Atwasat

محموديان لـ «بوابة الوسط»: سفير إيران سيعود لطرابلس قريبًا دعمًا للشرعية

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 22 أكتوبر 2014, 04:58 مساء
WTV_Frequency

أكد السفير الإيراني الجديد لدى القاهرة محمد محموديان أن بلاده تدعم الشرعية في ليبيا، وتساند البرلمان الليبي المنتخب باعتباره الممثل الشرعي الذي انتخبه الشعب الليبي، وكشف محموديان في حديث لـ«بوابة الوسط» أن السفير الإيراني لدى ليبيا سوف يعود هو وطاقم العمل الدبلوماسي من تونس إلي طرابلس بمجرد عودة الأمن والاستقرار لربوع ليبيا.

وأعلن رفض طهران المشاركة في التحالف الدولي لمحاربة «داعش» بسبب "عدم الثقة في نوايا الولايات المتحدة، باعتبار أن سياساتها تجاه العراق كانت سببًا في ظهور واستقواء «داعش»، كما كانت أيضًا أحد صناع تنظيم القاعدة الإرهابي". وإلى نص الحوار:

- ما موقفكم تجاه ما يحدث في ليبيا؟
• نحن مع الشرعية، ونؤيد البرلمان الذي انتخبه الشعب الليبي بإرادته الحرة، وضد الفوضى التي تشهدها المدن الليبية، كما نحرص على وجود مصالح مشتركة مع الشعب الليبي، ونتطلع إلى عودة الاستقرار بأسرع وقت ممكن كي يتمكن السفير الإيراني وطاقم السفارة بالعودة من تونس في أسرع وقت ممكن؛ حيث اضطروا لنقل أنشطتهم بشكل موقت من طرابلس بعد أن تلقوا تهديدات من مسلحين متشددين، ومع عودة الأمن لطرابلس ورجوع السفير سنكون مستعدين لتقديم الدعم والمساندة للحكومة الليبية حتى تتخلص من خطر الإرهاب بشكل نهائي.

ندعم اختيار الشعب المصري
- ما السر وراء ترددكم في التعاون مع مصر منذ إطاحة حكم الإخوان؟
• بالعكس هذه معلومات مغلوطة وهناك سوء فهم كبير في هذا الموضوع، فثوابت السياسة الخارجية الإيرانية تقوم على مبدأ احترام إرادة الشعوب، لذلك عندما اختار الشعب المصري حكم الإخوان رحبنا بهم ومددنا أيدينا للتعاون، وعندما جرت انتخابات أخرى واختار الشعب الرئيس عبدالفتاح السيسي جاء مندوب من رئاسة الجمهورية الإسلامية وشارك في احتفال تنصيبه، وكنا ننتظر ردًا من مصر على هذه الخطوة في صورة زيارة مسؤول كبير أو شيء من هذا القبيل لكن لم يحدث إلى الآن.

- هل يوجد توتر في العلاقات بين القاهرة وطهران؟
• لا أظن ذلك، فنقاط التلاقي المشتركة بيننا وبين المصريين أكبر بكثير من نقاط الاختلاق، وأتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة مزيدًا من التعاون والانفتاح بين البلدين في كثير من المجالات ولا سيما الاقتصاد والسياحة التي يتطلع الإيرانيون لفتح أبواب مصر أمامهم لزيارة الأماكن السياسية والدينية التي يهتمون بها كثيرًا.

- هل ترى أن التنسيق المصري - الإماراتي يمكن أن يؤثر على العلاقة مع إيران؟
• لا أتوقع ذلك لأسباب كثيرة، منها أن مسألة الجزر الثلاث لا جديد فيها ومجمدة تمامًا، كما أن العلاقات الإيرانية - الإماراتية في أفضل صورها يكفي أن نعلم بأن حجم التبادل التجاري مع الإمارات تجاوز 20 مليار دولار، في حين لم يتجاوز الرقم 260 مليون دولار مع مصر، فنحن نتطلع إلى التوسع في التعاون مع مصر في كل القطاعات.

- هل يمكن أن تصنف إيران جماعة الإخوان المسلمين كتنظيم إرهابي؟
• هناك تباين في هذه الجزئية بين كثير من دول العالم، ونحن في إيران لدينا رؤية مختلفة تجاه هذه الجماعة القديمة التي نشأت في مصر منذ العام 1928 ولها أنصار وأتباع، وعندما نتأكد من أنها تنتهج العنف والإرهاب سيكون لنا الموقف المناسب.

لا نثق في النوايا الأميركية
- لماذا ترفض إيران المشاركة في التحالف الدولي مواجهة تنظيم «داعش» الإرهابي؟
• حتى الآن لا نثق في نوايا الولايات المتحدة تجاه هذا الملف، لأسباب كثيرة منها أن لديها معايير مزدوجة تجاه تعريف الإرهاب نفسه، فمثلاً تجدها تصمت بل تشجع الإرهاب الصهيوني ضد الفلسطينيين كما رأينا أخيرًا في العدوان الإجرامي على قطاع غزة، كما أنها تصنف الإرهاب وفقًا لمزاجها ومصالحها، فضلاً عن أننا نحملها مسؤولية ظهور «داعش» وربما وقفت وراء وجودها من الأساس، كما حدث من قبل مع تنظيم القاعدة، فقد اكتوى العالم كثيرًا بألاعيب الولايات المتحدة، لذلك لا يمكن أن نشاركها في هذه الحملة الغامضة على «داعش» أو غيرها.

- ما حقيقة احتمالات سقوط بغداد في قبضة «داعش»؟
• لا أتصور ذلك، فهناك تهويل متعمد من جانب الولايات المتحدة والإعلام الغربي عمومًا في تضخيم هذا التنظيم، فهو في النهاية عبارة عن عصابات محدودة العدد والعتاد، لن تستطيع تحقيق أي تقدم نحو بغداد أو باقي المدن العراقية الكبرى.

- هل تخشى إيران من خطر «داعش»؟
• لا على الإطلاق لدينا قدرة عسكرية وإمكانات واسعة لحماية بلادنا وأمننا ومصالحنا ضد أي خطر أو تهديد خارجي سواء من «داعش» أو من غيرها، وذلك بالتعاون مع الأشقاء في العراق، فكيف لتنظيم لا يزيد عدد أفراده على ثلاثة آلاف شخص أن يهدد دولة بحجم إيران؟

إيران بين «داعش» والغرب
- هناك من يتوقع أن يصبح «داعش» سببًا في تحسن علاقاتكم مع الغرب على حساب السنة ما رأيك في ذلك؟
• ربما يكون جزء من ذلك الاستنتاج صحيحًا لأن المفارقة أنه لا يوجد مقاتل شيعي واحد بين صفوف تنظيم «داعش»، والسبب في ذلك يرجع إلى أن المذهب الشيعي لا يقوم على تكفير الآخر سواء كان هذا الآخر يتبع عقيدة أخرى أو مذهبًا آخر، ولذلك نعتبر أن التشدد والتكفير ومحاولة فرض التغيير بالقوة أمر يخالف صحيح الدين، بل يشوه الإسلام كعقيدة تدعو للتسامح والتآخي.

- هل يمكن أن تتغير استراتيجيتكم في دعم بقاء بشار الأسد في الحكم؟
• بشار الأسد موجود في الحكم وفقًا لانتخابات شعبية، ومن ثم فهو يعبر عن إرادة المواطنين السوريين ولذلك نحن نؤيده باعتباره رئيسًا شرعيًا، وإيران دولة كبيرة تحترم القانون وتحرص على دعم ومساندة إرادة الشعوب الصديقة مثل سورية ولو كانت نتائج الانتخابات أتت بمرشح آخر، كنا على الفور سنؤيده، وبناء على ذلك فإن رؤية إيران بأن إطاحة الرؤساء المنتخبين لا يصب في مصلحة المنطقة ولا الشعوب ويدعم الإرهاب وينشر الفوضى وهذا ما أثبتته التطورات الأخيرة.

- ما ردك على المخاوف من سعيكم الدائم لنشر التشيع في البلاد العربية؟
• هذه مخاوف لا مبرر منها، لو كان هذا صحيحًا كنا بدأنا بتشييع سنة إيران وهذا لم يحدث بل القوانين تحظر ممارسة أنشطة شيعية داخل التجمعات السكانية السنية، وأن هذه المخاوف مصدرها بعض التيارات المتشددة التي تبحث عن أعداء تمارس ضدهم التكفير والإقصاء حتى لو كانوا من المذهب الديني الواحد نفسه.

- لكن المغرب طردت بعض الدبلوماسيين وكذلك السودان أغلق لكم بعض المراكز الثقافية للسبب نفسه؟
• بالنسبة للمغرب العلاقات عادت إلى سابق عهدها، بعد توضيح الرؤية وإظهار الحقيقة، أما بالنسبة للسودان فهناك تيارات متشددة كثيرة، واعتدنا أن تكون دائمًا علاقتنا معهم ضحية تقاربهم مع بعض دول الخليج، ولا نسعى إلى نشر التشيع من خلال المراكز الثقافية بل المهم لدينا نشر الثقافة والحضارة الإيرانية وهذه أمور مشروعة ويمارسها كثير من دول العالم.

- هل تتوقع إعدام السعودية الداعية الشيعي نمر النمر، وما موقفكم من هذه القضية؟
• لا أتصور أن هناك عاقلاً في السعودية يمكن أن يقدم على مثل هذه الخطوة، لأنهم لا يضمنون ردة الفعل لدى شيعة السعودية على مثل هذه الخطوة خاصة أن الشيخ نمر له أتباع ومناصرون كثر ليس بالسعودية وحدها بل في الخليج عمومًا.

- ما تفسيرك لسيطرة الحوثيين على مفاصل اليمن؟
• هناك تهويل كبير في حجم الحوثيين، فقد صور الإعلام المصري أنهم يهددون باب المندب وهناك خطر على الملاحة وقناة السويس وما إلى ذلك، وأعجبني رد من قائد البحرية المصرية الذي فند هذه المزاعم ونفاها تمامًا، والقضية أن الحوثيين لهم مطالب مشروعة تتعلق باختيار ثلاثة وزراء في الحكومة وهذا أظنه مطلبًا طبيعيًا، كما أن إيران ليس لها دخل بالشأن الداخلي اليمني وتتابع ما يجري فيها عن كثب.

محموديان لـ «بوابة الوسط»: سفير إيران سيعود لطرابلس قريبًا دعمًا للشرعية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
وصول أولى رحلات شركة الخطوط الجوية التركية إلى مطار معيتيقة
وصول أولى رحلات شركة الخطوط الجوية التركية إلى مطار معيتيقة
«المركزي»: فتح 339 اعتمادًا مستنديًا للشركات
«المركزي»: فتح 339 اعتمادًا مستنديًا للشركات
«بلومبيرغ»: استبدال عون «الدراماتيكي» قد ينعش إنتاج النفط في ليبيا
«بلومبيرغ»: استبدال عون «الدراماتيكي» قد ينعش إنتاج النفط في ...
الشهوبي: عودة الخطوط التركية إلى ليبيا تعزز التزامنا بمعايير الطيران المدني
الشهوبي: عودة الخطوط التركية إلى ليبيا تعزز التزامنا بمعايير ...
«اقتصاد بلس» ترصد: «مطاردة» السلع المدعومة.. لتخفيف وطأة الغلاء
«اقتصاد بلس» ترصد: «مطاردة» السلع المدعومة.. لتخفيف وطأة الغلاء
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم