وصف مقالٌ نُشر، اليوم الثلاثاء، بموقع "غولف نيوز"، تدخل "الناتو" في ليبيا بـ"المدفوع بالمصالح الشخصية" للدول الغربية، واعتبر أنه هدف إلى إطاحة القذافي وتأمين إمدادات النفط في أفريقيا، مضيفًا أن هدف تحرير ليبيا تم التخلي عنه دون توفير أبسط الضروريات لبناء الدولة وتوفير الأمان.

ويضيف كاتب المقال أن الحكومة الوليدة تتكون من مجموعة سياسية قليلة الخبرة فشلت في مهمة تكوين أسس دولة ديمقراطية في ظل النزاع من أجل السلطة المندلع بين فصائل عرقية ودينية وقبلية، فإطاحة القذافي كانت سببًا في خلق فراغ ملأته جماعات مسلحة وجماعات إسلامية مختلفة.

ويوضح المقال أن ظهور تنظيم "داعش" في العراق يدفع الولايات المتحدة للاستعداد إلى التدخل في ليبيا مرة أخرى؛ حيث أصبحت ليبيا ملاذًا للتشدد الإسلامي، وغارقة بالأسلحة المهربة التي يُقدر عددها بـ 15 مليون قطعة سلاح، فالقضاء على الإسلاميين أصبح من أولويات الغرب في المنطقة، وهذه الأولويات هي التي سترسم مستقبل ليبيا.

ويشير الكاتب إلى أن التاريخ يعيد نفسه مرة أخرى في ليبيا، فليبيا كانت مقسمة إلى ثلاثة كيانات مختلفة هي برقة وطرابلس وفزان، ففكرة البلقنة أو تقسيم الدولة إلى دويلات أصغر مستقلة مطروحة بقوة على الساحة حاليًّا كمخرج للأزمة الليبية.

ويرى الكاتب أن دولتي العراق وليبيا مثلتا تهديدًا للمصالح الغربية وأمن إسرائيل، عندما كانتا موحدتين تحت حكم قوي، وتسبب التدخل الأجنبي في زعزعة استقرار كلتا الدولتين، فمستقبل ليبيا لا يجب أن يُبنى على أساس المصالح الغربية، وعلى الأطراف الليبية الوصول إلى توافق سياسي، يستخدم الثروة النفطية للبلاد في تحقيق طموحات الشعب الليبي، وأي حل آخر لا يعني سوى ضياع الثورة.