أصبحت الحياة في العاصمة طرابلس أشبه بـ «حكاية مدينتين» بعد سيطرة عملية فجر ليبيا عليها، وما استتبع ذلك من معاناة الأسر الليبية بالجانب الغربي من المدينة، حيث تضطر عائلات كثيرة لإبعاد النساء من المنازل خوفًا على سلامتهن، ليبقى الرجال أمام خيارين كليهما صعب، إما المغادرة بحثًا عن الأمن وترك منازلهم الفارهة للنهب والتخريب، أو البقاء فيها محاولة للحفاظ على ممتلكاتهم والتعايش مع الخوف من إيذاء «الميلشيات».
ووفقًا لتقرير نشرته اليوم الاثنين صحيفة «ذا غارديان» على موقعها الإلكتروني، فإن إحدى السمات التي ظهرت مع سقوط طرابلس في أيدي عملية فجر ليبيا، بعد معركة استمرت خمسة أسابيع، هي ترصُّد الأفراد تبعًا لانتماءاتهم الإسمية، فمن توحي أسماؤهم بالانتماء لقبيلة محددة بغض النظر عن آرائهم وصلتهم الفعلية بهذه القبيلة معرضون للخطر، وأضاف أن طرابلس الآن أصبحت «حكاية مدينتين»، يجوب الخوف جانبها الغربي، وربما عادت الحياة الطبيعية جزئيًا لجانبها الشرقي الذي يسكنه كثير من داعمي عملية فجر ليبيا.
ورصد التقرير أعمال التخريب التي طالت طرابلس أخيرًا بدءًا من المباني الحكومية وإلى تمثال الغزالة الشهير بطرابلس والسيطرة على مبنى السفارة الأميركية.
وأشار لمعاناة داعمي الحكومة في المدينة، فيمكن رؤية أعمدة الدخان المتصاعدة من منازلهم في وضح النهار، فما يتعرضون له يدفعهم «للتمترس» في منازلهم مع قدوم الليل، ولكن لا يبدو أن حكام طرابلس الجدد يملكون المهارات المطلوبة لإدارة مدينتهم الجديدة، وفقًا للتقرير، خاصة مع تكرار انقطاع خدمات المياه والكهرباء والوقود.
تعليقات