رصدت الصحف العربية الصادرة اليوم السبت أهم التطورات العسكرية والسياسية داخل ليبيا، خاصة زيارة المبعوث الأممي مارتن كوبلر إلى مصر والمعركة الدبلوماسية التي تشهدها الدولة نتيجة رفع اسم إبراهيم الدباشي من قائمة المندوبين الليبيين المعتمدين لدى الأمم المتحدة.

كوبلر يدعو لتوحيد الجيش
نبدأ من جريدة «الخليج» الإمارتية التي نقلت تأكيد المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر ضرورة توحيد الجيش الليبي تحت قيادة واحدة لإعادة الاستقرار إلى ليبيا.

وقال كوبلر في مقابلة مع قناة «الحدث» إنه «وفقًا لبنود الاتفاق السياسي يجب أن يكون الجيش الموحد تحت قيادة المجلس الرئاسي الذي يترأسه فائز السراج. أشجع المقاتلين في الشرق على المشاركة في الحوار لتشكيل جيش موحد».

ووصل المبعوث الأممي أمس الجمعة إلى القاهرة في زيارة تستغرق يومين في إطار جولة بالمنطقة لبحث التطورات في ليبيا. وذكرت مصادر أنه سيلتقي عددًا من كبار المسؤولين بمصر والجامعة العربية لبحث آخر التطورات وجهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة.

والتقى السفير الليبي لدى دولة الإمارات، عارف النايض، حيث بحثا عددًا من القضايا ذات الصلة بالأزمة الليبية.

ومن جهة أخرى قالت غرفة عمليات الكرامة التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة إن قواتها البرية تتجه إلى بسط سيطرتها على مواقع جديدة ومهمة في المحور الغربي لبنغازي بعد أن تمكنت بالكامل من تحقيق تقدم في كل المحاور الواقعة غرب المدينة.
وقالت في بيان إن القوات البحرية تمكنت من إغلاق كل الممرات أمام أي محاولة لفرار مسلحي تنظيم «داعش». وتكثف القوات الجوية طلعاتها القتالية بعد أن تمكنت من صيانة عدد من طائراتها وتزويدها بأجهزة دقيقة.

وقال آمر تحريات القوات الخاصة «الصاعقة»، فضل الحاسي، إن قواتهم نفذت عملية نوعية بمحيط المستشفى الأوروبي وتقدمت بشارع الشجر، حيث انفجر لغم بأحد الجنود التابعين للكتيبة «21 صاعقة».

ارتباك وجدل حول حكومة الوفاق
أما جريدة «البيان» الإماراتية فقالت إن ليبيا تشهد حالة من الارتباك السياسي في أعقاب قرار مجلس النواب رفض منح الثقة لحكومة الوفاق الوطني، واعتبر البعض حكومة السراج «ساقطة» بموجب الاتفاق السياسي.

وأشار أعضاء مجلس النواب طارق الجروشي، وصالح قلمة، وزياد دغيم إلى أن رفض منح الثقة يعني سقوط المجلس الرئاسي، الذي فشل في تشكيل الحكومة مرتين، ووصفوا هذه التشكيلة الحكومية بأنها «غير متوازنة ومختلة».

ومن جانبه أصدر المجلس الرئاسي بيانًا أعرب فيه عن تطلعه إلى العمل مع «مجلس النواب ومجلس الدولة، لتنفيذ استحقاقات الاتفاق السياسي الليبي كافة بما في ذلك التعديل الدستوري بشكل عاجل وفقًا للالتزامات والمسؤوليات التي حددها الاتفاق السياسي لهذه الأجسام، وبما يحقق مصلحة جميع الليبيين للأمن والاستقرار والمصالحة الوطنية».

جاء ذلك بالتزامن مع جهود حثيثة من قبل المبعوث الأممي مارتن كوبلر، الذي وصل القاهرة لمقابلة عدد من المسؤولين المصريين والعرب.
والتقى رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، مساعد المبعوث الأممي إلى ليبيا، معين الشريم، وقال المستشار الإعلامي فتحي عبدالكريم المريمي «إن اللقاء تركز حول عدم موافقة مجلس النواب للحكومة المقترحة من المجلس الرئاسي في جلسة مجلس النواب كاملة النصاب يوم الثلاثاء 22 أغسطس الجاري».

وكان كوبلر طالب حكومة الوفاق الوطني بالاستمرار في أداء مهامها لحين قيام مجلس النواب بمنح الثقة للتشكيلة الجديدة وفق الاتفاق السياسي.

«معركة دبلوماسية» بين النواب والوفاق
واهتمت جريدة «الشرق الأوسط» بما وصفته بـ«معركة دبلوماسية» بين مجلس النواب وحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج حول منصب مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة، في وقت يسعى فيه البرلمان لنقل مقره من طبرق إلى بنغازي.

واعتبر وكيل وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالحكومة الموقتة، علي إمدورد، إصرار الأمم المتحدة تنفيذ قرار السراج بسحب إبراهيم الدباشي من منصبه «انتهاكًا فاضحًا» لإرادة الشعب الليبي.
واتهم إمدورد المبعوث الأممي مارتن كوبلر «بالانحياز وعدم التصرف بحيادية لحل الأزمة الليبية»، ورأى في بيان أن «كوبلر يصدر الأوامر والتعليمات باعتباره مندوبًا ساميًا مما يعد استخفافًا بإرادة الشعب الليبي».

وكان الناطق باسم مجلس النواب اتهم المجلس الرئاسي بـ«الخضوع لسيطرة مجموعات مسلحة إرهابية في العاصمة طرابلس». ورأى أن «اعتماد المجلس الرئاسي على أمراء حرب ممن تسلموا المقار الحكومية تسبب في انحسار الدعم الذي كان يحظى به المجلس».