اعتبر مقال لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية، اليوم الخميس، عملية إخلاء الدبلوماسيين من ليبيا هزيمة لكل من الشعب الليبي وحلفائه الغربيين.
وأوضح المقال أنَّ سحب الدبلوماسيين من ليبيا جاء بمثابة هزيمة لليبيين الذين اعتقدوا بإمكانية توحد القوى السياسية لإنقاذ الثورة، ووضعوا ثقتهم في الولايات المتحدة والغرب لمساعدتهم في عبور المرحلة الانتقالية، وهزيمة الدول الغربية الذين اعتقدوا بإمكانية عودة الهدوء والاستقرار إلى ليبيا دون تدخل من جانبهم.
فبعد ثلاث سنوات من حملة الناتو وسقوط القذافي، ما زال الليبيون يبحثون عن وقف للاقتتال بين الجماعات المسلَّحة مع فشل إدارة أوباما والدول الغربية في مساعدة الحكومة والأطراف السياسية للوصول إلى حوار سياسي يضمن الديمقراطية والأمان.
ورأى المقال أنَّ ليبيا تتَّجه نحو مزيد من الفوضى والتناحر مع اشتعال المعارك في طرابلس بين جماعات مسلّحة متنافسة واغتيال بعض الرموز السياسية واختطاف دبلوماسيين، مؤكدًا أن معركة المطار لا تدل إلا على تفكك الدولة وضياع الهدف الذي التف حوله الليبيون أثناء الثورة، وفقًا للكاتب.
وبحسب المقال، فإن غياب حكومة مركزية قوية وفصائل سياسية فعّالة، خلق نوعًا من الفراغ أدَّى إلى ظهور حكومة ظل تستمد قوتها من الجماعات المسلَّحة، وزيادة أعمال العنف التي تبدو بلا نهاية، ومن غير المرجح أن يتمكَّن المقاتلون في ليبيا من حل خلافاتهم بأنفسهم.
وبرغم هذا يعتقد المقال أنَّ ثمة عدة أسباب تدفع للتفاؤل بمستقبل ليبيا، لافتًا إلى أنَّ الأوضاع هناك لم تصل إلى الدموية التي يشهدها العراق وسورية، ومن الممكن أن ينجح البرلمان الجديد في توحيد البلاد.
تعليقات