توقع فيتالي نومكين، رئيس المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والسياسية في موسكو، ثلاث سيناريوهات للأزمة الليبية، منها أن تتم تسوية سياسية وتكوين حكومة ائتلافية كأول خطوة نحو تكوين نظام فيدرالي، لكن الباحث الروسي تحدث عن سيناريوهين متشائمين الأول انقسام الدولة حول خطوط وقف إطلاق النيران مثلما حدث في كوريا والصين، والثاني ما أسماه الباحث بانتصار «المتمردين» و«تحول ليبيا إلى صومال جديدة، يشتعل القتال فيها».

وتطرق نومكين إلى نظرة روسيا الاتحادية للأزمة في ليبيا قائلاً: « الإدارة الحالية في موسكو لا ترى اية اسباب حقيقية في زيادة وجودها وتغيير سياساتها في ليبيا».

وأضاف في مقاله المنشور بموقع «المونيتور»، الثلاثاء، أنه نظرا للأوضاع الحالية في ليبيا واقليم الشرق الأوسط عامة، ستكتفي موسكو بمراقبة الاوضاع عن كثب.

وأشار إلى قيام بعض السياسيين الليبيين بالتواصل مع موسكو طالبين أن تكون روسيا هي الدولة التي تقدم مشروع قرار بإدانة الجماعات المسلحة غير القانونية في ليبيا إلى مجلس الأمن.

ابتعاد موسكو عن ليبيا
وأوضح الكاتب أنه منذ سقوط القذافي، أكدت روسيا بوضوح انها لا تريد اية مصلحة داخل ليبيا، وعزا ذلك إلى عدة اسباب.

أولها، صعوبة إنشاء أية مشاريع اقتصادية داخل ليبيا نظرا لأعمال العنف والحرب الأهلية التي تشهدها البلاد بين جماعات مسلحة وما أسماه الكاتب بـ «العصابات غير النظامية».

ثانيًا، تخوف موسكو من آراء بعض الساسة الجدد في ليبيا حول دور روسيا في حملة الناتو عام 2011 وأنهم يرون في موسكو عدوا بسبب تلك الحملة.

ثالثًا، الرأي السائد في روسيا والذي يقول بإن «ليبيا تحولت إلى أرض تابعة لعدد من الدول الغربية المسؤولة عن التطورات التي شهدتها ليبيا» ولا تريد الإدارة الروسية منافسة تلك الدول.

رابعًا، يرى بعض الخبراء في روسيا أن نتاج الصراع الحالي مازال غير واضحا مما يعني احتمال تغير ميزان القوى في أي وقت.

استمرار الحرب يعني زوال ليبيا
شدد نومكين على أن استمرار الحرب الحالية تهدد بزوال الدولة الليبية وزيادة الخلافات بين اقطاب الأمة. مؤكدا على الجماعات المسلحة المنتشرة في أنحاء البلاد هي السبب الحقيقي للأزمة التي تواجهها الدولة.

ونقل الكاتب عن مصدر ليبي ممثل لإحدى الجمعيات السياسية المدنية، لم يذكر اسمه، قوله «حالة الانقسام التي تشهدها ليبيا سلمت البلاد إلى ما أسماه بـ «مافيا مسلحة» تسيطر على مصادر الدخل والنفط. ويقوم قادة تلك الجماعات بتمويل المسلحين من أجل استمرار حالة الفوضى، وهكذا تم إبعاد الجيش من حماية الأمن».

سيناريوهات تطور الحرب
يقول الكاتب إن روسيا لديها نظرة متشائمة عن مستقبل ليبيا وأن الإدارة الروسية تعتقد بوجود عدة سيناريوهات يمكن أن يفضي إليها الحرب في ليبيا، ونقل نومكين عن السفير الروسي السابق في ليبيا ليكسي بودسيروب تلك السيناريوهات المحتملة:

أولاً، انتصار ما اسماه الكاتب بـ «المتمردين» وهذا يعني تحول ليبيا إلى صومال جديدة ويشتعل القتال بين الاطراف المختلفة، على حد قول الكاتب.

ثانيًا، انقسام الدولة حول خطوط وقف إطلاق النيران مثلما حدث في كوريا والصين.

ويتضمن السيناريو الثالث تسوية سياسية وتكوين حكومة ائتلافية كأول خطوة نحو تكوين نظام فيدرالي.