قال مندوب ليبيا السابق لدى الأمم المتحدة، إبراهيم الدباشي، إن بريطانيا تسعى إلى تعيين مبعوث جديد على رأس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا خلفًا للمبعوث الحالي الألماني، مارتن كوبلر، مشيرًا إلى أن الشخصية البريطانية التي تحاول لندن تعيينها في ليبيا سبق لها العمل منذ العام 2013 في منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الصومال.

واتهم الدباشي عبر صفحته على موقع «فيسبوك»، اليوم الأحد، بريطانيا بالتحرك «بنشاط لضمان استدامة اليد العليا في إدارة الفوضى في ليبيا»، منوهًا إلى أن وزارة الخارجية البريطانية بالتعاون مع جهاز المخابرات الخارجية أم أي 6 «بدأت حملة لتوجيه القرارات المرتقبة للأمين العام الجديد للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرس، خاصة فيما يتعلق بليبيا».

واعتبر مندوب ليبيا السابق لدى الأمم المتحدة أن الحملة البريطانية «تهدف إلى منع الأمين العام الجديد من تعيين شخصية قوية ومحايدة لا تخضع لتوجيهات سفراء بريطانيا وأميركا، على عكس كوبلر، لترأس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا».

ورأى الدباشي أن كوبلر يقدم المبادرات العملية وغير قادر على الخروج من إطار الاستراتيجية العامة لبريطانيا وأميركا في ليبيا والشرق الأوسط بصورة عامة، التي تقوم على إدارة الأزمة بطريقة تضمن استدامة الفوضى مع إيهام الأطراف الفاعلة بأنهما منخرطتان في البحث عن حل سلمي يرضي الجميع».

وأشار الدباشي إلى أنه لم تتم استشارة أي سلطة ليبية عند تعيين كوبلر مبعوثًا أمميًا، والذي وصفه بأنه «أصبح يتصرف كحاكم لليبيا بمساعدة سفيري بريطانيا وأميركا غير المعتمدين، واللذين يمارسان عمليهما خارج إطار القانون والأعراف الدبلوماسية».

ووصف الدباشي الأمين العام الجديد للأمم المتحدة البرتغالي أنطونيو غوتيرس الذي سيتسلم مهامه خلفًا للأمين العام الحالي بان كي مون في أول يناير 2017، بأنه «شخصية برتغالية قوية»، منوهًا إلى أنه «من المنتظر أن يقوم بتغييرات كبيرة في الوظائف العليا بأمانة الأمم المتحدة التي تشمل نائب الأمين العام ووكلاء الأمين العام ومساعدي الأمين العام» للأمم المتحدة.

لكن الدباشي أشار إلى أن «هذه التغييرات قد لا تبدأ قبل شهر مارس المقبل»، لافتًا إلى أنه «يجري الآن التنافس بين الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن لإقناع الأمين العام بمرشحيها للمناصب ذات الأهمية الخاصة لمصالحها، والتأكيد على حقها المكتسب في بعض المناصب الهامة مثل وكيل الأمين العام للشؤون السياسية ووكيل الأمين العام لقوات حفظ السلام ومدير مكتب الأمم المتحدة في جنيف... إلخ».

وذكر الدباشي أن الأمين العام الحالي للأمم المتحدة بان كي مون «وبتوجيه من وكيله للشؤون السياسية فلتمان الأميركي الجنسية لم يستشر الحكومة الليبية عند تعيين كوبلر ذي السمعة السيئة خلال عمله في العراق».

وتوقع أن يجري تعيين المبعوث الأمم الجديد في ليبيا بغير الطريقة السابقة قائلاً: «لا أتوقع أن يقوم الأمين العام الجديد بتعيين خلفه بنفس الطريقة، ولكن قد يستشير مجموعة الرئاسي» التي وصفها بأنها «لا تملك أي سلطة قانونية ولا تملك القدرة على معارضة أي اقتراح بريطاني أو أميركي؛ باعتبار أن مجموعة الرئاسي تستمد شرعية وجودها على الساحة السياسية الليبية من دعم الدولتين وحلفائهما».

وحذر مندوب ليبيا السابق دي الأمم المتحدة في ختام تدوينته على صفحته بموقع «فيسبوك» من تعيين الشخصية البريطانية مبعوثًا أمميًا جديدًا إلى ليبيا قائلاً: «إذا تحقق تعيين كاي في ليبيا فأبشروا بـ(الجنّة) الصومالية».