Atwasat

أزمة السيولة تقود الليبيين نحو الدفع الإلكتروني رغم المحاذير

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 11 أغسطس 2017, 12:15 مساء
WTV_Frequency

«ادفع لي»، و«موبي كاش» أنظمة دفع إلكتروني اضطر المواطنون إلى اللجوء إليها؛ لقضاء احتياجاتهم، هرباً من وقوفهم بالساعات أمام فروع البنوك لصرف مرتباتهم. وهي أنظمة دفع آلي لجأت إليها البنوك كأحد الحلول لنقص السيولة أو تأخر وصولها إلى فروعها، لصرف مرتبات العاملين بالدولة.

لمطالعة العدد 90 من جريدة «الوسط» اضغط هنا

وهي الأزمة التي تفاقمت منذ العام 2014، حين امتد الانقسام السياسي إلى المؤسسات الاقتصادية السيادية، خصوصاً المصرف المركزي، الذي أصبح ذا إدارتين.. الأولى في طرابلس، والثانية في بنغازي.

وأسفر تنامي التضخم واستمرار أزمة السيولة عن استفحال ظاهرة طوابير المتعاملين أمام المصارف في المناطق الليبية المختلفة، إذ لم يعد كثيرون قادرين على قبض رواتبهم.

أيمن العبيدي: الأسعار أزيد بنحو 40% في حال رغبت الشراء عبر «ادفع لي»

وفي تقرير لـ«فرانس برس» استطلعت الوكالة آراء عدد من المواطنين حول أنظمة الدفع الإلكتروني، قالت فيه إن المواطنين اضطروا إلى قبولها، لكنها لم تنجح في كسب ثقة البعض جراء مخاوف من وجود حالات استغلال.

في بنغازي، يتيح مصرف التجارة والتنمية عبر خدمة «ادفع لي» ومصرف الوحدة عبر خدمة «موبي كاش» للمتعاملين دفع ثمن المشتريات وفواتير المطاعم والصيدليات والمستشفيات دون الحاجة إلى السيولة.

وفي متجر كبير في بنغازي، ثاني كبرى مدن ليبيا، نقلت «فرانس برس» عن سعيد فايز فضل الله (35 عاماً) الذي يستخدم تطبيقاً في هاتفه المحمول ليدفع ثمن عربة مليئة بالسلع: «لقد حلوا لنا مشكلة فعلية، لم أعد أهتم بالوقوف لساعات أو أيام بانتظار سحب جزء بسيط من راتبي».

ولكن لا يبدو أن الكل راضٍ عن هذه الخدمات الإلكترونية، فأمام المتجر ذاته في بنغازي، يشكك أيمن العبيدي (46 عاماً) في فعالية أنظمة الدفع الجديدة، مع أنه خرج ويداه محملتان بالأغراض.
ويوضح: «لم تعد هذه الطريقة مجدية، قالوا لنا (...) منذ انطلاق هذه الخدمة إن الأسعار ستظل كما هي، لكنها أزيد بنحو 40% في حال رغبت الشراء عبر (ادفع لي)، كما أن العديد من السلع ذات الجودة العالية اختفت من الأسواق التي تتعامل بالخدمة، وتم استبدال بضائع سيئة المنشأ والجودة بها، ونحن مضطرون لشرائها».

المعتصم الفيتوري: المعاملات آمنة ولا تحتاج لاستخدام هاتف ذكي عند الدفع

غياب الثقة
ومنذ العام 2014، لم يتمكن كثير من الليبيين من استخدام حساباتهم المصرفية. وواجهوا برد الشتاء وحر الصيف وهم يسمعون الإشاعات التي تفيد بعودة السيولة، حيث اصطفوا لساعات دون أية ضمانات بأنهم سيتمكنون من سحب أموالهم. وبذلك، دمرت الأزمة ثقة الناس بالقطاع المالي.

وأكد موظف في أحد المصارف، طلب عدم الكشف عن هويته، لوكالة «فرانس برس» أن «الناس لم يعودوا يثقون بالبنوك».

وأضاف: «يريدون التأكد من أن بإمكانهم سحب الأموال النقدية الكافية في حال حدث أمر ما، أو أغلقت المصارف أبوابها، أو في حال عدم تمكنهم من مغادرة منازلهم».

ولا تزال رواتب موظفي القطاع الحكومي الواسع تصب مباشرة في حساباتهم البنكية، وهو ما اضطر كثيراً منهم لاستخدام أنظمة الدفع الإلكتروني لاستخدام أموالهم.

ويسمح هذا النوع من الخدمات للمشترين بتحويل الأموال إلى حساب البائع. ومن ثم يحصلون على رسالة نصية عبر الهاتف تبلغهم بأن العملية الشرائية قد تمت.

وفي هذا السياق، يؤكد الناطق الرسمي باسم مصرف الوحدة، المعتصم الفيتوري، أن المعاملات آمنة عبر «موبي كاش»، ويضيف: «لا تحتاج بالضرورة لاستخدام هاتف نقال ذكي عند عملية الدفع، كما لا تحتاج من التاجر امتلاك جهاز نقطة بيع (بي أو إس) تقليدي»، إلا أن البنوك تدرك أن هذه الخدمات قد تتعرض للاستغلال. وعلى موقعه عبر الإنترنت، يدعو مصرف التجارة والتنمية المتعاملين إلى الإبلاغ عن أية زيادات في الأسعار عند الدفع عبر «ادفع لي».

مصرفي: لم يعد الناس يثقون بالبنوك فهم يريدون التأكد من إمكانية سحب الأموال النقدية الكافية

وتخلَّ العديد من المتاجر التي كانت في البداية متحمسة لخدمات الدفع الإلكتروني عن قبول التعامل عبر هذه التطبيقات.

ويشير صلاح العقوري، وهو صاحب أحد المحال التجارية، حيث يدفع زبائنه له عبر «ادفع لي» إلى أن «المصرف لم يفي بالتزاماته معنا».

ويضيف: «لقد قال إنه بإمكاننا سحب 25% نقدياً متى نشاء من قيمة المبيعات بهذه الخدمة، لكنه عجز عن الإيفاء بذلك وهو ما جعل العديد يوقف التعامل بها أو يرفع أسعار مبيعاته (...) وهذا يعمق الأزمة ويسبب ارتفاع الأسعار أمام الجميع».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«المركزي»: فتح 339 اعتمادًا مستنديًا للشركات
«المركزي»: فتح 339 اعتمادًا مستنديًا للشركات
«بلومبيرغ»: استبدال عون «الدراماتيكي» قد ينعش إنتاج النفط في ليبيا
«بلومبيرغ»: استبدال عون «الدراماتيكي» قد ينعش إنتاج النفط في ...
الشهوبي: عودة الخطوط التركية إلى ليبيا تعزز التزامنا بمعايير الطيران المدني
الشهوبي: عودة الخطوط التركية إلى ليبيا تعزز التزامنا بمعايير ...
«اقتصاد بلس» ترصد: «مطاردة» السلع المدعومة.. لتخفيف وطأة الغلاء
«اقتصاد بلس» ترصد: «مطاردة» السلع المدعومة.. لتخفيف وطأة الغلاء
العقيبي: مجلس النواب يحقق في استثناء تجار من «ضريبة الدولار»
العقيبي: مجلس النواب يحقق في استثناء تجار من «ضريبة الدولار»
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم