Atwasat

الحياة تعود تدريجياً إلى ضواحي سرت.. و«داعش» يلجأ للسلاح الأخير

سرت - بوابة الوسط: محمود الصلاحي الجمعة 02 ديسمبر 2016, 03:37 مساء
WTV_Frequency

شهدت ضواحي مدينة سرت الأيام الماضية عودة تدريجية للخدمات، فيما أوقفت قوات «البنيان المرصوص» عملياتها ضد عناصر تنظيم «داعش» بشكل موقت وذلك لأسباب أمنية.

للاطلاع على العدد (54) من «جريدة الوسط» اضغط هنا (ملف بصيغة pdf)

وبدأت الجهات المسؤولة في مدينة سرت تقديم خدماتها إلى أكثر من 65 ألفًا من السكان العائدين إلى منازلهم في المناطق المحررة، وذلك بعد قرابة ستة أشهر من اندلاع المعارك بين «البنيان المرصوص» ومسلحي «داعش».وشكل تحرك وزارة الداخلية بحكومة الوفاق لتفعيل الأجهزة الأمنية داخل المدينة ملمحاً رئيساً في تطورات الأسبوع المنصرم، خاصة مع إعلان وكيلها للشؤون الأمنية، العقيد صالح سميو، سعيه لدى المجلس الرئاسي لتوفير الإمكانات اللازمة لبسط الأمن في المدينة.

وخلال اجتماع ضم مدير وأعضاء مديرية الأمن الوطني بمنطقة سرت، بحضور رؤساء الأجهزة الأمنية ومديري مراكز الشرطة والضباط وضباط الصف، أكد سميو ضرورة قيام الأجهزة الأمنية والضبطية والبحثية ومراكز الشرطة ورجال المرور بسرت بواجباتهم وتفعيل العمل الأمني لبسط الأمن والمحافظة على الممتلكات، بالتعاون مع غرفة عمليات «البنيان المرصوص» لمنع الجرائم والوقوف ضد المخالفات. ووعد سميو بتوفير الإمكانات لمديرية الأمن بالتنسيق مع المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق.

بالتوازي مع ذلك، وصلت شحنة أدوية إلى المرافق الصحية بالمناطق المحررة. وقال مصدر مسؤول بقطاع الصحة في سرت إن الشحنة وصلت إلى المرافق الصحية بضواحي المدينة، وتحتوي على تطعيمات إجبارية للأطفال من الولادة وحتى عمر عام ونصف العام، وكذلك أدوية لمرضى السكري، وكمية أخرى من التطعيمات ضد الإنفلونزا الموسمية.

جولة بالمدارس
تفقد رئيس المجلس المحلي في سرت المهندس عبدالفتاح محمد السيوي، السبت الماضي، عددًا من المدارس الواقعة في نطاق المجالس التسييرية بسلطان والقرضابية وأبوزاهية والسواوة شرق سرت، فضلاً عن عدد من المراكز الصحية.وقال السيوي لـ«الوسط» إن الزيارة الميدانية للاطمئنان على سير الدراسة، وتهدف للوقوف على المعوقات التي تواجه سير الدراسة بمدارس سلطان وأبوزاهية والقرضابية، خاصة المحتاجة للصيانة السريعة نظرًا لعمليات العبث فيها وتعرضها لأضرار نتيجة الحرب، إضافة إلى ما تعانيه المؤسسات التعليمية لصيانة خطوط وخزانات الصرف الصحي، خاصة بمدارس سلطان وأبوزاهية.

وعقد السيوي اجتماعًا موسعًا مع مديري المدارس والثانويات الواقعة بالمنطقة، حيث تمت مناقشة سير العملية التعليمية في المدارس، ومعرفة المعوقات التي تواجه كل مدرسة، خاصة ثانوية أبوزاهية، ومشكلة ازدحام الفصول نظرًا لتزايد أعداد الطلاب النازحين من وسط مدينة سرت، وتعاني المدارس نقصًا في المقاعد والوسائل التعليمية، والمستلزمات المدرسية وعدم اكتمال وصول الكتب المدرسية المقررة.

عمليات «البنيان»
ميدانيًا، أعلن الناطق باسم عمليات «البنيان المرصوص» العميد محمد الغصري يوم الثلاثاء توقف الاشتباكات ضد تنظيم «داعش» في حي الجيزة البحرية منذ يوم الأحد لدواعٍ أمنية.

وقال الغصري لـ«الوسط» إن سلاح الجو الأميركي يواصل طلعاته على مواقع وتمركزات «داعش»، بالإضافة إلى طلعات استطلاع لرصد تحركات التنظيم جنوب سرت وسوف الجين.

وأضاف الغصري أن سلاح الجو قصف قناصين لـ«داعش» بمباني حي الجيزة البحرية مرتين، كما أن المدفعية دكت معاقلهم، فيما توقف تقدم المشاة منذ أول أمس. وأوضح العميد الغصري أنهم في انتظار الدعم المقدم من المجلس الرئاسي الذي لم يصل بعد.من جانبها، أعلنت قيادة القوات الأميركية في أفريقيا «أفريكوم» أنها قصفت 68 موقعًا لعناصر «داعش» في سرت، خلال الغارات التي تشنها دعمًا لقوات «البنيان المرصوص». وقالت «أفريكوم»، في بيان نشرته يوم الاثنين على موقعها الإلكتروني، إنها دمرت 14 موقعًا لعناصر تنظيم «داعش» في 25 نوفمبر، و30 موقعًا في 26 نوفمبر، و24 موقعًا في 27 نوفمبر الجاري.

وكان المركز الإعلامي لـ«البنيان المرصوص» ذكر في وقت سابق أن القوات «سيطرت خلال تقدمها في آخر المعاقل التي يتواجد فيها ما يسمى بتنظيم الدولة على ثلاثين منزلاً ومدرسة بمنطقة الجيزة البحرية»، متوقعاً أن تنتهي المعارك بالمدينة خلال وقت وجيز.

وذكر قائد ميداني بجبهة القتال لـ«الوسط» أن عناصر «داعش» محاصرون في مساحة ضيقة جدًّا مساحتها 100 متر طولاً، و200 متر عرضًا، بمنازل حي الجيزة البحرية، مضيفًا أن «المنازل التي لا تزال بحوزتهم لا تتعدى 40 منزلاً من طابقين، وهم يعتمدون على القناصة والمفخخات فقط، بعد أن نفدت الذخائر والمؤن منهم». كما أنهم «يعيشون على المعلبات».

وأشار المركز الإعلامي إلى أن القوات تعاملت مع أحد قناصي «داعش» بالقنابل اليدوية لاختبائه في أحد المنازل بحي الجيزة البحرية.

وذكر خبير عسكري لوكالة الأنباء الليبية (طرابلس) أن قوات البنيان تحكم الحصار على ما تبقى من عناصر التنظيم في المنطقة الضيقة جدًا المتواجدين فيها مع الوضع في الاعتبار سلامة الأطفال والنساء الذين يتخذهم عناصر التنظيم كدروع بشرية.

نساء «داعش»
أشار المركز الإعلامي إلى تنفيذ «داعش» هجومين انتحاريين، أحدهما بواسطة حزام ناسف والآخر بواسطة قنابل يدوية، خلفت 9 قتلى وأكثر من 30 جريحًا من قوات «البنيان»، لافتاً إلى أن أحد التفجيرين نفذته امرأة بواسطة حزام ناسف والآخر بعبوة ناسفة فجَّرها أحد عناصر التنظيم.وقال العميد عبدالهادي دراه لـ«الوسط»: «إن المرأة التي فجرت نفسها طالبت بممر آمن لخروجها، وبعدما مُنحت ما أرادت قامت بتفجير نفسها». كما ذكر مصدر من الكتيبة «604» أن أفراد الكتيبة قبضوا، يوم الخميس الماضي، على اثنين من عناصر «داعش»، أحدهما من غينيا والآخر من تونس، مشيرًا إلى اعترافهما بوجود عناصر من التنظيم في عدد من البيوت.

وقال المصدر نفسه لـ«الوسط» إن الغامبي المعتقل يدعى مصطفى وكنيته «أبو طاهر»، مضيفًا أنه اعترف بأنه قدم إلى سرت منذ 10 أشهر مع قيادي من غامبيا عبر الصحراء من الكفرة، وأنه يتقاضى 500 دينار شهريًّا.

إلي ذلك، أفاد مصدر أمني بمدينة مصراتة بأن مجهولين هاجموا معسكر الدفاع الجوي وقتلوا حارسين أمام البوابة، الأحد الماضي. وأوضح المصدر أن الحارسين هما محمد زقلام وعبدالحكيم الصالحي، ولم يجر التعرف على المهاجمين الذين لاذوا بالفرار.
للاطلاع على العدد (54) من «جريدة الوسط» اضغط هنا (ملف بصيغة pdf)

الحياة تعود تدريجياً إلى ضواحي سرت.. و«داعش» يلجأ للسلاح الأخير
الحياة تعود تدريجياً إلى ضواحي سرت.. و«داعش» يلجأ للسلاح الأخير
الحياة تعود تدريجياً إلى ضواحي سرت.. و«داعش» يلجأ للسلاح الأخير
الحياة تعود تدريجياً إلى ضواحي سرت.. و«داعش» يلجأ للسلاح الأخير

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
المنفي يطالب بدقة ترسيم حدود ليبيا لمنع الانتهاكات
المنفي يطالب بدقة ترسيم حدود ليبيا لمنع الانتهاكات
حملة أمنية مكثفة لضبط المرور في درنة
حملة أمنية مكثفة لضبط المرور في درنة
تكالة بحث مع الفطيسي تطوير الطاقات المتجددة والصحة والتعليم
تكالة بحث مع الفطيسي تطوير الطاقات المتجددة والصحة والتعليم
بحضور وزراء.. ورشة عمل تبحث أسباب زيادة حوادث المرور والحلول
بحضور وزراء.. ورشة عمل تبحث أسباب زيادة حوادث المرور والحلول
تكالة والعماري يستعرضان التعاون بين ليبيا و«الإيسيسكو»
تكالة والعماري يستعرضان التعاون بين ليبيا و«الإيسيسكو»
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم