Atwasat

هل تتجه القوى الغربية لدعم حفتر لحل الأزمة؟

القاهرة - بوابة الوسط: (ترجمة: هبة هشام) الأربعاء 07 ديسمبر 2016, 02:14 مساء
WTV_Frequency

قال الباحث الليبي وزميل معهد «أتلانتيك كاونسيل» للدراسات، كريم ميزران، إن السياسات الأوروبية «محاصرة» بين الدعم المعلن لحكومة الوفاق الوطني ورئيسها فائز السراج، نتيجة مفاوضات سياسية استمرت 18 شهرًا، وبين الحقيقة التي تقول إن «الجهود السياسية والموارد المبذولة لدعم حكومة السراج لا تؤتي ثمارها المرجوة».

وأوضح في مقال نشره موقع معهد «أتلانتيك كاونسيل» أن سلطة حكومة الوفاق الحقيقية مازالت حتى الآن تقتصر على أجزاء من العاصمة طرابلس فقط، مع تراجع الدعم الشعبي لها، وانقسام المجموعات المسلحة التي أعلنت الولاء لها، بل واعتبر كثير من المراقبين أن الاتفاق السياسي الليبي فشل برمته، ونظرًا للمأزق الحالي، شرعت القوى الغربية في البحث عن بدائل تسمح بالخروج من هذا المأزق.

«إنشاء هيكل لقوات أمنية تسمح للمجلس الرئاسي بالعمل بفاعلية واستقلال أمر صعب، وفرص المجلس في توسيع نطاق سيطرته إلى كامل ليبيا ضعيفة»

ورأى الكاتب أن إنشاء هيكل واضح لقوات أمنية تسمح للمجلس الرئاسي بالعمل بفاعلية واستقلال أمر صعب في ظل الفوضى الحالية، مما يصعب أيضًا احتمالات حصول الحكومة على اعتراف من الأطراف في شرق ليبيا، وبالتالي فإن فرص المجلس الرئاسي في توسيع نطاق سيطرته إلى كامل ليبيا ضعيفة، خاصة مع زيادة النفوذ السياسي والعسكري للقوات التي يقودها المشير خليفة حفتر في الشرق.

ولهذا، يتساءل البعض، إذا استطاع حفتر زيادة نفوذه وقوته لفرض سيطرته على المنطقة الغربية في ليبيا وعلى طرابلس، فهل يكون من الأفضل للولايات المتحدة وحلفاؤها الانضمام له ودعم حملته؟

سياسات دولية «غامضة»
ورأى ميزران، في مقاله المنشور الإثنين، أن هذا الاقتراح في حال تبنته القوى الغربية يتضمن عدة خطوات، «أهمها رفع حظر توريد السلاح المفروض على ليبيا لإمداد قوات الجيش الليبي بالسلاح والعدد التي تمكنه من شن حملات عسكرية أوسع نطاقًا ضد القوى المعارضة له في الغرب، إلى جانب السماح لحفتر ببيع النفط من موانئ التصدير الواقعة تحت سيطرته وبالتالي زيادة نفوذه وإجبار معارضيه على الاستسلام. وقد يكون حفتر جزءًا من اتفاق أوسع مع رئيس المجلس الرئاسي، فائز السراج، يعترف حفتر بموجبه بحكومة السراج على أن يكون هو الحاكم الفعلي للبلاد»، لكن اتخاذ قرار مثل هذا ليس سهلاً ولن يجد صدى إيجابيًّا خاصة مع السياسات المعقدة التي اتبعتها القوى الغربية والإقليمية في ليبيا.

فرغم الدعم المعلن للمجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني، وصف ميزران النهج الغربي في ليبيا بـ«الغامض» إذ قدمت كل من فرنسا وبريطانيا دعمًا عسكريًّا بالفعل لقوات حفتر سواء بتوفير خبراء عسكريين أو نشر قواتهم الخاصة على الأرض لمساعدة الجيش. وجاء الموقف الإيطالي متماسكًا في ما يخص دعم المجلس الرئاسي، لكن هناك تقارير أشارت إلى تقارب محتمل مع حفتر، حيث تحدث مسؤولون إيطاليون في أكثر من مناسبة عن أهمية وجود حفتر كجزء من الحل في ليبيا.

تغيير سياسات واشنطن وأوروبا لصالح حفتر لن يُقابل بموافقة من قبل بعض القوى الإقليمية مثل تونس والجزائر وقطر وتركيا على عكس مصر

وظلت السياسة الأميركية واحدة في ليبيا وهي الدعم الكامل لحكومة الوفاق وقواتها في سرت، لكن تغيير الإدارة الأميركية عقب انتخاب دونالد ترامب يثير شكوكًا حول استمرار تلك السياسة، خاصة مع تفضيل ترامب العسكريين.

وبالنسبة للدول الإقليمية مثل مصر وتونس والجزائر، فلا يوجد موقف مشترك يجمعها، إذ أعلنت تونس والجزائر الدعم الكامل لحكومة السراج ورفض أي تدخل غربي، بل وعملتا كوسيط بين الفصائل المتنافسة لحل الأزمة، بينما تتبع مصر نهجًا أكثر حذرًا، حيث دعمت الاتفاق السياسي الليبي علنًا وفي الوقت نفسه ساعدت حفتر لتمكينه من تأمين المنطقة الشرقية في ليبيا وتأمين الحدود المشتركة.

وفي هذا السياق، يرى اللكاتب أن تغيير سياسات واشنطن وأوروبا نحو ليبيا لصالح حفتر لن يُقابل بموافقة من قبل بعض القوى الإقليمية مثل تونس والجزائر وقطر وتركيا على عكس مصر، «فتقوية موقف مصر في ليبيا سيُعد من قبل الكثيرين فشلاً للنخبة الحاكمة وقد يؤدي إلى تصاعد التوترات ويقوض استقرار الدولة، وسيواجه معارضة قوية من قبل قطر وتركيا، اللتين تدعمان التيارات الإسلامية في ليبيا. وعلى الجانب الآخر، تحاول روسيا التقرب من حفتر سعيًا للحصول على موطئ قدم لها في منطقة البحر المتوسط، وأي تقارب غربي مع حفتر سيساعد أهداف موسكو وهو ما ترفضه واشنطن».

داخل حدود ليبيا
وفي داخل ليبيا، طرح المقال سيناريوهات مختلفة لما قد يحدث في حال قرر الغرب دعم حفتر علانية، مثل قيام الأخير بالتفاوض مباشرة مع معارضيه في مصراتة والمدن الأخرى في الغرب للتوصل إلى توافق حول دوره والسياسات الكلية، وفي حال نجح في ذلك سيكون الطريق مفتوحًا إلى طرابلس.

وفي هذه الحالة توقع ميزران تطبيق النهج نفسه الذي اتبعه حفتر في الشرق بإزاحة المسؤولين المدنيين واستبدالهم بآخرين من العسكريين، على كافة مستويات الدولة.

من الأفضل تقديم تشكيل وزاري جديد يضم شخصيات ذات ثقل تستطيع زيادة تأثير الحكومة على الأرض، لتحقيق التوافق، لكن هذا لا يعني إغلاق الباب أمام حفتر

وعلى الجانب الآخر في حال فشلت مفاوضات حفتر مع المدن الأخرى، توقع الكاتب انقسام ليبيا بين ثلاث مناطق نفوذ على الأقل، أو السيناريو الأسوأ وهو حرب أهلية شاملة بين قوات الجيش الليبي ومعارضيه في الغرب.

وفي ظل المواقف المتشددة من قبل جميع الأطراف في ليبيا، يرى ميزران أن الاعتقاد بأن أوروبا وواشنطن تستطيع حل المأزق الليبي عن طريق تغيير الدعم الدولي لصالح حفتر «مفرط في التفاؤل»، مضيفًا: «إن الوضع الداخلي في ليبيا هش وحساس للغاية، وأي محاولة لتغييره قد تسبب مزيدًا من الضرر».

وفي نهاية مقاله، رأى ميزران أنه من الأفضل الاستمرار في دعم حكومة الوفاق والمجلس الرئاسي، والعمل على معالجة الخلل في الاتفاق السياسي، وتوفير دعم عملي أكبر للمجلس الرئاسي.

واقترح أيضًا تقديم تشكيلة جديدة للحكومة أمام مجلس النواب تضم شخصيات ذات ثقل تستطيع تقوية تأييد وتأثير الحكومة على الأرض، لتستطيع تحقيق التوافق. لكن هذا لا يعني إغلاق الباب أمام حفتر، بل على العكس على واشنطن وحلفائها لعب دور أكبر للضغط على حفتر لفهم أن أفضل حل بالنسبة له ولليبيا هو التوصل إلى اتفاق لتقاسم السلطة لاستعادة الاستقرار، ووضع الدولة على طريق الوحدة والسلام.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
إطفاء حريق في نفايات قرب مستودع للغاز بالبيضاء
إطفاء حريق في نفايات قرب مستودع للغاز بالبيضاء
حالة الطقس في ليبيا (الجمعة 29 مارس 2024)
حالة الطقس في ليبيا (الجمعة 29 مارس 2024)
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من طرابلس إلى سرت
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من طرابلس إلى سرت
خلال جولة تفقدية.. النمروش يشدد على ضمان عودة الحركة في منفذ رأس اجدير
خلال جولة تفقدية.. النمروش يشدد على ضمان عودة الحركة في منفذ رأس ...
«الاستشعار عن بعد»: زلزال جنوب اليونان.. هل شعرتم به؟
«الاستشعار عن بعد»: زلزال جنوب اليونان.. هل شعرتم به؟
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم