أدان مركز «حصن» للدفاع عن حرية الصحفيين الممارسات القمعية التي تقوم بها مجموعات مسلحة ضد حرية الرأي والتعبير في ليبيا.

وفي تقرير خاص عن الإنتهاكات التي حدثت في شهري يوليو وأغسطس 2014 ضد الإعلام والإعلاميين في مدينة طرابلس، قال المركز «إن الكتائب والمليشيات والمجموعات المسلحة في ليبيا تواصل انتهاك حرية الصحافة والإعلام عن طريق تهديد الصحفيين والإعلاميين والمدونيين وخطفهم والاعتداء عليهم جسديًا ومعنويًا حتى وصل الأمر إلى إغتيال بعضهم».

وأعرب المركز الذي يتخذ من العاصمة طرابلس مقرا له، عن رفضه لحملات التحريض على استعمال العنف مهما كانت جهته، مؤكدًا إستمراره في رصد وتوثيق الانتهاكات التي تهدف إلى قمع الرأي وحرية التعبير وكشف خطورتها على سلامة وحياة العاملين في مجال الإعلام وسلامة عائلاتهم.

ودعا المركز المؤسسات الحقوقية والقانونية والإعلامية، ومؤسسات المجتمع المدني إلى التحرك الجاد والفوري لإيقاف هذه الانتهاكات الصارخة لحرية الرأي والتعبير والاعلام، وطالب كافة المجموعات المسلحة بالكف عن تهديد الإعلاميين ومؤسساتهم كما طالب كافة السلطات المعنية بالعمل السريع لوضع حد للإعتداءات المتكررة على الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية العامة والخاصة، وبسرعة فتح التحقيقات للنظر في هذه الانتهاكات المخالفة للقوانين المحلية والدولية وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة في أسرع وقت.

وأوضح مركز حصن أنه يدعو في الوقت نفسه إلى ملاحقة قانونية للإعلاميين والمؤسسات الإعلامية في حالة عدم قيامهم بواجباتهم الإعلامية بمهنية وموضوعية فى نقل الأحداث والحقائق إلى الرأي العام الليبي والدولي أو وقوع تجاوزات من طرفها مثل الإخلال بالمعايير المتعارف عليها مثل الإنحياز إلى طرف دون وجه حق على حساب الطرف الأخر في النزاع الدائر حاليًا في ليبيا، أو قامت بإرتكاب جرائم صحفية يعاقب عليها القانون مثل التحريض على العنف أو الإنتقام أو التمييز العنصري أو الدعوة إلى الحرب والإقتتال أو نشر أخبار مضللة الهدف منها تأجيج الصراع وتضليل الرأي العام لحساب طرف معين.

وشدد «حصن» على ضرورة إلتزام كافة الصحفيين والإعلاميين بضرورة التحري التام والتثبت قبل نشر الأخبار، مذكرًا بأن المادة 20 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية تحظر قانونيًا الدعاية للحرب كما تحظر دعاوي الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية أو تلك التي تشكل تحريضًا على التمييز أو العداوة أو العنف.

وفيما يلي بعض الإنتهاكات التي رصدها المركز منذ بداية أحداث طرابلس في يوليو 2014:
• في 13 يوليو 2014: مكالمة هاتفية من مراسل «قناة النبأ» صفوان أبو سهمين تكشف عن شخص يطلق على نفسه اسم «أحمد الزنتاني» يرسل تهديدًا بالقتل عبر الهاتف من خلال رسالة نصية للمراسل بسبب مداخلة له على قناة النبأ.

• في25 يوليو 2014: مصادر متعددة، تقارير إعلامية ووكالات الأنباء تؤكد خطف الناشط والمدون عبد المعز بانون على خلفية تدوينات له على الفيس بوك انتقد فيها قوات «فجر ليبيا» واتهامه بأنه ضالع في محاولة «الإنقلاب على الثورة» وبأنه من «أزلام معمر القذافي».

• في 27 يوليو 2014: مصادر مطلعة تكشف عن تداول «قائمة سوداء» على صفحات التواصل الإجتماعي، تتبناها مجموعة تطلق على نفسها اسم «الجيش الإلكتروني»، أدرج بها أسماء العديد من النشطاء والصحفيين والمدونين المعارضين للحرب الدائرة في طرابلس.

• في27 يوليو 2014: المدون رامز النويصري يتلقى رسالة تحذير وتهديد بسبب تدوينات له يعترض فيها على الحرب الدائر رحاها في طرابلس وضواحيها.

