Atwasat

تقرير: ماطوس ضحية جديدة في قائمة الجرائم ضد الإنسانية بطرابلس

طرابلس - بوابة الوسط، علي مجاهد الأربعاء 13 أغسطس 2014, 10:28 مساء
WTV_Frequency

كان محمد سعد ماطوس (50 عامًا) رب أسرة وأب لولدين، عبدالرحمن (4 سنوات) وأحمد (عام ونصف)، العامل بأحد حقول النفط في الصحراء الليبية، يتسامر مع جاره أمام بيته في الشارع التاسع بغوط الشعال (غرب العاصمة) هربًا من ضغط الحرارة داخل المنزل في قيظ أغسطس عندما سمعا في الواحدة من صباح هذا اليوم دوي انفجار هائل غير بعيد عنهما فقفزا مذعورين طلبًا للنجاة، إلا أنَّ شظية صاروخ "غراد" لحقت بظهره وأصابته في مقتل ليسقط مضرجًا في دمائه وفارق الحياة على الفور.

ماطوس الرجل الخمسيني لا ينتمي إلى أي فصيل من الجماعات التي تتقاتل في طرابلس وضواحيها منذ شهر، ويجهل مثل سائر الليبيين البسطاء أسباب هذه الاقتتال الدموي، يعمل في مؤسَّسة مدنية في مجال النفط في الصحراء الليبية، وجاء لقضاء إجازته بين أسرته في منزله البسيط الذي لا تتجاوز مساحته 100 متر، ولا يعرف تأكيدًا ولن يعرف أي أحد الشخص الذي شغَّل بطارية الصواريخ ورمى بصاروخ "الموت" مثل رمي حجر النرد على حي غوط الشعال، وهو أكثر الأحياء اكتظاظًا بالسكان وأفقرها غرب طرابلس على بعد حوالي ستة كلم فقط من قلب العاصمة.

رحل الرجل وترك أرملة وطفلين قاصرين يتيمين ولن يعرف قاتله أبدًا والذي كان ربما يُكبّر أو يرقص في هيستيريا ظلام السلطة عندما ضغط على زر تشغيل صاروخ الرعب مثل سائر هؤلاء المسلحين العابثين بحياة المدنيين الليبيين الأبرياء كما تبين "الفيديوهات" المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأبلغ إبراهيم الكوني سعد أحد أقرباء ماطوس "بوابة الوسط" أنَّ أرملته في حالة انهيار تام وفقدت النطق بسبب كارثة فقدان زوجها، علاوة على الصدمة التي أصابتها وطفليها اللذين كانا نائمين واستيقظا مذعورين بسبب قوة الانفجار.

هدوء
وكانت مختلف أحياء العاصمة الليبية شهدت يوم أمس الثلاثاء اشتباكات متقطّعة بين الجماعات المسلحة المتناحرة، وسُمع دوي انفجارات في مناطق متفرقة تردد صداها في قلب العاصمة وضواحيها.

وهدأت هذه الاشتباكات قليلاً مساء إلا أنه فجأة وفي حدود الواحدة من فجر الأربعاء اهتزَّت الأرض والبيوت في الأحياء الواقعة غرب العاصمة بسبب نحو عشرين انفجارًا بحسب شهود عيان قبل أنْ يتَّضح لاحقًا أن العديد من صواريخ "غراد" ضربت منطقة غوط الشعال.

فيما أكَّدت مصادر مطلعة أنَّها كانت موجَّهة إلى موقع شركة التبغ على حدود غوط الشعال، والتي تسيطر عليها وحدات من التشكيلات المسلَّحة المحسوبة على مدينة الزنتان بحسب ما يتردَّد في الشارع الليبي.

نزوح عائلات
واضطر العشرات من العائلات التي تسكن المنطقة إلى ترك بيوتها بعد سقوط سلسلة الصواريخ "العمياء"، كما يطلق عليها العسكريون على منطقتهم ولجؤوا إلى مناطق أكثر أمنًا عند قريب، فيما أمضت الكثير من الأسر الليل مع أطفالها في سياراتهم تحت الجسور أو بالقرب من شاطئ البحر على مستوى مصيف "السندباد" القريب من حي الأعمال وسط العاصمة.

وأبلغ الضابط في مجال التسليح المتقاعد (ب. ش) والذي طلب عدم الكشف عن هويته "بوابة الوسط" أنَّ استخدام صواريخ "غراد" والراجمات محرم في المناطق المدنية الآهلة بالسكان؛ حيث يجب ألا تقل مساحة استخدام الـ"غراد" عن 16 هكتارًا.

بحسب هذا الضابط المتخصص في المدفعية، فإن معظم الذين يستخدمون هذا النوع من السلاح المدمر اليوم ليست لديهم أية دراية بإدارة النيران.
وأضاف أن صواريخ "غراد" ليست أسلحة دقيقة رغم أنها واسعة الانتشار، مؤكدًا أنه لو رميت بصاروخين على نفس البيانات فإن المسافة بينهما تصل إلى غاية 800 م.

وورى محمد سعد ماطوس الثرى عصر هذا اليوم الأربعاء، وستظل روحه ونحيب أرملته ودموع طفليه اليتيمين تطارد أمراء هذه الحرب الكارثية المجنونة، وكل من أطلق رصاصة أو قذيفة أو صاروخًا فيها، وكذلك كل من حرَّض عليها بأية وسيلة كانت في الداخل والخارج.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«وسط الخبر» يستكشف مستقبل الأزمة بعد استقالة باتيلي
«وسط الخبر» يستكشف مستقبل الأزمة بعد استقالة باتيلي
نورلاند يثمن جهود باتيلي ويؤكد ضرورة الانتخابات في ليبيا
نورلاند يثمن جهود باتيلي ويؤكد ضرورة الانتخابات في ليبيا
داخل العدد 439: الحالة الليبية «تستنسخ نفسها».. وأزمة سيولة خانقة
داخل العدد 439: الحالة الليبية «تستنسخ نفسها».. وأزمة سيولة خانقة
«حكومات وولايات وتداعيات».. قناة «الوسط» تبث الحلقة الـ19 من «مئوية ليبيا» الجمعة
«حكومات وولايات وتداعيات».. قناة «الوسط» تبث الحلقة الـ19 من ...
السني: فلسطين استوفت شروط العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.. وليبيا لا تسمح بإدانة المقاومة
السني: فلسطين استوفت شروط العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.. ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم