رحَّب تقريرٌ نشرته شبكة «بي بي سي» البريطانية بالوصول لوقف إطلاق النار في ليبيا، واصفًا إياه بـ«أول خبر جيد يأتي من ليبيا منذ أشهر».
وعلى الرغم من ترحيب كاتب التقرير، الصحفي جون سيمبسون، بالقرار فإنَّه أكد أنَّ الطريق مازال طويلاً جدًّا أمام ليبيا لتفكيك «حالة الفوضى» التي تعصف بها حتى لو أثمرت محادثات جنيف ووقف إطلاق النار عن نتائج جيدة.
وأعلنت عملية «فجر ليبيا» وقف إطلاق النار، الجمعة على أنْ يلتزم الطرف الآخر بذلك وفقًا لبيانها، وتبعه قرارٌ من القيادة العامة للجيش الليبي، الأحد بوقف إطلاق النار واستثنت «ملاحقة الإرهابيين».
وصف الكاتب حالة ليبيا بأنَّها «تمتلك كل علامات الدولة الفاشلة» ووصفها بـ«مصدر القلق»، وأشار لصعوبة التنقل والحياة بالنسبة للأجانب في ليبيا دون الحصول على المساعدة من إحدى الجماعات المسلحة، مضيفًا أنَّ «إرث القذافي ما زال يطارد ليبيا».
وأصبحت ليبيا الآن، وفقًا للكاتب، خط مواجهة آخر بين «التطرف الإسلامي» وبقية العالم، وذلك إلى جانب كونها «عنيفة ومقسَّمة بشكل عميق».
ونفى سمبسون تسبب ضرب حلف الناتو قوات القذافي في هذه الحالة، «فحتى لو لم يتدخل الحلف ونعمت ليبيا ببعض الهدوء في عهد القذافي، فقد كان مقدَّرًا لحكمه أنْ يسقط في وقت ما».
السلام والفساد
وأشار الكاتب لهدوء ليبيا وأمان الحياة للأجانب قبل ثورة فبراير، إلا أنَّه ذكر أيضًا معاناة ليبيا من الفقر وإهدار قادتها ثرواتها النفطية الهائلة في عصر القذافي، الذي وصفه بكونه مثارًا للسخرية والفساد الشديد.
وأكد سمبسون حول تدخل «ناتو» في ليبيا أنَّ الأمر لم يكن خيارًا بين استمرار نظام هادئ وآمن حتى لو كان غير مرضٍ وبين الفوضى الموجودة اليوم، بل حول متى يسقط النظام وإذا كان بالإمكان السيطرة على المرحلة التالية لسقوطه.
وعلى نحو محزن، وفقًا للكاتب، سيكون على ليبيا أنْ تمر بمراحل عنف كثيرة قبل أنْ تعود للسلم مرة أخرى، وذلك إذا لم تتفتت لثلاثة أو أربعة أجزاء.
تعليقات