• في 1 أغسطس 2014: الإعلامي سليمان الباروني وعائلته يتلقون عدة رسائل تهديد بالخطف والقتل على خلفية عمله كمقدم نشرات أخبار في قناة العاصمة. وسيارة بها مسلحون تعترض طريقه أثناء خروجه من مقر عمله حيث أوقفوه وهددوه بالقتل إن لم يقدم استقالته من القناة ويعلن موالاته للعملية العسكرية الجارية في طرابلس ثم قاموا بإطلاق النيران حوله وعلى إطارات سيارته ولاذوا بالفرار. وإتهام أشخاص من مدينة جادو، لسليمان الباروني التي ينتمي إليها بالخيانة على خلفية عدم مناصرته لطرف بعينه في الحرب الدائرة في طرابلس.

• في 1 أغسطس 2014: قناة العاصمة ووكالات الأنباء تؤكد خطف طاقم القناة من ميدان الشهداء أثناء تغطيته لمظاهرة ضد الحرب في طرابلس وبنغازي وهم المصور أحمد العلواني والمراسل محمد حبيب. وتم إطلاق سراحهم يوم 6 أغسطس 2014 بعد تعرضهم لمعاملة سيئة إضافة إلى الضرب والتعذيب.

• في 1 أغسطس 2014: المذيع مؤيد المقطف وقناة العاصمة يؤكدان نجاة مذيع القناة العاصمة مؤيد خليفة المقطف بعد محاولة إغتياله بإطلاق وابل من الرصاص عليه من قبل مجهولين بمنطقة «أبي سليم» بطرابلس.

• في 3 أغسطس 2014: قناة ليبيا الدولية تؤكد محاولة خطف مذيعها محمد الطياري أثناء رجوعه إلى بيته في منطقة جنزور بسبب عمله في القناة.
• في 17 أغسطس 2014: مصادر مطلعة وموثوقة تؤكد العثور على تسجيلات صوتية ومرئية تحتوي على تحريض مباشر من قبل أطراف متعددة بالتعدي على الكثير من الإعلاميين والإعلاميات والمؤسسات الإعلامية.

• في 18 أغسطس 2014: تقارير إخبارية وموظفين عاملين بقناة الوطنية يقولون إن قوة الردع الخاصة بطرابلس تقتحم مقر القناة وتمنع المدير التنفيذي لها طارق الهوني ونائبه يوسف شلتوت من الدخول إليها وتهديد عدد من الإعلاميين والموظفين في القناة بضرورة الإنصياع للأوامر الصادرة من الإدارة الجديدة.

• في 18 أغسطس 2014: شاهد عيان يقول إنه تم خطف المخرج التليفزيوني أسامة راشد من قبل مسلحين وهو في طريق عودته إلى منزله في منطقة جنزور. ويعمل أسامة مخرجا تليفزيونيا بقناتي «ليبيا الرياضية» و«ليبيا الدولية». وأطلق سراحه بعد أيام من خطفه بعد تعرضه للضرب والتعذيب ومصادرة كافة الأجهزة والكاميرات التي كانت بحوزته.

• في 24 أغسطس 2014: وكالات الأنباء تؤكد اقتحام مبنى قناة العاصمة بقرجي ونهب محتوياته وحرقه وخطف طاقم المناوبة الليلي للقناة المكون من فنيين ليبيين ومهندسين من دولة الفلبين ومهندس إرسال مصري وعناصر حراسة من دولة مالي.

• في 25 أغسطس 2014: مصادر متعددة، وتقارير إعلامية ووكالات الأنباء تؤكد نهب وحرق وتدمير منازل كل من: الإعلامي حسام الدين التائب، المذيع بقناة العاصمة في طرابلس. والصحفي محمود المصراتي، رئيس تحرير صحيفة ليبيا الجديدة بطرابلس. ومدير قناة العاصمة جمعة الأسطى. ومراسل قناة العربية في طرابلس الصحفي محمود الفرجاني.

• في 25 أغسطس 2014: تقارير إعلامية موثوقة تؤكد أن قوات تابعة لعملية «فجر ليبيا» تعلن أنها ستقتحم أي قناة تعارض العملية العسكرية وستقوم باعتقال كافة موظفيها.

• في 25 أغسطس 2014: تقارير إعلامية ووكالات الأنباء تؤكد اقتحام مبنى قناة ليبيا الدولية الكائن بطريق المطار بطرابلس ونهب محتوياته واحتلاله من قبل مجموعة تتبع عملية «فجر ليبيا».

• في 26 أغسطس 2014: قناة العاصمة ومصادر أخرى مطلعة تؤد خطف المهندس طارق الدرسي أحد العاملين بالقناة بالإضافة إلى خطف زميليه سعد زاقوب وحسام الدين محمد المصري من قبل مجهولين.

• في 26 أغسطس 2014: مصادر مطلعة ومتعددة تؤكد إنتشار قوائم تحوي أسماء صحفيين وإعلاميين بدعوى القبض عليهم من قبل بعض المجموعات المسلحة ثبت أنها مختلقة وغير حقيقية، حيث قامت «حصن» بالاتصال بمن هم في القائمة وتبين أنهم بخير ويتمتعون بحريتهم.