قال رئيس هيئة الإعلام والثقافة عمر القويري إن الهيئة أعدت خطة من ثلاث محاور للعمل الإعلامي خلال الفترة القادمة تتعلق بسن تشريعات جديدة لضبط «الفوضى الإعلامية» وتأسيس إعلام بديل، وتنظيم الإعلام الخارجي.

وأكد القويري في حديثه الذي جرى في مقر «بوابة الوسط» بالقاهرة أن الهيئة ستتبنى الخطاب الرسمي للدولة.

وأرجع القويري فكرة نقل قناة الوطنية للعمل في إحدى الدول المجاورة إلى أسباب أمنية وفنية، منها نقص الامكانيات وتهديد سلامة العاملين في المجال الإعلامي، وإلى نص الحوار:

أغلب الصحفيين والإعلاميين غادروا طرابلس، لصعوبة العمل في العاصمة تحت تهديد الأجهزة التابعة لقوات فجر ليبيا.

هل تفكرون في نقل هيئة دعم وتشجيع الصحافة إلى مدينة البيضاء؟
فترة عمل الحكومة موقتة ومحدودة جدًا، والعمل الصحفي مكلف ويحتاج إلى إمكانيات وكادر، ومسألة النقل في هذه الفترة غير واردة، ومقر الهيئة لا يزال في طرابلس، ولكن مازلنا ننتظر ما ستؤول إليه التغيرات السياسية، فأغلب الصحفيين والإعلاميين غادروا طرابلس، لصعوبة العمل في العاصمة تحت تهديد الأجهزة التابعة لقوات فجر ليبيا، ولأنهم غير راضين عن ما يحدث في العاصمة غادروها رغم تهديد حكومة الحاسي بقطع مرتباتهم، إلا أن الأخير لا يملك تطبيق هذا الإجراء.

ماذا عن قناة الوطنية في تونس ومصر؟
حدث لغط كبير حول قناة «الوطنية»، لدينا الآن قناة «ليبيا الوطنية» وهي الممثلة للحكومة الموقتة الشرعية، وتملك مقرًا في البيضاء، ومقرًا في طبرق، ولكن لضعف الإمكانيات التقنية، استخدمنا فروع قناة «الجماهيرية» سابقًا، التي كانت مهمتها منحصرة في تسجيل الحدث بالكاميرا العادية وإرسالها إلى طرابلس فقط، حولناها نحن إلى مقر وإلى قناة متكاملة، وقمنا بصيانة المبنى.

لكن التحدي الذي يواجهنا ضعف التقنية وعدم توفر إنترنت سريع، وتجهيز الاستوديوهات الذي يأخذ وقتًا وجهدًا، فقررنا الانتقال إلى مدن الجوار لدقة هذه المرحلة وصعوبة العمل في هذه الظروف الأمنية الصعبة التي ستجعل القناة هدفًا استراتيجيًا للتشكيلات المسلحة لفرض توجهاتها... انتقالنا الموقت خارج البلاد أمر غير معيب، فالضرورة حتمت علينا ذلك، أغلب الإعلاميين المتميزين يرفضون العمل والخروج على الشاشات خوفًا على سلامتهم ونحن كذلك نخاف على سلامتهم فوجدنا أنه من الحكمة الانتقال إلى الخارج لفترة ثلاثة إلى ستة أشهر للعودة بعد ذلك إلى البلاد.

ومن ناحية أخرى مكتبنا في تونس سيساهم في نقل معاناة حوالي مليون ونصف مليون ليبي إلى الحكومة الموقتة، هذا العدد يمثل ربع سكان ليبيا وسيكون له تأثير في حل مشكلتهم كمهجرين.

كل الإدارات كانت مركزية في طرابلس، كيف تغلبتم على هذا العائق بالرغم من البنية التحية الضعيفة في البيضاء وطبرق؟
أبرز الصعوبات التي واجهتنا هي قلة الإمكانيات التقنية وقلة عدد العاملين، فإعلاميو طرابلس يواجهون صعوبة في التوجه إلى مدينتي البيضاء وطبرق ويخافون على سلامتهم من التصنيف والاستهداف.

تابعت تعامل رئيس إدارة الإعلام الخارجي التابع لما يعرف بحكومة الحاسي جمال زوبية وتعامله مع مراسلة «فرانس 24» سيرين العماري، كان في منتهى الإجرام.

ولقد تابعت تعامل رئيس إدارة الإعلام الخارجي التابع لما يعرف بحكومة الحاسي جمال زوبية وتعامله مع مراسلة «فرانس 24» سيرين العماري، كان في منتهى الإجرام، وفاق طغيان القذافي. هؤلاء لو أتيحت لهم الفرصة ربما يتطور بهم الأمر إلى قطع الأعناق والأيدي في الساحات، وربما يتحول ميدان الشهداء من ساحة للحرية إلى مكان لتنفيذ العقوبات في الشعب الليبي، كما رأينا المشانق الرمزية التي نصبوها في مظاهرات رافضة لمجلس النواب قبل أشهر.

هناك من يقول إن هذا الكلام مبالغة وتضخيم للمشهد في طرابلس؟
أنا شخصيًا تعرضت لمحاولة اغتيال وأعلم جيدًا كيف يفكرون، هؤلاء الناس جبناء، وغدر الجبان وبطشه يمكنه من ارتكاب جريمة لا يقوم بها مئات الشجعان، مستعد أن يبيد نصف الشعب الليبي، عن أي مبالغة نتحدث عندما نرى أن قوات فجر ليبيا هجّرت أغلب سكان منطقة ورشفانة البالغ عدد سكانها 600 ألف نسمة في أسبوع.

ما هي طبيعة الخطاب الإعلامي الذي ستتبناه الدولة في هذه المرحلة الحرجة؟
سيكون خطاب رسمي يمثل الحكومة الموقتة وما ينتج عنها، بحيث يصل للمواطن الخطاب الرسمي للدولة.

هل تفكرون في حظر القنوات التي تدعو للكراهية؟
مشروعنا في هيئة الإعلام والثقافة ينقسم إلى ثلاثة محاور الأول سن تشريعات وتقديمها للبرلمان للموافقة عليها؛ لضبط الفوضى الإعلامية، والمحور الثاني الإعلام البديل وهو عبارة عن قنوات منافسة للوسائل الإعلامية الخاصة ذات جودة عالية تتحدث باسم الحكومة وتقدم خدمة إخبارية تجذب المواطن، والمحور الثالث هو الإعلام الخارجي لسد هذا الفراغ وإيصال صوتنا للعالم، ذلك لأن الإعلام العالمي لا يغطي أحداث ليبيا بالشكل المطلوب.

ووجّه رئيس هيئة الإعلام والثقافة عمر القويري رسالة بأن ليبيا دولة حرة ذات سيادة، وأنه لا يمكن لأي دولة أو حزب «ابتلاع» ليبيا، مضيفًا خلال حواره مع «بوابة الوسط» أن البلاد ستتعافى بفضل أبطال الجيش الوطني وستبطل مشروع الدول والأحزاب التي تتنافس داخل البلاد، بحسب قوله.

وشدد على رفضه التدخل الأجنبي في شؤون ليبيا الداخلية، ودعم الإرهابيين، موضحًا أن محاولات بعض الدول التأثير والضغط على صناع القرار في ليبيا مكشوفة للجهات الأمنية المحلية، مؤكدًا قدرة الدولة بسط سيطرتها على أرضها واستعادة هيبتها، لافتًا إلى أنه سيحاسب كل عابث.