قال المندوب الليبي الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير إبراهيم الدباشي: "إن قرار المحكمة الدستورية العليا الصادر اليوم يعتبر عاديًّا جدًّا في الديمقراطيات، لكن في الحالة الليبية يعتبر قرارًا شجاعًا، وهو نقطة مضيئة في هذا الظلام، وأحيي رئيس المحكمة وقضاتها، وأرجو أن يكون الحكم دافعًا للحوار".

وعن الهجوم الذي شنَّه اليوم الممثِّل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة رئيس البعثة الدولية في ليبيا طارق متري حول الأوضاع في ليبا قال الدباشي: "إن طارق متري هو ممثلٌ للمجتمع الدولي، ويقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف، وهو محايدٌ لا يستطيع أن يقول إلا ما يراه بطريقة محايدة، ودون أن نفسره على أنه انتهاكٌ للسيادة الليبية".

وأضاف: "تقرير متري أشار هذه المرة إلى الحل العسكري، وقال إنه لا يكفي وهذا منطقي لأن الحل العسكري فعلاً لا يكفي وحده، والأمر يحتاج إلى حوار ونقاش وإقناع ووسطاء لإقناع هؤلاء الأشخاص ليندمجوا في المجتمع الليبي، وطارق متري ليست لديه عصا سحرية لحل مشاكل الليبيين، والذي يجب أن نفهمه أن متري لا يضع دستورًا ولا لائحة داخلية لبرلمان، ولكن الليبيين عليهم العمل وإذا احتاجوا إلى المساعدة فبعثة الأمم المتحدة موجودة للمساعدة".

وفي وقت سابق من اليوم شنَّ المندوب الليبي الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير إبراهيم الدباشي، هجومًا حادًا على حكومة بلاده، واتهمها بالابتزاز وإهدار المال العام، واعترف السفير الليبي بالإخفاق السياسي لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا خلال العامين الماضيين، نتيجة عدم رغبة بعض القيادات في بلاده في الاستعانة بها.

وناشد الدباشي أعضاء المجلس الإسراع بتقديم المساعدات إلى ليبيا، من أجل بناء الجيش وتسليحه بأسرع ما يمكن وعودة الشرطة إلى مراكزها وفرض العقوبات على كل مَن يعرقل عملية التحول الديمقراطي.

كما أكد المندوب الليبي، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي التي عُقدت اليوم حول ليبيا، "أن ضباط الجيش الليبي عازمون على إعادة تنظيم أنفسهم، وتطهير صفوفهم لحماية مكتسبات ثورة 17 فبراير، ونشر الأمن في ربوع ليبيا، ومراقبة حدودها".

واتهم الدباشي، في إحاطته التي قدَّمها إلى أعضاء مجلس الأمن اليوم، القادة السياسيين في بلاده وقادة المجموعات المسلحة بالسعي إلى شيطنة كل أفراد وضباط الجيش الليبي ورجال الأمن، بهدف منع عودة الجيش وضمان خلو البلد من أية قوة مسلحة مركزية يمكن أن توقف ابتزاز الحكومة وإهدارها المال العام".

وطالب المندوب الليبي أعضاء مجلس الأمن الدولي بتقديم المساعدة العاجلة لبلاده، بهدف حث البرلمان الجديد في ليبيا على ممارسة مهامه بطريقة صحيحة، ومساعدته هو والحكومة المنبثقة منه للاتجاه فورًا إلى إعادة تنظيم الجيش الليبي وتسليحه وفقًا للمعايير الدولية، وتعزيز أجهزة الحكم المحلي في إقامة إدارات محلية فعالة وخاضعة للمحاسبة، ودعوة جميع الأطراف الليبية إلى إيجاد المناخ المناسب لإجراء انتخابات البرلمان يوم 25 يونيو الجاري، في أجواء سلمية آمنة.

كما أشاد الدباشي بدور بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، إلا أنه استدرك قائلاً لأعضاء المجلس: "لم تحقق البعثة شيئًا على المستوى السياسي، نتيجة عدم رغبة قيادات ليبية في الاستعانة بها، ونتيجة لغياب المؤسسات القادرة على استيعاب المساعدة في مختلف القطاعات".