نظم قسم التثقيف بكلية الصحة العامة ندوة عن الإسعافات الأولية والتعامل مع مخلفات الحرب، الاثنين، بمشاركة المركز الليبي للأعمال المتعلقة بالألغام ومخلفات الحرب بالمنطقة الشرقية، ومكتب الإعلام والتوعية والتثقيف الصحي بإدارة الخدمات الصحية ببنغازي.

وأوضح مدير مكتب الإعلام والتوعية والتثقيف الصحي بإدارة الخدمات الصحية بنغازي، أحمد العوامي، أن الندوة نظمت بمدرج سناء المحيدلي الكائن بمجمع الكليات الطبية بجامعة بنغازي، وجاءت إحياءً لليوم العالمي للإسعافات الأولية، وتهدف إلى نشر الوعي المجتمعي للتعامل الحذر مع الألغام ومخلفات الحرب وأهمية الإسعافات الأولية.

وأضاف العوامي أن البرنامج العام للندوة تضمن إلقاء ورقات علمية، حيث ألقى الورقة العلمية الأولى المكلف بأعمال المركز الليبي للأعمال المتعلقة بالألغام ومخلفات الحرب بالمنطقة الشرقية محمد بوجازية، تحدث فيها عن الألغام وأنواعها، وتأثير الألغام ومخلفات الحرب القابلة للانفجار على المدنيين، ومدى إلمام المجتمع بخطورة الموضوع فقد صنفوا إلى خمسة أصناف، فهناك «غير الملم بالخطر، وهناك الملم بالخطر ولكنه لا يعرف كيفية التصرف السديد، وملم بالخطر لكنه يملك خلفية خاطئة في التعامل مع الألغام، وأخيرًا الملم المتهور»، كما أكد بوجازية في ورقته أهمية التوعية بمخاطر الألغام ومخلفات الحرب، وركز على معادلة مهمة قائلًا: «ناشط ملتزم + رسالة واضحة ومفهومة = إنقاذ حياة مواطن».

وألقى ورقة العمل الثانية الدكتور أحمد البرعصي، حيث قدم شرحًا وافيًا عن إجراءات الإسعافات الأولية لإنقاذ ضحايا مخلفات الحرب. مستهدفًا تطوير الخبرات الإسعافية لطلاب الطب وعناصر الهندسة العسكرية وشرائح المجتمع كافة، وأهم القواعد والمبادئ الرئيسة في كيفية التعامل مع الحالات المصابة بانفجار لغم، ومن أهمها ضبط النفس والتصرف بحكمة والتأكد من خلو المساحة بالكامل من الألغام، وتحديد موقع الضحية المتعرضة لانفجار اللغم.

كما صنف الإصابات إلى أربعة أنماط وهي النزيف، البتر، الكسور، النزيف الداخلي، ومن حيث نوع الإصابة المباشرة كالشظايا، وغير المباشرة مثل نفضة الانفجار وهي الأخطر، لأنها قد تؤدي إلى إصابة الدماغ وكسور وبتر، كما تطرق إلى بعض المشاكل التي قد تعرقل العملية الإسعافية كالازدحام وبطء حركة السير وتأخر سيارة الإسعاف، وأكد أن دور المسعف مهم جدًا لوصول الضحية بشكل آمن إلى الطبيب، وأوضح البرعصي بشكل عملي دور المسعف تجاه ضحايا الألغام، وقدم عروضًا عملية على دمية توضيحية.

ومن جانب مكتب الإعلام والتوعية والتثقيف الصحي بإدارة الخدمات الصحية ببنغازي قدم مدير المكتب أحمد العوامي ورقة عمل حول التثقيف الصحي ومخلفات الحرب.

وأوضح المعنى الشامل للصحة وهي حالة من اكتمال السلامة بدنيًا وعقليًا واجتماعيًا، لا مجرّد انعدام المرض أو العجز، كما عرف التثقيف الصحي وبرامجه، وعناصر الرعاية الصحية الأولية التي حددتها منظمة الصحة العالمية، وطرق التوعية بمخاطر مخلفات الحرب، واختيار البرامج التوعوية الملائمة وفقًا لتقسيم الفئات المجتمعية ودراسة وتحديد المشاكل الصحية بالمجتمع.

كما أوضح العوامي دور المثقف الصحي في ذلك والأساليب التي يستخدمها، حيث إن هناك أساليب مباشرة تستهدف المجموعات وتتضمن المحاضرات والندوات وحلقات النقاش والملتقيات، والمعارض، والمشاهد التمثيلية والمسرحيات، وهناك طرق توعوية غير مباشرة باستخدام وسائل الإعلام والقنوات المرئية والمسموعة، والمطبوعات، والملصقات، والصحف، واللوحات الإرشادية. واشتملت الورقة على عرض وثائقي لفيلم قصير خاص بتوعية الأطفال بخطورة مخلفات الحرب.

وأوصى أخيرًا بضرورة ضمان تزويد النازحين بمعلومات حول الجهات التي يتوجب عليهم الاتصال بها في حال مصادفة أي لغم أو مخلفات حرب، كما أنه يتوجب على المواطنين عدم الدخول لمنطقة الاشتباكات وعدم العودة إلى البيوت إلا بعد تبليغ الجهات المختصة لتحقيق عودة آمنة، وتطرق العوامي سريعًا إلى التعريف باليوم الدولي للتوعية بالألغام، والمساعدة في الأعمال المتعلقة بمخلفات الحرب الذي يقام في الرابع من أبريل من كل عام، وفقًا لإعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة، وآخر الورقات كانت لآمر صنف الهندسة العسكرية العميد يوسف اللواطي، حيث تحدث عن دور صنف الهندسة العسكرية في التخلص من الألغام ومخلفات الحرب.

حضر الندوة عميد كلية الصحة العامة الدكتور عبدالحميد البرغثي، ومدير إدارة الخدمات الصحية ببنغازي الدكتور طارق كويري، والمكلف بأعمال المركز الليبي للأعمال للمتعلقة بالألغام محمد بو جازية، ومدير مكتب الإعلام والتوعية والتثقيف الصحي بإدارة الخدمات الصحية ببنغازي أحمد العوامي، والعميد يوسف اللواطي آمر صنف الهندسة العسكرية بالمنطقة الشرقية، ورئيس قسم المتفجرات بإدارة البحث الجنائي المقدم عبدالعاطي المسلاتي، ورئيس قسم المفرقعات بهيئة السلامة الوطنية على الفرجاني، وعدد من أعضاء هيئة التدريس بكلية الصحة العامة وطلبة الكليات الطبية، وأعضاء مكتب الإعلام والتوعية والتثقيف الصحي بإدارة الخدمات الصحية ببنغازي، ومنسقو التثقيف الصحي بالمرافق الصحية، وعدد من مندوبي الجهات ذات العلاقة بمخلفات الحرب.