نشرت مجلة «نيو ستيتسمان» البريطانية مقالاً للكاتب الفرنسي، برنار هنري ليفي، رأى فيه أن حملة «الناتو» أخطأت عندما انسحبت من ليبيا عقب إطاحة القذافي، لأن التخلص من حكم ديكتاتوري والانتقال إلى دولة حديثة لا يمكن أن يحدث في يوم واحد.

وقال الكاتب الفرنسي، إن الدولة التي تتحدث عنها الصحف في الأيام الأخيرة وتصفها بأنها آيلة للسقوط ليست موجودة أصلاً؛ لأن التحالف الذي أطاح القذافي انسحب قبل بناء الدولة ومؤسسات الشرطة والجيش، وكان على الدول التي شاركت في حملة «الناتو» العمل على تطبيق برامج لنزع السلاح وإدماج المقاتلين وكذلك برامج الإدارة والقيادة.

وأضاف ليفني: «كان على الدول العربية العمل على تأمين آبار البترول موضع الصراع بين الجماعات المسلحة هذه الأيام، لكن بدلاً من بذل الجهد لبناء ليبيا قامت بالانسحاب». ورأى أن ما قامت به جميع الدول من إغلاق سفاراتها وسحب موظفيها وتوصيف ليبيا بـ«الدولة الفاشلة» هو تصويرٌ دقيقٌ للأحداث التي ضربت البلاد خلال الثلاث سنوات الماضية، وفقًا للكاتب.

وتابع الكاتب أن الوقت مازال كافيًّا لإصلاح الأمور وإنقاذ ليبيا، وعلى الرغم من وجود الجماعات المسلحة وأعمال العنف الذي أصبح جزءًا من الروتين اليومي، فإن الليبيين تحدوا التعصب الديني بدليل الجنازة المهيبة التي شيعت جثمان الناشطة الحقوقية سلوى بوقعيقيص.

ورأى ليفني أن قوى دولية برعاية الأمم المتحدة سيكون مرحبًا بها في ليبيا ولن تواجه مشكلة في ترويض فرق الموت التي تقوم بكثير من الأعمال الإرهابية.

وأضاف أن الانتخابات الديموقراطية التي أجرتها ليبيا، لم ينجح الإسلاميون فيها ولم يحصلوا على نسب تمثيل كبيرة، حيث حصلوا على 30 مقعدًا فقط من أصل 188 مقعدًا. واعتبر أن انعقاد البرلمان رغم نداءات الإسلاميين بالمقاطعة، يدل على أن ليبيا ليست مكانًا للمتعصبين.

وختم ليفني مقالته بأن ليبيا ليست في حالة حرب أهلية على الرغم من خطر الجماعات المسلحة، ولهذا فإن الوقت مازال مبكرًا لكي تعمل الدول الغربية على مساعدة ليبيا لعبور العام الثالث من ثورتها.