تجدَّد القصف المدفعي منذ الصباح الباكر الخميس على مطار طرابلس ومحيطه، وطال مناطق السراج والسواني وحي الأكواخ بطريق المطار، فيما اشتكى مواطنون من سقوط قذائف طائشة على مزارعهم وبيوتهم التي تقع على مسافة حوالي عشرين كيلومترًا من مكان القصف.

ورصد مراسل «بوابة الوسط» أصوات قصف تدوي كل خمس أو عشر دقائق وتُسمع من على بعد كيلومترات في الجهة الشرقية من المطار. وأصابت قذيفة حظيرة دواجن بمزرعة المواطن صالح بن رابحة ما أدى إلى إصابة عامل أفريقي بحروق بليغة، وتساقطت عشرون قذيفة على مزرعة عائلة الذيب بمنطقة السواني، كما سقطت قذيفة صاروخية أخرى قرب منزل أحد سكان منطقة عين زارة أدَّت إلى احتراق سيارته جرَّاء القصف الذي لم يتوقف طوال أمس.

حركة نزوح كبيرة شهدتها المنطقة منذ استهداف المطار بالقصف قبل ثلاثة أسابيع تقريبًا خاصة الجهة الشمالية

نزوح السكان
وقال سالم الخيتوني أحد سكان منطقة قصر بن غشير لـ«بوابة الوسط»: إن حركة نزوح كبيرة شهدتها المنطقة منذ استهداف المطار بالقصف قبل ثلاثة أسابيع تقريبًا خاصة الجهة الشمالية التي غادرها سكانها بشكل كامل، ومنها أحياء البريد والملجأ وأبو ظهير والـ108 والمحيط الملاصق للمطار بعد أن تحوّلت المنطقة إلى ساحة حرب وتساقطت القذائف على عدد من مزارع وبيوت ومحال المواطنين هناك.

وأكَّد شاهد عيان «بوابة الوسط» أن قصفًا متبادلاً هو الأعنف الآن تشهده منطقة السراج غرب طرابلس تستخدم فيه راجمات الصواريخ ومدافع الهاون وأصوات انفجارات هي الأولى من نوعها التي تسمع منذ بدء الاشتباكات، وأنَّ السكان المجاورين لمدرسة الغيران الجنوبي بطريق السراج المؤدي إلى منطقة السواني يعيشون حالةً من الهلع نتيجة اشتداد دوي القصف القريب منهم.

تساؤلات
ويتساءل عدد من المواطنين عما يتم قصفه بالسلاح الثقيل بشكل متواصل ولأكثر من ثلاثة أسابيع في غياب أي معلومات من قبل طرفي الاشتباك حول الأهداف التي تتعرَّض للقصف عدا مطار طرابلس الدولي الذي لحق به الدمار بنسبة كبيرة.

في هذه الأثناء يستمر مشهد أرتال السيارة أمام محطات الوقود بالعاصمة طرابلس في انتظار التزود بالبنزين، وشهدت بعض المحطات احتكاكات بين بعض المواطنين وقوات من الأمن حاولت تنظيم عملية التزود بالوقود، مما اضطر رجال الأمن لإطلاق النار في الهواء، ورد مسلحون بإطلاق النار من جهتهم كما حدث في محطة الفرناج الليلة البارحة، أصيب سائق سيارة اليوم بعيار ناري في مشادة أمام محطة عين زارة، فيما بدت المدينة شبه خالية وأقفلت النسبة الأكبر من المحلات التجارية، كما تستمر معاناة السكان إزاء نقص الخدمات وعلى رأسها التيار الكهربائي الذي ينقطع دون سابق إنذار لساعات طويلة.

الوضع المتأزم على مزاج سكان العاصمة؛ بسبب الأزمات المتلاحقة التي تعانيها مدينتهم

سكان العاصمة
وانعكس هذا الوضع المتأزم على مزاج سكان العاصمة؛ بسبب الأزمات المتلاحقة التي تعانيها مدينتهم، ويخشى هؤلاء من أزمة نقص المواد الغذائية في السوق بسبب القصف الذي طال منطقة السواني المعروفة بأنها مركز تجارة الجملة التي تمد الأسواق والمحلات بمختلق المواد الاستهلاكية.

وشهدت المدينة أمس نقصًا في رغيف الخبز بسبب توقف المخابز عن العمل خلال عطلة عيد الفطر واصطف مواطنون في طوابير أمام بعض المخابز في انتظار الحصول على الخبز.