قال عضو فريق الحوار نوري العبار، اليوم الخميس، إنه صار ضروريًا على كل القوى الوطنية الفاعلة أن تستأنف النظر والتفكير في حل الأزمة من كل الزوايا والأبعاد الممكنة، والاستعداد الكامل للانفتاح على الرؤى والمعالجات الحساسة وقبول ما تفرضه من تنازلات مؤلمة لأجل إنقاذ ليبيا.

وتساءل العبار في بيان اطلعت عليه «بوابة الوسط» عن قدرة الاتفاق السياسي بوضعه الراهن على حل الأزمة السياسية في البلاد وتحقيق التوافق المرجو منه، «قبل أن يضيع كل شيء»، على حد قوله.

وأشار إلى أن محاولة عدة أطراف إسقاط الاتفاق السياسي أصبح حقيقة موضوعية لا جدال فيها، معتبرًا أنهم لم يكونوا شركاء جادين في إنجاح تنفيذ الاتفاق، بل كانوا على اختلاف أسبابهم تواطؤا على عرقلته بطرق شتى، على الرغم من أنهم كانوا طرفًا مؤثرًا وفاعلاً في الوصول بهذا الاتفاق إلى صيغته النهائية التي جرى التوقيع عليها.

العبار: اتفاق الصخيرات لا يزال يمثل الإطار السياسي المتاح واقعيًا لحلحلة الأزمة الليبية

وتحدث العبار في بيانه عن دور مجلس النواب إذ رأى أن البرلمان واجه كثيرًا من الإشكاليات التي أسهمت في عدم قدرته على اعتماد تنفيذ الاتفاق السياسي بسبب العوائق التنظيمية والمؤسسية، أو بسبب موقفه المتحفظ على بعض بنود الاتفاق.

وأرجع أسباب تعثر أداء المجلس الرئاسي إلى العدول عن فكرة رئيس ونائبين واعتماد توسعته، الأمر الذي تسبب في إعاقة اتخاذ القرار وتحول المجلس إلى مسرح مفتوح لسباق الهيمنة وصراع النفوذ وتمانع الرؤى والمصالحة بين أعضائه؛ مما جعل من هذا المجلس عبئًا إضافيًا ثقيلاً على كاهل الاتفاق.

واعتبر أن المجلس الرئاسي، بصفته قائدًا أعلى للجيش الليبي، فشل في بلورة صيغة ملائمة قابلة للتوافق فيما يتعلق بالمرجعية وتسلسل القيادة في المؤسسة العسكرية، كما فشل في إزالة الالتباس والغموض والهواجس المتبادلة بين الأطراف حول تنفيذ المادة الثامنة من الاتفاق السياسي على حساسية موقعها من أفكار الأطراف المتصارعة.

وفي معرض بيانه ذكر العبار ما وصفه «بالتجاهل اللافت من قبل المجلس لأهمية تكثيف التواصل والحوار والتشاور مع الأطراف الرافضة، والاقتصار على بعض التواصلات الجانبية»، متهمًا «رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج بالسلبية وعزوفه عن استثمار فرص الدعم الكبيرة التي قدمتها الأطراف الدولية فيما يخص الملف الأمني»، كما اتهم رئاسة المجلس بالتجافي عن قبول المبادرات والحلول المقترحة التي قد تشكل مخرجًا من حالة الجمود والتنكل والاختلال الذي ينخر عظام المؤسسة الرئاسية دون الكشف عن أي مشاريع أو خطط أو أفكار بديلة.

وختم بالقول إن بيانه لا يقلل من قناعته بأن اتفاق الصخيرات لا يزال يمثل الإطار السياسي المتاح واقعيًا لحلحلة الأزمة الليبية، دون أن يتجاهل طبيعة القصور والمثالب والثغرات التي شابته.