمة لمنع التدخل الإقليمي مع دعوة الأطراف الخارجية الداعمة الفريقين في ليبيا للانضمام إلى طاولة الحوار، وبمجرد منع الدعم الخارجي ستنفد أموال كلا الفريقين ويكون لديهم حافزٌ أقوى للتنازل»، وفقًا للباحث.

ووصف سياسة الغرب نحو ليبيا بأنها غير «حيادية لأنَّ الغرب ليس حياديًّا بالفعل».