تناولت الصحف العربية الصادرة صباح الثلاثاء، الشأن الليبي بـ«اهتمام واضح» على صدر صفحاتها وبين سطور مقالات كتَّابها، مبرزة آخر التطورات على الساحة الليبية.

ففي جريدة «الأهرام» اليومية المصرية نطالع مقالًا للكاتب إبراهيم النجار تحت عنوان «ليت الثورة لم تقم»، بدأه الكاتب ببعض التساؤلات عن ثورات الربيع العربي عمومًا وماذا حققته، وعن الثورة الليبية بشأن خاص، مؤكدًا أن نجاح الثورة التونسية بهروب بن علي، هو الذي أشعل فتيل «الربيع العربي»، لأنه وقع شهادة نجاح الثورة التونسية، وكسر تلك القاعدة التي لم يكن يجادل فيها أحد، وهي أن الأنظمة العربية، «قضاء وقدر، ولن تتغير مهما حصل».

وقال الكاتب إن النظام الليبي السابق واجه ثورة فبراير بالعنف فتحولت إلى «ثورات مسلحة مدعومة من قبل الغرب، كانت نتيجتها المنطقية تدمير ليبيا وانتهى القذافي مقتولًا»، بحسب الكاتب الذي قال إن النزاع في ليبيا دمر البنى التحتية الأساسية في عدد من الدول. كما أدى إلى ارتفاع معدل الوفيات لدى الأطفال.وإلى جريدة «الخليج» الإماراتية ومقال للكاتب عبدالله بن علي العليان تحت عنوان «داعش» والتراجع المتوقع، افتتحه الكاتب بقوله: «لا شك في أن كل التوقعات والتحليلات تؤكد أن قوات «داعش» سوف تتراجع عن احتفاظها بالأراضي التي سيطرت عليها منذ «أعوام» في ليبيا، لأن الاستراتيجية العسكرية لهذا التنظيم قد لا تستطيع السيطرة على هذه المناطق، كونها محدودة التكتيكات العسكرية والتنظيمية، وقوات غير مؤهلة لذلك، إلى جانب أنها لا تملك السلاح الجوي الذي له قدرة السيطرة والتأثير في كل المعارك».

وقال الكاتب إن بعض السياسيين والخبراء في مراكز الأبحاث الغربية حذروا من أنه إذا ما استمر القتال في لبيبا خصوصًا، من دون تحقيق السلام الثابت، سوف يجعل الهجرة إلى أوروبا مشكلة كبيرة للمجتمعات الغربية، والأزمات سوف تنتقل إليها، بصورة أو بأخرى.

وأضاف أن تنظيم «داعش» استفاد من خلافات السياسيين في ليبيا، وحقق الكثير من مواقع السيطرة، ومنها مدينة سرت التي تعد من المدن الليبية التي يسيطر عليها منذ مايو2015، بعد انسحاب قوات فجر ليبيا من المدينة. متسائلًا: هل استطاع هذا التنظيم الإرهابي الاستقرار بعد نجاحاته في العامين الماضيين؟ في الواقع أن التنظيم بدأ يتراجع عسكريًا في ليبيا، وهذا التراجع، كما يقول بعض الخبراء سوف يزداد في الأشهر القليلة القادمة، بسبب التكثيف العسكري للتحالف ضد هذا التنظيم الذي يتكبد خسائر متتالية.وما زلنا في جريدة الخليج ومقال للكاتب صادق ناشر تحت عنوان «القرار الوطني المسلوب»، قال فيه الكاتب إن «الأحداث التي تمور بها المنطقة لا تدع مجالًا للشك في أن القرار الوطني صار مسلوبًا، وأن الخارج هو الذي صار يتحكم في هذه القرارات، ويمكن ملاحظة ذلك بوضوح بما يحدث في ليبيا حيث صار العامل الخارجي هو الذي يحدد الخطوات المطلوبة للحل وطريقته».

وقال إن «القرار في ليبيا لم يكن في يد أي من الحكومتين المتصارعتين، بل في أيدٍ إقليمية ودولية أخرى، ومن هنا سمحت الولايات المتحدة لنفسها أن تتدخل جويًا وبريًا في الأراضي الليبية؛ بحجة محاربة تنظيم «داعش» من دون أن تأخذ إذنًا، ولو شكليًا من أصحاب السيادة».

وأضاف الكاتب أنه «لم تعد للسيادة والقرار الوطني أي أهمية لدى بعض القادة والحكام العرب، ويبدو أن سلب هذا الحق يعود إلى رغبة هؤلاء في البقاء في سدة الحكم، حتى وإن لم يعد لديهم ما يحكمونه إلا الكراسي التي يجلسون عليها، وقد استغل الخارج هذه الرغبة لدى بعض القادة العرب أحسن استغلال، بيقين منه أن هؤلاء مستعدون للتخلي عن قرارهم الوطني مقابل تعهد الخارج في حمايتهم والدفاع عن حكمهم مهما بلغ ذلك من أثمان».

واختتم الكاتب مقاله بقوله: «القرار الوطني المسلوب أدخل البلاد العربية في متاهات حروب لا أول لها ولا آخر، فليبيا تعيش حروبًا مستعرة يتداخل فيها العنصر الداخلي والخارجي بشكل يمنحها بعدًا خارجيًا بامتياز، مما يجعل إطالة أمد الحرب أمرًا واقعًا».وإلى جريدة «العرب» الدولية وتقرير لها تحت عنوان «فيسبوك الليبي يتوق إلى نهاية داعش في سرت»، قالت فيه الجريدة إن استعادة واحد من أهم معاقل تنظيم «داعش» في سرت أفرحت رواد مواقع التواصل الاجتماعي في ليبيا، وجعلتهم ينشرون تعليقاتهم للاحتفال بالنصر من جهة ولنعي ضحايا «معركة الحسم» كما سموها من جهة أخرى. وقالت الجريدة إن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلوا مع أخبار معركة سرت الليبية، من خلال التعليق باستعمال هاشتاغات مختلفة من قبيل «سرت وليبيا وسرت تتحرر والبنيان المرصوص».

ونقلت الجريدة تصريحات الناطق باسم عملية «البنيان المرصوص»، العميد محمد الغصري، التي أعلن خلالها أن قوات العملية نجحت في استعادة كامل الحيين الأول والثالث اللذين كانت تتحصن بهما عناصر تنظيم «داعش» في مدينة سرت الساحلية. مشددًا على أن التنظيم «أمسى محاصرًا في مساحة صغيرة جدًا في منطقة الجيزة البحرية شمال الحي الأول».

وقالت الجريدة إن النشطاء الافتراضيين نعوا الذين سقطوا في المعارك ونشروا أسماء الشهداء معبرين عن فخرهم بهم وامتنانهم للتضحية التي قدموها، كما تمنوا الشفاء للجرحى.

وإلى جريدة «الشرق الأوسط» التي نشرت تقريرًا تحت عنوان «الخميني تآمر على الصدر.. و«حزب الله» فاوض القذافي لإنهاء القضية»، تحدثت فيه الجريدة عن إحياء حركة «أمل» اللبنانية غدًا الذكرى الـ38 لاختفاء مؤسسها، ومؤسس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى السيد موسى الصدر، الذي لا يزال غيابه واختفاؤه الغامض خلال زيارة رسمية لليبيا، يشكل علامة استفهام كبيرة في الوسط الشيعي اللبناني.

ونقلت الجريدة عن شخصية سورية قولها، إنه في العام 2004 وخلال لقاء القذافي شخصية اقتصادية سورية رفيعة طلب منه التوسط لدى «حزب الله» لحل قضية الإمام موسى الصدر. مضيفًا أن «هواجس القذافي كانت مرتبطة بأمن عائلته ورغبتهم في السفر إلى لبنان لقضاء بعض الإجازات فيه. ومعلوم أن هنيبعل القذافي ارتبط العام 2002 بعلاقة بعارضة الأزياء اللبنانية الين سكاف وتزوجا العام 2003».ونقلت الشخصية السورية الاقتراح الليبي بالتسوية إلى «حزب الله» بحكم علاقات متينة تربطها بأمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، والحاج حسين خليل أقرب مساعديه، ولا تزال علاقتها جيدة بالأخير. وقال المصدر: «كنت مفوضًا بهندسة التسوية، ولا سيما في الشق المالي الذي لم يكن عائقًا عند القذافي مهما بلغ».

وبحسب الشخصية السورية التي نقلت عنها «الشرق الأوسط» فإن «حزب الله» الذي لم يكن معروفًا عنه حينها أنه يفرد مكانًا لمقام الصدر في أي من أحاديث مسؤوليه وخطاباتهم، كان منفتحًا على التسوية ومتحمسًا لطي ملف الصدر، وحدد ثلاثة مطالب لإنجازها. أولها تسوية مالية بقيمة 200 مليون دولار لإنشاء مشاريع تنمية ورعاية اجتماعية باسم الصدر يديرها «حزب الله» مباشرة. وثانيها تزويد «حزب الله» بأسلحة، ولا سيما الصواريخ المضادة للدروع والعربات، روسية الصنع. وثالثها اعتذار عام من القيادة الليبية عن اختفاء موسى الصدر. وتقول الشخصية السورية إن الأموال لم تكن عائقًا، وإنها تتفهم حاجة «حزب الله» لإسكات منتقديه، جراء التسوية، وهو ليس مبلغًا قد يرفضه القذافي. لكن كانت الخشية بحسب المصدر، في البندين المتبقيين».