نفى رئيس الكونغرس العالمي للأمازيغ فتحي بن خليفة تقديم استقالته من منصبه.

وقال في تصريح إلى «بوابة الوسط» إنها ليست استقالة بالمعنى التقليدي، هي التزامٌ بتوقيت انتهاء مهمة الرئاسة. الرئاسة عبارة عن تكليف بمهمة محددة الصلاحيات والآجال، بناء على انتخابات يجريها المجلس الفيدرالي للكونغرس، والذي يمثل الأمازيغ المنضويين تحت مظلة الكونغرس من جميع أقطار الشمال الأفريقي ودول المهجر.

وأضاف بن خليفة: «حاولت الالتزام الصارم بتلك الصلاحيات الرئاسية وآجالها، وكان من المقرر أن يتم تسليم المهام الرئاسية يوم 21 أغسطس لمناسبة المؤتمر السابع الذي كان مقررًا انعقاده في مدينة زوارة، ولكن ولظروف الحرب الأهلية في ليبيا، تأجل المؤتمر لأجل غير مسمى، وأنا رفضت أن أمدد أجل رئاستي ولو ليوم واحد بعد 21 أغسطس، ولو بدعوى الظروف الطارئة، أو المرحلة الاستثنائية أو التوقيت الدقيق ... إلخ، وكما صرَّحت سابقًا ليست الرئاسة ما يدفعنا للكفاح والنضال، بل هو نداء الواجب والحق، وأنا لا زلت وسأظل وفيًّا ومخلصًا للعمل الجماعي الأمازيغي ورهن إشارة الكونغرس ورئاسته المتجددة».

وعن سؤال لماذا الاستقالة فى هذا الوقت ؟ أجاب بن خليفة «أعتقد بأنني أجبتك، ولكنني قد أضيف سؤال على سؤالك: لماذا بهذا الشكل الصارم في التقييد بالآجال الرئاسية؟ نعم أستطيع أن أقول: هو الحرص الشديد جداً على مستقبل الكونغرس العالمي الأمازيغي، هو الحرص الشديد على محاولة ترسيخ مبدأ التداول المتحضر على المسؤوليات داخل إطار الكونغرس، محاولة تبيان وتوضيح .. بل تأكيد بأن مسؤوليات الكونغرس لا تعني الرئاسات، ولا الرئاسات هي الدافع وراء الانضمام للكونغرس، بكل شجاعة أدبية أقول: نعم من أكبر الإشكاليات التي واجهها التنظيم منذ تأسيسه، هي الإشكاليات الرئاسية، وتركة الانشقاقات والتصدع التي ورثها خلال فترتي الرئاسية، من الرئاسات السابقة، والتي بذلت ما في استطاعتي لتجاوزها، كانت نتيجة المنافسات الرئاسية المحمومة، والخلافات العميقة والتي وصلت إلى حدود المحاكم والقضاء وساحات الإعلام، وكان لابد من تغيير حقيقي وملموس في هذه الممارسات، ولهذا كنت حاسماً في البدء بنفسي».

وأضاف بن خليفة «من جانب آخر ترسيخ مبدأ عدم ربط المؤسسات بالأشخاص، فالكونغرس ليس الرئيس، ولا الرئيس هو الكونغرس، الرئيس هو عبارة عن خادم أمين على أمانة صون المنظمة وتسييرها، وفق صلاحيات وآجال محددة كما ذكرت، وبمجرد انتهاء مهامه، عليه أن يسلم المسؤولية لمن يليه».

وعن رؤيته لمستقبل الكونغرس قال بن خليفة «مستقبل الكونغرس مرتبط بمصير الأمازيغ، الكونغرس عبارة عن بوصلة حراك ونشاط وثورات الأمازيغ في ربوع تمازغا،، بقوتهم وعزيمتهم يقوى الكونغرس وتشتد شوكته، وأعتقد أن الكونغرس اليوم أفضل وأسلم من أي وقت مضى، ومؤمن بأنه سيكون أقوى في الغد القريب، وبهذه المناسبة أحيي زميلي ورفيق النضال، نائبي سابقاً ورئيسي حالياً، الأستاذ خالد الزيراري، على مهمة الرئاسة التي كسبها بثقة زملائه ورفاقه بالمجلس الفيدرالي، وأنا كلي ثقة بأنه الاختيار الأنسب للمرحلة، وأجدد بأنني مجند بكل طاقاتي رهن إشارته وتعليماته، وأحث كل نشطاء القضية الأمازيغية عبر العالم أن يكونوا في الموعد حين يتم الفصل في مكان وزمان إنعقاد المؤتمر السابع، وأن ينضموا بكثافة وبجد، فالزمن زمننا والأرض أرضنا والتاريخ تاريخنا ونحن من نصنعه».

يذكر أن فتحي بن خليفة هو أول ليبي يُنتخب رئيسًا للكونغرس العالمي للأمازيغ.