Atwasat

خالد الشريف: قوات حفتر لن تدخل بنغازي مهما كان الثمن

طرابلس - بوابة الوسط - علي نصر الدين الأربعاء 22 أكتوبر 2014, 08:05 مساء
WTV_Frequency

وصف الوكيل السابق لوزارة الدفاع، خالد الشريف، حوار غدامس بأنّه حوار من لا يملك، متسائلاً: "الحوار مع من وعلى أي أساس؟".

وقال في حوار مع "بوابة الوسط" إنّه لن يقبل بحوار مع من يصفون "الثوار" بالإرهابيين، ويكيلون لهم اتهامات باطلة ويريدون السيطرة على مؤسسات الدولة، بحسب كلامه.

وكشف الشريف عن تحريك رتل عسكري من قبل "فجر ليبيا" الأحد الماضي إلى الجنوب لبسط السيطرة هناك، وقال إنّ الجميع سيشهد الأيام القادمة تطورات جديدة.

ونفى أنْ يكون الجيش سيطر على معظم أنحاء بنغازي، ورأى أنّ الوضع في المدينة تحت السيطرة وأنّ مجلس شورى ثوار بنغازي لازال يمارس مهامه في تأمين وحماية المدينة من داخلها، وأنهم مصممون على عدم ترك الفرصة لقوات حفتر لدخولها مهما كان الثمن.

وحول الوضع في جبل نفوسة قال خالد الشريف: "كله تحت سيطرة الثوار وكذلك منطقة أبوشيبة"، مشيرًا إلى أنّ معارك عنيفة دارت الجمعة الماضي خلال صد هجوم على القوات التابعة لـ"فجر ليبيا" في منطقة الكسارات سقط فيها ثلاثة من عناصر هذه القوات فيما لا تزال المواجهات دائرة هناك.

◄ كيف ترى حوار غدامس؟
إنه حوار من لا يملك، بمعنى من تحاوروا في غدامس، وأعني الطرفين، لا يملكون القرار، فالطرف القادم عن طبرق لا يملك شجاعة إصدار قرار ضد الطرف المتطرّف في طبرق، والذي يدعو إلى تقسيم ليبيا، والطرف المتحاور باسم الثوار لا يملك القول عن الثوار الذين قالوا كلمتهم في الجبهات وهي أنهم أدرى كيف يحافظون على ليبيا وحدة واحدة.

◄ هل أنت مؤمن بالحوار كوسيلة لحل الأزمة الليبية؟
لا أحد يرفض الحوار أو يتمنّى حل المشاكل بوسيلة غيره، ولكن الأمر الذي يطرح نفسه هو: هذه الثورة ضحى من أجلها الشعب الليبي ليحقّق أهدافه القيمة المتمثّلة في الحرية والعدالة. إذا كان الحوار في إطار هذه المبادئ فالكل متفق، أما إذا كان ضدها أو بعيدًا عنها فلا أحد سيقبل به لأنه يعلم مسبقًا بماذا سيخرج!

فبراير ثورة قام بها الثوار وعندما نتّهم هؤلاء الأبطال اتهامات باطلة في سبيل الوصول لكرسي السلطة والرئاسة فإني شخصيًا لن أقبل به، ما نحن فيه من حرية الفضل فيه يرجع للمولى عز وجل، ثم للثوار الذين لازالوا يضحون من أجل ليبيا وهناك من يتّهمهم بالإرهابيين ويستقوي بالأجنبي لضربهم ثم يدعوهم للحوار، على أي أسس يريد أولئك الحوار وهم ينطقون بما كان ينطق به القذافي سنة 2011، ويقول عن الثوار إنّهم مخربون وعصابات وإرهابيون.

◄ هل لديكم أشخاص محددون ترفضون الحوار معهم؟
نحن لا نتحاور مع من يريد السيطرة على مؤسّسات الدولة وفرض مجلس عسكري على الليبيين، ويرى نفسه أنه المخلص للشعب الليبي ونسي أنه هو من ضيع أبناءنا في تشاد، ولم يسع لتخليصهم وإنقاذهم وهو في عز قوته وشبابه وعنفوانه وتركهم في الأسر والضياع.

بناء الجيش يحتاج إلى وقت
◄ كثيرون يقولون إنّ خالد الشريف كان هو المسؤول الأول والفعلي عن وزارة الدفاع؟
الكلام غير صحيح ولا أساس له، فالوزارة كان لها وزير وحاليًا المسؤول عنها والمكلّف بها هو النائب الأول لرئيس الوزراء، وهو رئيس المجلس الأعلى للدفاع إلى جانب ثلاثة وكلاء تتوزّع بينهم المهام والمسؤوليات.

◄ قلت فيما سبق إن بناء الجيش لم يحن وقته بعد هل لازلت تقول هذا؟
بناء الجيش كمؤسسة عسكرية أمر مطلوب ومهم فهذه المؤسسة تسهم مساهمة فعالة في أمن واستقرار الدولة، وهذا من الأشياء المسلم بها، وبناء جيشنا يحتاج إلى جهد ووقت والمشاكل التي نواجهها كبيرة وكثيرة جدًا، منها استراتيجية تحتاج إلى المزيد من الجهد والبذل والعطاء، الإشكالية في ليبيا أنها لم تستقر بعد حتى نتمكّن من التنفس والالتفات لبنائها، فطيلة ثلاثة سنوات التي تعاقبت فيها الحكومات ونحن نمر بأزمات متتالية، وهذا دليل على أنّ هناك أطرافًا تسعى لخلق وتواصل هذه الأزمات وكلها أمنية وعسكرية ينتج عنها صدام مسلّح وقتل وجرحى ودمار.

الوضع في بنغازي والجبل تحت السيطرة
◄ ما تعليقك على الطائرات التي نفّذت عمليات قصف في ليبيا؟
للأسف الشديد الطائرات جاءت بناء على دعوة من جهات ليبية وبعض من أبناء ليبيا خدمة لمصالحهم وأهدافهم.

◄ يعتبرك كثيرون المسؤول الأول عما يحدث وأنّ لديك سلطة على من يقاتلون ومن يرفضون الحوار، فما تعليقك؟
هذا الكلام غير صحيح إنما هو إشاعة تبثها بعض الجهات لتؤكّد أن ما يحدث في ليبيا برنامج مخطط له وممنهج والحقيقة أنّ الدارس والمطّلع على ما يجري في ليبيا والملم بالواقع يدرك أنّ الكلام غير صحيح.

◄ صف لنا الوضع في بنغازي؟
في بنغازي الوضع إلى الآن تحت السيطرة رغم حاجة ثوارنا هناك إلى الدعم والقوة والمساندة لأنهم وحدهم، فما تشهده بنغازي لاشك هو محاولات لمجموعة الانقلاب على السلطة الشرعية يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وإن كانت تحمل في مضمونها مكافحة الإرهاب، ولكنها في الحقيقة تمارس الإرهاب ضد بنغازي وأبنائها، لكنه لن ينجح فبنغازي بفضل الله إلى هذه الساعة تحت السيطرة ومجلس شورى ثوار بنغازي لازال يمارس مهامه في تأمين وحماية المدينة من داخلها والقضاء على كل الاغتيالات التي تحدث فيها، ونسأل الله عز وجل أن يتمكّنوا من بسط الأمن الشامل فيها وهم مصممون على عدم ترك الفرصة لحفتر بدخولها مهما كان الثمن، ومهما كان عددهم وعتادهم.

◄ وماذا ترد حول ما يقال عبر القنوات بأن قوات الجيش سيطرت على معظم بنغازي؟
التصريحات التي تبثها هذه القنوات تقول إنّ الجيش الليبي في طرابلس وورشفانة وغيرها هي تصريحات كاذبة تدل على حقيقة ما يتمناه داعمو هذه القنوات للشعب الليبي، وهذا دعم معنوي مقدّم من الجهات الخارجية ضد ثورة فبراير.

◄ ما آخر أخبار جبل نفوسة؟
كلة تحت سيطرة الثوار وكذلك منطقة أبوشيبة، ويوم الجمعة أبدى الثوار بسالة وشجاعة كبيرة في صد الهجوم على منطقة الكسارات وقدّموا ثلاثة شهداء وثمانية جرحى ولازالت المعارك مستمرة والنفير مستمرًا على جبل نفوسة، وبالنسبة للجنوب، تم تحريك رتل عسكري إلى لبسط السيطرة هناك، ولعل الأيام القادمة سيشهد الجميع تطورات جديدة، هذه الجهات عندما عجزت في الجانب السياسي اتّجهت لاستخدام القوة حتى ضد الجهات التشريعية والقضائية والتنفيذية، وفجر ليبيا حاصرت ورشفانة لأنها كانت تؤوي عصابات مجرمة لم تراع حرمة المواطن ولا الوطن. فجر ليبيا لم تخطف مواطنًا. ثوار فجر ليبيا قرروا التدخل عسكريًا لإنقاذ الوطن والمواطن من أولئك المجرمين الذين لا يريدون خيرًا لاحد، وتمكّنوا من دحرهم والقضاء عليهم ولازال هؤلاء الثوار مصممين على مواصلة المسير وتصحيح المسار إلى أن تتحقّق أهداف ثورة 17 فبراير، وكل ما أرجوه من المواطن الليبي هو التفاؤل والصبر فالحرية ثمنها عالٍ جدًا والنصر قادم لا محالة.

◄ سؤال أخير، باعتباركم أحد قياديي الجماعة المقاتلة، هل هناك شروط لمن يريد الانضمام للجماعة؟
في السابق كان أهم شرط هو الإيمان الكامل بالهدف القائم من أجله التنظيم، وهو إسقاط نظام القذافي وإقامة نظام بديل قائم على الحق والعدل، وألّا يكون له ارتباط بأي جهاز أمني أو استخباراتي. كان هناك شبان كثيرون عرّضوا أنفسهم للموت وأسرهم للخطر، ومنهم من عاش سنوات طوال في الغربة. كل هذا في سبيل تحقيق الهدف الأول وهو القضاء على القذافي ونظامه، واليوم أكّدت ثورة 17 فبراير للعالم أنَّ الشعب الليبي لديه التصميم على التضحية والفداء من أجل الوطن.

سيرة ذاتية:
سنة 1986 كنت طالبًا بكلية الزراعة حينها تم تشكيل تنظيم الجماعة الإسلامية المقاتلة لمواجهة نظام القذافي وجرائمه في 7 أبريل واستمررنا في العمل السري داخل ليبيا وكان هدفنا الحصول على السلاح وتكوين قوة تستطيع الوصول للقذافي شخصيًا.

خرجت سنة 1988 من ليبيا متوجهًا إلى أفغانستان من أجل التدريب واكتساب الخبرات القتالية ودعم إخواننا في أفغانستان، وهم يواجهون الشيوعية وشاركت في عدة معارك وتوليت قيادة بعض الكتائب القتالية طيلة أربع سنوات وكانت كل الفترة يغلب عليها القتال وبعد دحرنا للقوات الروسية عن أفغانستان توجهنا للعمل من جديد ضد القذافي، واستطعنا إعادة ترتيب صفوف المقاومة المسلّحة داخل ليبيا وخلال التسعينات شهدت ليبيا عدة محاولات قوية ومواجهات واشتباكات بين المقاتلة ونظام القذافي، وكانت هناك محاولات في درنة وبنغازي والتي قام بعدها بقصف هاتين المدينتين بالطيران واعتقال عدد من عناصرنا سنة 1994/1995/1996.

حدثت عدة اشتباكات مسلحة في سبها وطرابلس وتاجوراء وأشهر محاولات المقاتلة تلك التي كانت في منطقة الشاطئ واستهدفت القذافي شخصيًا، وأخرى في منطقة الجبل الأخضر وأصيب فيها بجروح ولكنه خرج للإعلام مدعيًا بأنّ قدمه انكسرت وهو يمارس الرياضة ومحاولة اغتيال أخرى في العجيلات، ولكنها جميعًا لم تحظ بالنجاح، تلك المحاولات منها ما استهدفته هو ومنها ما استهدفنا بها القيادات الأمنية التي تتبعه في تلك المرحلة.

كانت المواجهات بيننا وبينه "كر و فر" أحيانًا يحقّق الانتصارات بالقضاء على خلية من خلايانا أو اعتقال أفراد من التنظيم وأحيانًا نحقق نحن الانتصارات بالاستيلاء على بعض الأسلحة من مخازن الجيش الليبي.

هذه العمليات المتنوعة كانت خلال الفترة الممتدة من 1993 إلى 1997 الفترة التي تمكّن فيها القذافي من بسط سيطرته وقبضته الأمنية القوية على ليبيا بالكامل ولا أحد يستطيع مواجهته أو اعتراضه حتى بالقول عدا الجماعة الإسلامية المقاتلة، كنا نقوم بتلك المواجهات والمحاولات التي سجّلها التاريخ وكثير من أبناء ليبيا لا يعرفونها جيدًا لعدم توفر وسائل الإعلام والتقنية الموجودة حاليًا، وما توفّر من إعلام كان تحت سيطرته لكن هذا التاريخ مسجّل ومدون وعائلات هؤلاء الشهداء يعلمون جيدًا متى وكيف ولماذا قُتل أبناؤهم.

العام 2003 أثناء تواجدي في الباكستان تم اعتقالي من قبل الاستخبارات الأميركية وبقيت في سجن "باقام" في أفغانستان إلى 2005 حيث تسليمي لنظام القذافي مع مجموعة من رفاقي في تنظيم الجماعة الإسلامية المقاتلة كان عددنا ما يقارب 200 وأودعنا في سجن أبوسليم.

سنة 2010 تم إطلاق سراحنا من خلال ما يُسمى بمبادرة الحوار بين الجماعة الإسلامية المقاتلة ونظام القذافي. وبمجرد انطلاق ثورة 17 فبراير أعادوا اعتقالي إلى يوم اقتحام الثوار للسجن وتحطيمهم لأقفال الأبواب وتحرير طرابلس.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
حادث سيارة بالعاصمة طرابلس دون إصابات
حادث سيارة بالعاصمة طرابلس دون إصابات
وصول قطع غيار لصيانة الوحدة الرابعة في محطة كهرباء الرويس
وصول قطع غيار لصيانة الوحدة الرابعة في محطة كهرباء الرويس
بالصور: مائدة رحمن ليبية في أوغندا
بالصور: مائدة رحمن ليبية في أوغندا
خلال جولة.. حماد يأمر بضبط أشخاص ينفذون أعمال ردم غير شرعية في وادي بالبيضاء
خلال جولة.. حماد يأمر بضبط أشخاص ينفذون أعمال ردم غير شرعية في ...
لجنة برلمانية تناقش تأثير ضريبة الدولار على السوق الليبية
لجنة برلمانية تناقش تأثير ضريبة الدولار على السوق الليبية
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم