Atwasat

هل تفتت «المعركة من أجل بنغازي» ليبيا؟

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 09 سبتمبر 2014, 10:25 مساء
WTV_Frequency

لا تزال القوات الليبية الموالية للحكومة الموقتة التي تعاني جرّاء سقوط العاصمة تقاتل لمنع المتطرفين من الاستيلاء على مدينة بنغازي في الشرق، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى تقسيم الدولة الواقعة في الشمال الأفريقي إلى ثلاث مناطق متحاربة.

وبعد ثلاثة أسابيع من فقد طرابلس لصالح مجموعات مسلحة أخرى، يواجه الجيش الآن هجومًا في ثاني أكبر المدن الليبية يشنه إسلاميو جماعة «أنصار الشريعة» الذين اجتاحوا قواعد القوات الخاصة ويهاجمون مطار بنغازي.

وتذكر «رويترز» أن سقوط بنغازي لن يدع الحكومة عاجزة بلا سيادة وحسب، بل سيزيد خطر سقوط البلاد في أمر واقع تمثله ثلاث مناطق شبه مستقلة: متشددون يطالبون بحكم إسلامي، بينما تطالب مجموعات مسلحة أخرى بسلطات أكبر للمنطقة الشرقية.

ووجهت الفصائل التي اتحدت في انتفاضة العام 2011 ضد معمر القذافي أسلحتها إلى بعضها البعض؛ الأمر الذي جعل ليبيا تسقط في الفوضى جراء القتال من أجل السلطة والنفط والمال من موازنة الدولة التي تبلغ 47 مليار دولار.

وبدلاً من الديمقراطية التي كانت الدول الغربية تأمل في قيامها في ليبيا عندما ساندت المتمردين ربما تكون البلاد متجهة نحو حرب أهلية تستدعي مقارنات بالدول التي تمزقها الصراعات مثل الصومال واليمن وجنوب السودان.

وسيسمح سقوط بنغازي في يد الإسلاميين بمهاجمة القواعد الموالية للحكومة إلى الشرق؛ الأمر الذي يمثل تهديدًا ممكنًا للبيضاء التي يوجد فيها المجلس الدستوري وطبرق التي فيها الحكومة والبرلمان المنتخب بعد سقوط طرابلس في أيدي تشكيلات مسلحة محسوبة على مصراتة تسمي نفسها «عملية فجر ليبيا».

ويسيطر الإسلاميون المتشددون بالفعل على مدينة درنة الساحلية التي تقع في منتصف الطريق بين بنغازي وطبرق.

ويقول الباحث السياسي ماتيا توالدو من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إن الحكومة المركزية تدير الآن دولة صغيرة مساحتها أقل من ثلث مساحة ليبيا. وقال: «بين فجر (ليبيا) وأنصار الشريعة تسيطر (الحكومة) على جزء كبير يمتد من بنغازي إلى الحدود مع تونس».

دولة مقسمة
وتقول «رويترز» إنه «ينطوي الصراع على مخاطرة تتمثل في تدخل دول من المنطقة مثل مصر والإمارات العربية المتحدة تخشى أن تتحول البلاد إلى ملجأ آمن للإسلاميين المتشددين».

وقال مسؤولون أميركيون إن البلدين قصفا مواقع لمسلحي مصراتة في طرابلس الشهر الماضي، لكن ذلك لم يمنع سقوط العاصمة.

وتتعامل الأجزاء المتنافسة من ليبيا بالفعل مع بعضها البعض ككيانات مختلفة. أقام الحكام الجدد في طرابلس برلمانًا وحكومة في وقت يستولون فيه على مباني أربع وزارات على الأقل والتلفزيون الرسمي.

ولم تعد هناك تقريبًا رحلات جوية بين المطارات الغربية التي تخضع لميليشيا مصراتة والمطارات الشرقية التي تسيطر عليها الحكومة.

وسعت الحكومة المطرودة من طرابلس، وفقًا لـ«رويترز»، وقواتها لتعزيز وضعها بالتحالف مع الجنرال المتقاعد خليفة حفتر الذي اتهمته الحكومة قبل ذلك بمحاولة الانقلاب عليها.

وفي ظل الوجود الشكلي للجيش والشرطة يحتاج البرلمان إلى حفتر الذي يقود القواعد الجوية في الشرق لمواجهة أنصار الشريعة والتشكيلات المسلحة التي تقودها مصراتة. لكن قوته النيرانية لم توقف تقدم الإسلاميين في بنغازي.

ويقول محللون إن ما يزيد قلق الحكومة أن هناك علامات على صلات أولية بين عدويها الرئيسيين في وقت عرضت فيه جماعة أنصار الشريعة التعاون مع عملية فجر ليبيا. ولم ترد القوات التي تقودها مصراتة على العرض، لكن بعض مؤيديها يساندون الإسلاميين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتبين صور نشرت في «فيسبوك» أنه بعد انتصار مسلحين محسوبين على مصراتة ظهرت عناصر في طرابلس من أنصار الشريعة التي تتهمها الولايات المتحدة بقتل السفير الأميركي في هجوم ببنغازي في سبتمبر 2012.

الوساطة
تصف قوات مصراتة وإسلاميون في بنغازي أنفسهم بأنهم قوات ثورية تقاتل ما تصفه بأنه عناصر نظام القذافي.

ويشيرون إلى أن حفتر كان قائدًا كبيرًا في الجيش الليبي قبل أن يختلف مع القذافي، وأن بعض المقاتلين من التشكيلات المسلحة المتحالفة مع حفتر من منطقة الزنتان الغربية جزء من قوات القذافي الأمنية.

وقال معلق في محطة تلفزيون تسيطر عليها مصراتة، مبررًا الهجوم في طرابلس، إن هناك حاجة للتخلص من قوات القذافي التي لا تزال مسيطرة. ومن جانبهم يرى حفتر والزنتانيون أن معركتهم محاولة لمنع سقوط ليبيا في أيدي الإسلاميين.

وتحاول الأمم المتحدة الجمع بين حكام طرابلس الجدد والنواب المنتخبين على مائدة مفاوضات.

لكن ديرك فاندويل مؤلف كتاب «تاريخ ليبيا الحديث» قال إن أي تحالف بين مصراتة والقوى الإسلامية سيكون تكتيكيًا على الأرجح بهدف التخلص من الحكومة كما حدث عندما اتفقوا وقت الانتفاضة على عهد القذافي. وقال: «فعليًا كل التعاون الذي نشهده الآن بين جماعات معينة من الميليشيات هو بالضرورة تكتيكي وموقت».

وسوف يزيد ذلك احتمال تفتت ليبيا إلى ثلاث دويلات تديرها أجنحة متنافسة: إحداها تقودها مصراتة في الغرب، والثانية يهيمن عليها الإسلاميون في الشرق، والثالثة تديرها حكومة عاجزة في أقصى شرق البلاد.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
شركة الكهرباء: صرف محول لإدارة توزيع سرت بشكل عاجل
شركة الكهرباء: صرف محول لإدارة توزيع سرت بشكل عاجل
«الرقابة على الأغذية» يوضح حقيقة رصد نسب عالية من نترات الصوديوم في الدلاع
«الرقابة على الأغذية» يوضح حقيقة رصد نسب عالية من نترات الصوديوم ...
حالة الطقس في ليبيا (الخميس 25 أبريل 2024)
حالة الطقس في ليبيا (الخميس 25 أبريل 2024)
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من درنة إلى طبرق
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من درنة إلى طبرق
غسيل الكلى بالمنزل في سرت
غسيل الكلى بالمنزل في سرت
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم