تستمر المعارك حول مطار طرابلس وفي بنغازي ثاني أكبر مدن ليبيا، فيما حدد المؤتمر الوطني العام الرابع من أغسطس موعدًا لتسليم السلطة إلى البرلمان الجديد الذي انتخب في 25 يونيو الماضي.

وأغلق مطار طرابلس منذ اندلاع المعارك بين مجموعات مسلحة متناحرة في 13 يوليو أسفرت عن سقوط 47 قتيلاً على الأقل و120 جريحًا، حسبما ورد في آخر حصيلة لوزارة الصحة الليبية مساء الأحد الماضي.

ووجهت الحكومة الموقّتة صباح الأربعاء نداءً عاجلاً، من أجل وقف فوري للمعارك ليتاح للسلطات مساعدة المدنيين في المنطقة. لكن المواجهات ازدادت اليوم الأربعاء، وسُمع دوي انفجارات سمع من وسط العاصمة الليبية بينما ارتفعت أعمدة من الدخان فوق قطاع المطار.

وأفاد محمد فرحات أحد سكان المنطقة المحيطة بمطار طرابلس بأن «صواريخ سقطت على مساكن، وكثير من العائلات تهرب من المعارك»، وأضاف أن منزله الواقع على طريق المطار أصيب بصاروخ.

التيارات السياسية
ويرى محللون ليبيون تحدثوا إلى «فرانس برس» أن هذه المعارك جزءُ من الصراع على النفوذ بين هذه المناطق وكذلك بين مختلف التيارات السياسية، بينما يستعد البرلمان المنبثق عن الانتخابات التشريعية التي جرت في 25 يونيو لتولي السلطة.

ويقول نواب ومراقبون إن الليبراليين فازوا بعدد من المقاعد أكبر من التي حصل عليها الإسلاميون، الذين أصبحوا يحاولون تحقيق تقدم على الأرض.

وأعلن المؤتمر الوطني العام على موقعه الإلكتروني أنه حدد الرابع من أغسطس موعدًا لتسليم السلطة إلى البرلمان الجديد وسيكون مقره في بنغازي شرق ليبيا، وفق قانون تبناه البرلمان السابق في طرابلس، لكن قسما من النواب يرفض التوجه إلى بنغازي بسبب أعمال العنف شبه اليومية في هذه المدينة.

أعمال عنف
وشهدت بنغازي تصعيدًا في أعمال العنف هذا الأسبوع، حيث قتل 43 شخصًا على الأقل، حسب مصادر طبية وعسكرية، وقتل 5 جنود على الأقل في هجوم انتحاري مزدوج استهدف معسكر القوات الخاصة (الصاعقة) في بنغازي، بحسب ما أفادت مصادر عسكرية وطبية.

ووعد قائد القوات الخاصة في بنغازي ونيس بوخمادة "بمطاردة الإرهابيين في أي مكان"، داعيا كل الوحدات العسكرية في شرق البلاد إلى التجمع في معركة بنغازي.

واندلعت هذه المواجهات الأعنف منذ سقوط النظام السابق في 2011 بعد هجوم شنته مجموعة مسلحة محسوبة على مدينة مصراتة يحاولون طرد  مجموعة محسوبة على مدينة الزنتان من مطار طرابلس.

وسببت المواجهات أضرارًا في المطار وقال عبد المنعم اليسير عضو المؤتمر الوطني العام إن الخسائر قدرت بـ 2 مليار دولار .